هدنة لمدة شهر في جنوب السودان.. وكيري يحذر من «عواقب وخيمة»

كي مون في جوبا اليوم ومشار يلتقي كير الجمعة

TT

وقع وفدا حكومة جنوب السودان وحركة التمرد اتفاقا حول القضايا الإنسانية أمس في أديس أبابا، والتزم الطرفان بهدنة لمدة شهر، تزامنا مع زيارة يقوم بها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اليوم إلى جوبا لحث القيادة السياسية على وقف الحرب وتشجيعها على التوصل إلى سلام دائم.

ويأتي ذلك في وقت يتوقع فيه أن يصل زعيم التمرد في جنوب السودان النائب السابق للرئيس رياك مشار إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا الجمعة المقبل لإجراء مباحثات مع رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي مريام ديسالين، وربما وزير الخارجية الأميركي جون كيري، الذي يتوقع أن يعود مرة أخرى إلى أديس أبابا تمهيدا للقاء المتوقع مع رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت.

وحذر كيري أمس طرفي النزاع في جنوب السودان من «عواقب خطيرة» إذا لم يحترما تعهداتهما بوقف إطلاق النار، وذلك في مؤتمر صحافي قبل مغادرة أنغولا، آخر محطة في جولته الأفريقية. وقال: «أقولها بوضوح، إذا رفض هذا الطرف أو ذاك الوفاء بتعهداته، فلن يكون هناك فقط عقوبات، وإنما عواقب خطيرة أيضا».

وردا على سؤال حول «العواقب المشار إليها»، بقي وزير الخارجية الأميركي غامضا، معلنا أن «المجتمع الدولي يطلب المحاسبة على الفظائع، هناك عقوبات، هناك قوات حفظ السلام، هناك عدة إمكانيات». وأضاف أن «على الطرفين (الحكومة والقوات المتمردة) أن يعترفا بأنهما وقعا اتفاقا لوقف الأعمال الحربية. والمجتمع الدولي مستعد لاتخاذ إجراءات لضمان احترام ذلك عبر إرسال قوات إضافية».

في غضون ذلك، قال المتحدث باسم المتمردين حسين مار لـ«الشرق الأوسط» إن طرفي النزاع وقعا أمس اتفاقا حول القضايا الإنسانية، وإن فتح المسارات سيبدأ فورا عبر الطرق البرية والأنهار من أعالي النيل والسوباط، إلى جانب استخدام الطائرات، وعبر دول الجوار من إثيوبيا وكينيا وأوغندا والسودان، مشيرا إلى أن الطرفين اتفقا على تشكيل آلية منهما بالتنسيق مع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى.

وقال مار إن الطرفين اتفقا على هدنة لمدة شهر تبدأ يوم غد السابع من مايو (أيار)، مشيرا إلى أن الهدنة ستمكن المواطنين من العودة إلى مناطقهم لبدء الزراعة، وأن اللجنة المشتركة من طرفي النزاع والأمم المتحدة والإيقاد (دول شرق أفريقيا) ستعمل على مراقبة الهدنة ووقف أي اعتداءات ضد المدنيين. موضحا أن تنفيذ الهدنة يتزامن مع تشكيل الطرفين لجنة أمنية مشتركة ستبدأ أعمالها فورا.

وكشف مار عن أن مشار سيصل في التاسع من مايو الحالي إلى أديس أبابا، وهي أول زيارة يقوم بها خارج مكان اختبائه في جنوب السودان منذ اندلاع الحرب في 15 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وقال إن الزيارة تأتي بدعوة من رئيس الوزراء الإثيوبي، وأن «مشار سيلتقي ديسالين ووزير الخارجية الأميركي جون كيري، الذي سيعود إلى أديس أبابا لبحث قضايا السلام والدفع بها.. وسيعقد مشار لقاء مع كير بحضور ديسالين وكيري».

من جهة أخرى، قال وزير الإعلام في جنوب السودان مايكل مكواي إن طرفي التفاوض اتفقا على تشكيل لجنة أمنية لمناقشة القضايا الأمنية ووضع الآليات لتنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية، مشيرا إلى أن الطرفين شكلا ثلاث لجان لمناقشة القضايا العالقة دفعة واحدة.

في غضون ذلك، أعلن المتحدث باسم الخارجية في جنوب السودان، السفير ماوين ماكول، أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون سيزور جوبا اليوم لإجراء محادثات مع المسؤولين في الدولة لبحث مسألة السلام. وقال ماكول إن كي مون سيتحدث إلى القيادة السياسية حول قضايا الحرب وجهود التسوية السلمية الحالية بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، مشيرا إلى أن كي مون سيقوم بزيارة قوات حفظ السلام الأممية في جوبا.