جدة: تأهيل 400 سيدة في إدارة الحوار مع الأبناء

في دورة نظمتها جمعية المودة بالتعاون مع مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني

TT

أهلت جمعية المودة الخيرية للإصلاح الاجتماعي في محافظة جدة (غرب السعودية) أمس، 400 سيدة عبر مشاركتهن في دورة «حوارنا مع أولادنا» التي نظمتها الجمعية في ملتقى غير النسائي بالخمرة بالتعاون مع مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، في المقابل دعا عضو هيئة كبار العلماء الشيخ عبد الله المطلق الأسرة السعودية للانفتاح على شبابها، ومحاورتهم بالتي هي أحسن وبيان الأخطاء والإيجابيات لهم بأساليب تربوية واعية وهادفة.

وأوضح زهير بن عبد الرحمن ناصر نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية، أن الدورة تهدف للإسهام في تأهيل الأمهات في مهارات وفنون الحوار مع أبنائهن وتناولت مفهوم الحوار وأهميته مع استعراض نتائج غياب الحوار مع الأبناء وأهمية التأسي بالهدي النبوي في الحوار مع الأبناء.

وقال ناصر إن الدورة ركزت على مبادئ الحوار وأنواع الحوارات وفنون بناء الشخصية الحوارية ومهارات الحوار مع الأولاد مع استعراض عدد من التطبيقات العملية.

من جهة أخرى، أشار الشيخ عبد الله المطلق عضو هيئة كبار العلماء الأسرة السعودية إلى محاورة شبابها بالتي هي أحسن، وبيان الأخطاء والإيجابيات لهم بأساليب تربوية واعية وهادفة، مؤكدا أن باب الشرور مفتوح على مصراعيه اليوم، وأن النوافذ مفتوحة في زمن الاتصالات المختلفة، مع ضعف في عوالم التربية لدى البعض.

ولفت المطلق في برنامج «همومنا» الذي بثه التلفزيون السعودي أمس إلى أن هناك بعض الأخطاء تستغل بهدف الإضرار بأمننا واستقرارنا، عبر شبابنا، واستغلال طيبتهم وضعف خبرتهم، والعمل على تضخيم النواقص، وتحجيم الفوائد، وجعلهم شخصيات قلقة ملتبسة.

وقال عضو هيئة كبار العلماء إنه بعد المجتمع الضيق، أصبح اليوم العالم كله قرية صغيرة، تستطيع أن تتواصل مع الناس والأصدقاء وغيرهم عبر وسائل الاتصال المختلفة، مما يعني أن مساحة التأثير أصبحت كبيرة، وأن مهمة التربويين والأسرة أصبحت أكثر تعقيدا مما كانت عليه سابقا.

وأضاف «المطلوب أن نحتضن شبابنا وأن ننفتح عليهم، ونشركهم معنا، وألا يصبحوا فريسة سهلة لبعض مستخدمي هذه التقنيات الجديدة، وربما لبعض الجهات الخارجية التي تهدف إلى زعزعة استقرارنا الاجتماعي والأسري». وأكد المطلق ضرورة الاهتمام بصفوة الناس من الطيبين والصادقين والصالحين، من رموز مختلفة تربوية ودعوية، لأن تأثيرهم الاجتماعي والثقافي كبير، مشيرا إلى أن تغييب الحوار بين الأسرة وأفرادها، من الأسباب التي تدفع الشباب لتبني خيارات غريبة، واستسلامهم لبعض مستغلي وسائل الاتصال الاجتماعي ممن يعلمون كيف يغسلون أدمغة أبنائنا، ويؤثرون فيهم، وبما يخدم أهدافهم ومصالحهم.

وبين عضو هيئة كبار العلماء أن الأمن ضرورة استراتيجية للحياة، وأن الاستقرار أساسي للدول والمجتمعات وللاقتصاد والتعليم والصحة، وعندما يغيب الأمن تحل مكانه شريعة الغاب وقطاع الطرق ومن لا يحللون ولا يحرمون، وعلينا أن ننظر لما يجري حولنا ونتفهم وندرك ونستوعب.

وبشأن ما يتعلق بنصرة الإسلام، قال المطلق «إن علينا أولا أن نعرف الضوابط الشرعية للنصرة، وألا نمارس النصرة دون ضوابط وقيود، فالعالم اختلف اليوم عما كان عليه سابقا، واليوم الأمور متداخلة أسرارها أكبر من علانيتها، ولا يعرفها إلا من لديه الإمكانات والقدرات العلمية والمعرفية والخبراء المختصون وأجهزة استطلاع واستخبارات متقدمة تجعله على بينه مما يجري».