حبّا في لبنان.. تانيا قسيس تقف على مسرح دار الأوبرا الأسترالية وتغني بثلاث لغات

قالت إن وقوفها هناك لن ينسيها قلعة بعلبك

الملصق الإعلاني لحفلة تانيا قسيس في دار الأوبرا الاسترالية
TT

تحلّ السوبرانو اللبنانية تانيا قسيس ضيفة على مسرح دار الأوبرا في مدينة سيدني الأسترالية، بدعوة من غرفة الصناعة والتجارة الأسترالية اللبنانية. وتأتي استضافتها هذه تكملة لسلسلة مشاهير الفن في لبنان، الذين سبق ووقفوا على المسرح نفسه وهم الراحل وديع الصافي وصباح ومارسيل خليفة.

وتحيي تانيا هذا الحفل في التاسع من شهر يونيو (حزيران) المقبل الذي يقع في عطلة عيد الملكة إليزابيث، في قاعة كونسرت هال في دار الأوبرا الأيقوني. وقبيل ذلك ستحيي السوبرانو اللبنانية حفلة غنائية أخرى في الثلاثين من الشهر الحالي على مسرح أسترالي آخر (بينيسولا دوكلاند) في مدينة ملبورن بالتحديد، يحضرها وزير الهجرة الأسترالي و700 شخص من فعاليات ووجوه سياسية واجتماعية معروفة هناك.وقالت تانيا قسيس في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط» إنها تفاجأت بالدعوة الرسمية التي وجّهت إليها من هناك، وإنها علمت لاحقا أن لديها شعبية لا يستهان بها، وأن عددا كبيرا من أغنياتها التي تحمل بغالبيتها رسالة السلام والوحدة، منتشر بين الأستراليين الأصليين والمنحدرين من أصل لبناني. وأضافت: «أنا سعيدة كوني سأقف على هذا المسرح العالمي وأؤدي أغاني بالعربية والفرنسية والإنجليزية للبنانيين هاجروا إلى هناك، ولأهل أستراليا أيضا الذين حجز عدد كبير منهم بطاقاتهم لحضور هذه الحفلات منذ اليوم».

وعما إذا كانت هذه الخطوة تعتبرها بمثابة دخولها العالمية من بابها العريض أجابت: «العالمية كلمة كبيرة جدا ولا يمكننا أن نقيّدها بمسرح أو موقع عالمي، ولكن كل ما يمكنني قوله هو أن ثمة أنماطا موسيقية منتشرة في مختلف بلدان العالم وفتحت أمامها أبواب مسارح كبيرة مما جعلها معروفة عالميا».

وما تجدر الإشارة إليه هو أن تانيا قسيس سبق ووقفت أيضا على مسرح «أولمبيا» الفرنسي منذ حوالي العامين ولاقت نجاحا كبيرا.

وعن البرنامج الغنائي المنتظر أن تقدّمه في دار الأوبرا الأسترالي قالت: «هو برنامج غني ومتنوع سأؤدي فيه 18 أغنية بينها اللبنانية، وألوّنها بموسيقى غربية كـ(أعطني الناي وغنّي) و(أنشودة بيروت) و(القدس) بالإنجليزية و(l’amour est un tango) بالفرنسية إضافة إلى أغنية واحدة جديدة لحنها لي الموسيقار إلياس الرحباني بعنوان (ترابك يا لبنان) وأغنية (آفي ماريا) الشهيرة وغيرها». أما ختام الحفلة فسيكون مع أغنية تراثية لبنانية (طلّوا حبابنا طلّوا) التي سترافقها لوحة راقصة للدبكة الفولكلورية. وسيتخلل البرنامج أيضا مرافقة عازف الإيقاع العالمي روني برّاق لبعض الأغاني إضافة إلى وصلة عزف إيقاعية يقدّمها منفردا.

ومن المتوقع أن تطعّم السوبرانو اللبنانية برنامجها بأغنية لمروان خوري إذا ما استطاعت إنجازها قبيل السفر. أما مفاجأة الحفل فستكون بتقديمها وبمشاركة راقص التانغو الشهير فابيو سابيليس، لوحة غنائية راقصة على موسيقى أغنية «أعطني الناي وغني» ومعزوفة «كومبارسيتا» الأرجنتينية الشهيرة.

وستخصص تانيا قسيس الأستراليين بأغنية مشهورة هناك كعربون تحية لهم، بعنوان (I still call Australia home). والمعروف أن تانيا كتبت عددا من أغانيها بالإنجليزية والفرنسية وشهدت بداياتها انطلاقة بأغاني غربية، ثم تحوّلت إلى الغناء بالعربية والمطعّمة بالموسيقى الغربية. وأكّدت في سياق حديثها لـ«الشرق الأوسط» أن وقوفها على مسارح عالمية كبيرة لم ينسها حلمها اللبناني وهو أن تستضيفها يوما ما قلعة بعلبك وقالت: «مهما حققت من نجاحات وخضت تجارب عالمية فجذوري اللبنانية وحبّي لبلدي لا يمكن أن يفارقاني، ولا شيء يمكن أن يضاهي نجاحي فيه، ولطالما رددت أن سماعي التصفيق اللبناني يحييني (زقفة لبنان غير شكل)، ومهما كبر الفنان يبقى صغيرا أمام هالة بلده». وعما إذا كانت خططت يوما ما للوصول إلى ما هي عليه اليوم ردّت موضحة: «يمكن القول إنني كنت أحلم بما أنا عليه اليوم، فالتخطيط لا يصنع النجاحات وحده بل يلزمه المثابرة والتشبث بالحلم، وعندما بدأت مشواري كنت خجولة جدا، وقررت أن أسلح نفسي بعلم الموسيقى، وهذا ما فعلته عندما درست في المعهد الفرنسي الموسيقي في فرنسا». وتتابع: «الأهم كان ألا أتسرّع في خطواتي لا سيما أني جاهدت وحيدة دون أن تتبناني أي شركة إنتاج أو جهة فنية ما، ومع الوقت تطوّر فنّي وبدأت أحصد جهدي. وكانت البداية عندما حصلت على ميدالية تقدير من لبنان عن الأغنية التي قدمتها في افتتاح دورة الألعاب الفرنكوفونية التي أقيمت على أرضه، وهكذا كرّت السبحة لأنني كنت أجهز نفسي بهدوء ورويّة، وصممت أن تحمل أغاني رسائل حب وسلام من أجل الوحدة في لبنان والعالم».

ويرافق تانيا قسيس من لبنان خمسة عازفين لبنانيين على الإيقاع والقانون والناي والدرامز والبيانو، والذين سينضمّون إلى فريق العزف الأسترالي المؤلّف من عشرين شخصا. ومن المتوقّع أن يشاهد تانيا قسيس حوالي 300 ألف شخص في دار الأوبرا في سيدني، وسبعمائة شخص في مسرح ملبورن، وعلم أن بطاقات الحفلتين بدأت بالنفاد بعد التهافت الكبير الذي شهدته من قبل الأستراليين أهل البلد والمتحدرين من أصل لبناني.

يذكر أن تانيا قسيس أحيت عدة حفلات في لبنان تحت عنوان السلام والوحدة، وكان أحدثها في شهر شباط (فبراير) المنصرم في مجمّع الفوروم دو بيروت، حيث جمعت على خشبة مسرحه عددا لا يستهان به من الفنانين اللبنانيين تحت شعار «لبنان واحد موحّد من أجل الغد».