القبض على «خبير متفجرات» جنوب اليمن وخمسة عناصر من «القاعدة» في شبوة

«الداخلية» لـ «الشرق الأوسط»: أحبطنا عمليات إرهابية كانت على وشك التنفيذ

يمنيان ينظران إلى مجسم سجن غوانتانامو في صنعاء أمس (إ.ب.أ)
TT

أعلن الجيش اليمني، أمس، القبض على ستة أشخاص، أحدهم خبير في صناعة المتفجرات وتجهيز العبوات الناسفة في محافظتي لحج وشبوة، بينما فجر مسلحون في محافظة مآرب، أنبوب النفط، مما يضاعف الأزمة الاقتصادية التي تعيشها الحكومة اليمنية.

في المقابل، أعلن مسؤول أمني لـ«الشرق الأوسط» إحباط السلطات المختصة عددا من العمليات الإرهابية خلال الفترة الأخيرة، خصوصا منذ بدء الحملة العسكرية ضد معاقل تنظيم القاعدة، في محافظتي شبوة وأبين جنوب البلاد.

وأكد العميد الدكتور محمد القاعدي، مدير عام العلاقات العامة في وزارة الداخلية اليمنية لـ«الشرق الأوسط» أن لدى الوزارة خططا أمنية لمنع وقوع الجريمة، إذ إن هناك إجراءات وقائية تنفذها الجهات الأمنية والاستخباراتية لضبط المجرمين قبل ارتكابهم الجرائم، حيث تجري ملاحقتهم بعد رصد مواقعهم.

وقال العميد القاعدي إن الجانب الوقائي والإجراءات الأمنية الاستثنائية التي تنفذها وزارة الداخلية اليمنية، كان لها دور كبير في منع الكثير من الجرائم المنظمة، وضمنها الأعمال الإرهابية، مشيرا إلى أن الانتشار الميداني لرجال الأمن في نقاط التفتيش، ونشاط الأجهزة الاستخباراتية، أفشل الكثير من العمليات الإرهابية التي كان يخطط البعض لتنفيذها. وأضاف: «هناك معلومات عن إحباط العمليات الإرهابية، قد لا يكون الوقت مناسبا للإدلاء عنها لأسباب أمنية».

من جهة أخرى، أعلنت وزارة الداخلية، أمس، القبض على خبير في صناعة المتفجرات وتجهيز العبوات الناسفة في محافظة لحج (جنوب البلاد)، اسمه محمد حسن جعفر دهيس، ويكنى بـ«عوكل»، وقالت وزارة الداخلية إن دهيس مطلوب أمني قُبض عليه في عملية نوعية، بعد رصد معلومات عن مشاركته في صنع المتفجرات، التي استخدمتها العناصر الإرهابية في محافظة لحج.

وفي شبوة (جنوب اليمن)، أعلن الجيش القبض على خمسة عناصر يشتبه أنهم من تنظيم القاعدة، وذكرت وزارة الدفاع أن الأجهزة الأمنية اعتقلت أحد عناصر التنظيم اسمه عيدروس ناصر علي لصمع، بينما اعتقل أربعة آخرون في مدينة عزان (جنوب شرقي البلاد).

وأوضحت الوزارة أنه جرى اعتقال العناصر بعدما أفشل الجيش محاولة المسلحين للعودة إلى المدينة، من أجل عمل مخطط للسيطرة عليها.

وعلى صعيد الحملة التي يخوضها الجيش على معاقل التنظيم في شبوة وأبين منذ الـ29 من أبريل (نيسان) الماضي، أكدت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» هدوء جبهات القتال في مناطق عزان والمحفد، مع استمرار الطيران الحربي في التحليق في المنطقة للتمشيط ومراقبة نقاط تمركز العناصر المسلحة من قبل التنظيم، وأشارت المصادر إلى أن «القاعدة» تلقوا ضربة موجعة، أول من أمس، وذلك بعد تصدي الجيش لهم، وإفشال محاولتهم العودة إلى مدينة عزان التي كانت تعد المعقل الرئيس للتنظيم.

وبحسب المصادر المحلية، فر العشرات من تنظيم القاعدة إلى مناطق جبلية وعرة غرب محافظة شبوة، وكذلك شرق أبين، إذ استغل التنظيم الطبيعة الجغرافية الوعرة للمنطقة للاختباء عن أنظار السلطات الأمنية. وفي عملية إرهابية مختلفة، فجر مسلحون في محافظة مأرب (شرق البلاد)، أمس، أنبوب النفط في «كيلو 107» بمنطقة حباب في مديرية صرواح، وهو يضاعف من الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالحكومة من أجل اعتمادها على النفط كمورد قومي للبلاد. وكان الرئيس عبد ربه منصور هادي أصدر قرارا رئاسيا، أول من أمس، يقضي بتشكيل لجنة لإعداد ومتابعة إنشاء مركز لإعادة تأهيل المتطرفين في خطوة تعجل بعودة مواطنيه المعتقلين في خليج غوانتانامو، كما عبر عن ارتياحه لنتائج الحملة العسكرية التي يقودها الجيش اليمني ضد «القاعدة»، وحققت انتصارات ساحقة.

وشكل الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، اللجنة للإعداد والمتابعة، على أن تنشئ مركزا لإعادة تأهيل المتطرفين.

وتعد فكرة المركز خطوة مهمة في المشروع الذي استوحيت من مركز «محمد بن نايف للرعاية والتأهيل» في السعودية، وسيحتاج المركز اليمني إلى مستوى عال من الأمن في بلد يعاني من عنف المتطرفين، خصوصا أن الحكومة الأميركية أوقفت نقل 65 معتقلا يمنيا في غوانتانامو إلى صنعاء عام 2010. وذلك بعد ضلوع أحد عناصر التنظيم، النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب، بتهمة محاولة تفجير طائرة أميركية كانت تقوم برحلة بين أمستردام وديترويت في يوم عيد الميلاد عام 2009.