اغتراب

TT

* عطفا على مقال فوزية سلامة «مهاجرون أم مواطنون؟»، المنشور بتاريخ 15 مايو (أيار) الحالي، من وجهة نظري أن هناك مقولة أيضا عن علي بن أبي طالب (رضي الله عنه)، حيث قال: «الفقر في الوطن غربة، والغنى في الغربة وطن»، فالغربة هنا تعني سفر الشخص إلى مكان ما لأنه لم يجد الراحة والأمن في وطنه، وهذا السفر ربما يكون غير متاح لكثيرين منا، أما الاغتراب فهو أصعب بكثير من الغربة، وهو يعني الإحساس بالغربة داخل الوطن، وهو أقسى أنواع المشاعر الإنسانية، ويتولد نتيجة طبيعية للظروف المحيطة بالشخص، كالظروف الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية وغيرها، ففي معجم الطب النفسي يوصف الاغتراب بأنه انهيار في العلاقات الاجتماعية الشخصية، أو أنه الفجوة بين الفرد وذاته، والانفصال بينه وبين الآخرين، وما يتضمنه ذلك من غربة للفرد وانفصال عن مشاعره الخاصة التي تستبعد من الوعي. في أحد البرامج كان هناك تقرير عن أطفال الشوارع في مصر، وكم كان هذا التقرير مهولا ومفزعا لي شخصيا، فكيف يستطيع مسؤول أن ينام قرير العين في بيته وهناك المئات من هؤلاء الصبية أو البنات نائمون في الشوارع والأماكن غير الآدمية؟ هؤلاء الضحايا في نظري قنابل موقوتة في جسم المجتمع سوف تنفجر في أي لحظة.

محمد شاكر محمد صالح - السعودية [email protected]