الاتحاد والهلال.. فرصة!

عادل عصام الدين

TT

بفوز الهلال على بونديكور الأوزبكي يكون فريقان سعوديان، هما الاتحاد والهلال، ضمن أربع فرق تأهلت إلى دور الثمانية في دوري أبطال آسيا لكرة القدم، وهذا الوصول يؤكد أفضلية سعودية على مستوى الرباعي وأفضلية خليجية على مستوى غرب آسيا.

والحقيقة أنها فرصة جيدة للفريقين السعوديين لوصول أحدهما للمباراة النهائية، وأغلب الظن أن الطرف الثاني في جميع الحالات هو الفريق الصيني العملاق غوانزو.

اضغط على كلمة «فرصة» لأن ثمة فترة طويلة تفصل بين التأهل الذي تحقق قبل أيام ودور الثمانية، هي فرصة لفريقين سعوديين تأهلا لهذه المرحلة بجدارة، وإن لم يكونا في أفضل حالاتهما الفنية. العملاقان خرجا هذا الموسم دون أن يحققا بطولة محلية، وإن كان الهلال أفضل حضورا، بيد أن المحصلة النهائية تؤكد فشلا ذريعا لأكبر ناديين من ناحية البطولات، «طبعا الهلال أولا والاتحاد ثانيا».

عانى الاتحاد أكثر من شقيقه الهلال، ودفع ثمنا غاليا بحضور باهت في كل المسابقات المحلية، ولكنه انتفض في الدوري الآسيوي الكبير، وسبب معاناة الاتحاد تتمثل في المشاكل الإدارية التي امتدت قرابة عامين، وألقت بظلالها على الحضور الفني وعلى كافة المستويات. اختلف الاتحاد عن كل منافسيه الكبار وبدا وكأنه يلعب من دون لاعبين أجانب رغم مشاركة لاعب واحد تقريبا في كل المباريات، وهي مشاركة لا تذكر وغير محسوبة إن علمنا أن كل ناد بإمكانه الاستعانة بأربعة لاعبين أجانب، ناهيك عن أن من شارك من الأجانب في صفوف الاتحاد كان أقل حضورا من كل السعوديين، وهذا أمر عجيب يؤكد فشل من يتعاقد مع المحترفين من الأجانب.

أما الهلال الذي ظهر على نحو أفضل من الاتحاد ونافس على صدارة الدوري، فقد تميز بوجود لاعبين أجانب أفضل من الاتحاد، وأخص بالذكر أفضل لاعب على الإطلاق وهو البرازيلي نيفيز، الذي كان صاحب حضور وبصمة، فإن حضر توهج الأزرق أكثر، وأن غاب فقد الهلال توازنه وبريقه، وقد بدا ذلك ملموسا طيلة الموسم.

أقول إن الفرصة مواتية لممثلي كرة القدم السعودية للوصول للمباراة النهائية وربما الفوز بالبطولة، ولن يتحقق هذا الهدف إلا بدعم قوي من دفعة جديدة من اللاعبين الأجانب المقتدرين.

أؤكد أن الأولوية هي للاعب الأجنبي أكثر من الخلل في التدريب أو بعض مراكز اللاعبين المحليين، ولو قدر لكل فريق استقطاب نوعية من اللاعبين الأجانب من فئة المبدعين سيتغير كل شيء.

الاتحاد بحاجة إلى متوسط دفاع أولا، ومحور هجومي يقود حركة الفريق ثانيا، ورأس حربة ثالثا، أما اللاعب الرابع فقد يفضل أن يكون في الظهير الأيمن أو لاعب وسط على الأطراف.

والهلال بحاجة إلى متوسط دفاع من نوعية أفضل من الذين لعبوا له مؤخرا، وفي حالة استمرار ديجاو وكواك ونيفيز فإن الفريق سيحتاج إلى محور تقليدي من الطراز الرفيع أو هداف متمكن رغم وجود الهداف المتميز ناصر الشمراني، ولا ننسى أن الهلال كان ميالا للعب بطريقة 4 - 4 - 2 ، أي بمهاجمين.

قوة ضاربة من اللاعبين الأجانب ستغير الكثير، وخاصة الاتحاد الذي تألق مؤخرا بصف من صغار السن الموهوبين الذين يملكون الدافع والحافز ولا ينقص حضورهم الأقوى إلا الخبرة الأجنبية المتميزة.

[email protected]