معارك الفلوجة تدخل أسبوعها الثاني ومحاولات لوقف تمدد داعش شمالا وشرقا

أحد شيوخها: هناك من أعيانها من يريد الاستفادة من الأزمة

مسجد للسنة في أحد أحياء مدينة الرمادي دمرته عناصر داعش خلال قتال القوات العراقية ضدها (رويترز)
TT

دخلت معارك الفلوجة بنسختها الثانية أسبوعها الثاني بعد سلسلة هجمات متقطعة طوال الشهور الخمسة الماضية بينما لا تلوح في الأفق حتى الآن إمكانية إيجاد حل سلمي للأزمة فضلا عن حسم عسكري. وفي وقت أكد فيه الشيخ حميد الكرطاني أحد شيوخ الفلوجة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «المشكلة التي نواجهها في الفلوجة وفي عموم الأنبار أن هناك من يريد الاستفادة من الأزمة لأسباب مختلفة لا سيما من أهالي الأنبار أنفسهم بدءا من شيوخ العشائر». وأضاف الكرطاني أن «الصورة بالنسبة لنا غير واضحة بعكس ما كانت عليه خلال السنوات الماضية عندما تم فرز القاعدة وقياداتها في الأنبار وأخذت العشائر على عاتقها مهمة محاربتها وقد تم القضاء عليها بشكل جعل معظم محافظات العراق تصبح آمنة»، مشيرا إلى أن «الصورة اختلفت الآن لا سيما بعد المظاهرات حيث إن هناك من كان يقف على المنصة ويطلق شعارات ضد الحكومة أصبح معها اليوم وهناك من كان معها وتغير موقفه اليوم وهناك انقسام عشائري واضح لا تعرف الحكومة المركزية أنه يمكن أن يطيل أمد الأزمة».

وفي سياق متصل أكد ضابط سابق في الجيش العراقي من أهالي الفلوجة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» طالبا عدم الإشارة إلى اسمه أو رتبته أن «المشكلة الأساسية هي أن هناك خلطا بين التمرد والإرهاب وما لم يجر الفصل بين الأمرين لا يمكن لأي حلول أن تنجح». وأضاف أن «القوات الأميركية نجحوا خلال عامي 2006 و2007 في تطبيق خطة باتجاه الفصل بين المتمردين والإرهابيين وتوفقوا في استمالة العشائر السنية التي كانت تشعر بالتهميش والإقصاء وبالتالي رافضة لسياسات الحكومة وذلك من خلال توحيدها بمواجهة عدو مشترك هو القاعدة وليس شق صفوفها مثلما هو حاصل الآن». وأوضح أن «الخسائر التي يتحملها الجيش الآن تعود لعدم وجود خطة تفصل بين معالجة التمرد بمعرفة أسبابه وبين مكافحة الإرهاب بالوسائل المعروفة».

من الناحية العسكرية عززت وزارة الدفاع من وجود القوات في مناطق شمال بابل التي تعمل على تطهير ناحية جرف الصخر من تنظيم داعش. وقال مصدر في وزارة الدفاع في تصريح صحافي أمس إن «وزارة الدفاع أرسلت تعزيزات عسكرية إضافية إلى قيادة عمليات بابل، ومنها كتيبتان مدرعة وآلية وطائرات، للمشاركة في العمليات العسكرية التي تجري لتطهير مناطق الفاضلية والفارسية والعبد ويس التابعة لناحية جرف الصخر».

في سياق ذلك أعلنت قيادة الفرقة الثانية عشرة العثور على معسكر كبير لتنظيم «داعش» يحتوي على أنفاق وغرف محصنة بعملية أمنية بمساندة طيران الجيش في جبال حمرين شمال شرقي بغداد. وقال قائد الفرقة الثانية عشرة اللواء الركن محمد خلف سعيد الدليمي في تصريح صحافي إن «قطعات قيادة الفرقة شرعت بتنفيذ عملية استباقية لمطاردة عصابات (داعش) في سلسلة جبال حمرين ووادي أبو خناجر بعد أن تم، أول من أمس، تطهير وادي زغيتون، جنوب غربي كركوك».

وأضاف الدليمي «تم العثور خلال العملية حتى الآن في سلسلة جبال حمرين على معسكر كبير لتنظيم (داعش) يحتوي على أنفاق وممرات ترابية وغرف محصنة يستغلها المسلحون بتنقلهم بين المدن المحاذية لكركوك كالموصل وديالى وصلاح الدين والأنبار».

وتعد جبال حمرين معقلا للجماعات المسلحة التي تتخذها مأوى لها، فيما تشهد المناطق القريبة منها عمليات أمنية وعمليات استهداف لعناصر القوات المسلحة، فضلا عن احتلال قرى أو نواح قريبة منها.

قيادة عمليات الأنبار أعلنت من جانبها أن عملية اقتحام الفلوجة التي كان مقررا لها أن تتم من أربعة محاور توقفت بعد السيطرة على منطقتين فقط شرقي وغربي المدينة. موضحة أن «قوات الجيش العراقي حاولت في التاسع من مايو (أيار) 2014، اقتحام مدينة الفلوجة من أربعة محاور، الأول كان باتجاه منطقة هياكل جامعة الفلوجة شرقي المدينة ولكنه لم يكمل تقدمه، بسبب شدة المواجهات فتمركز في الهياكل»، مبينة أن «المحور الثاني كان محاولة اقتحام منفذ مفتون في ناحية الصقلاوية الذي يعد المدخل الشمالي للفلوجة ولكنه لم يستطع التقدم فانسحب مرة أخرى إلى الجسر الياباني».

ورسمت قيادة عمليات الأنبار خطة تحركها بدء من «منطقة الفلاحات والبو علوان باتجاه منطقة الحلابسة في محاولة لاقتحام المدخل الغربي للمدينة، إلا أنها توقفت وتراجعت إلى مراكزها في البو علوان والفلاحات»، بينما كان «المحور الرابع الذي حاول الجيش فيه اقتحام المدينة منه هو ناحية العامرية غربي المدينة الذي سيطر فيه بعد اشتباكات عنيفة بدعم من طيران الجيش على مجمع الإخاء السكني وتوقف عنده».

بالتزامن مع ذلك أكد خطيب جمعة الفلوجة أن طائرات إيرانية وأميركية تقوم بقصف الفلوجة، متهما رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي باتباع سياسة الرئيس السوري بشار الأسد في «إبادة الأبرياء باستخدام البراميل المتفجرة والقذائف الانشطارية».