انحياز

TT

* بخصوص خبر «برلمان الإقليم يسمي نيجيرفان بارزاني رئيسا للحكومة وقباد طالباني نائبا له رسميا»، المنشور بتاريخ 21 مايو (أيار) الحالي، أرى أنه ما من شك أن الاتفاق أخيرا على تشكيل حكومة الإقليم يعد أمرا يسر كافة مواطني الإقليم، متمنين النجاح لها في تأدية مهامها، ولكن ما يؤخذ على طريقة تشكيلها وتوزيع المناصب السيادية لمجلس الوزراء هو افتقاد الرغبة في التخلص من ظلال الاتفاقية الاستراتيجية بين الديمقراطي والاتحاد الوطني في اقتسام مقدرات الإقليم بينهما على الرغم من النتائج الانتخابية المفرزة لمتغيرات في حجوم القوى السياسية. إن تكليف نجل جلال طالباني بدلا من قياديين محترفين مجربين في الاتحاد الوطني لمنصب نائب رئيس الوزراء كان لأسباب كثيرة وهي في رأيي بادرة غير صائبة، فإن لم يكن يوم الثلاثاء يوما أسود في تاريخ كردستان، فهو حتما من الأيام غير السعيدة في تاريخها الحديث، حيث جرى بالأمس بذلك ترسيخ تقسيم إقليم كردستان العراق إلى إدارتين متوازيتين وربما لأجيال متعاقبة وانتكاسة للتجربة الديمقراطية الناشئة فيها. عقب وفاة ماو تسي تونغ، الذي جعل من عقيلته عضوا بالمكتب السياسي للحزب الشيوعي الحاكم أودعتها قيادة الحزب بسرعة في السجن، بينما نرى هنا تعاظم نفوذ كتلة هيرو «ملا بختيار» مراد المستقوية بالدعم الإيراني واللاعبة بورقة الانحياز للمالكي.

عباس شريف زنكنه - العراق [email protected]