تقسيم

TT

* أود أن أقول بخصوص مقال إياد أبو شقرا «متى نقر بمخاطر آفة الطائفية المتطرفة على منطقتنا؟»، المنشور بتاريخ 21 مايو (أيار) الحالي، إن المشكلة أنه حتى الآن لم نرَ شيئا عربيا أتى به الربيع العربي سوى دم عربي يهرق، دم الحاكم والمحكوم، دم القاتل والضحية. للأسف كل ما أتى به ما يسمونه بـ«الربيع العربي» مزيد من تأجيج الصراعات الطائفية والتعصب الديني، مزيد من الخوف والقلق بين أبناء الوطن الواحد من الحاضر والمستقبل.. كل ما أتى به معاناة لشعوب الدول التي طالها هذا الربيع في لعبة الدم، وهو الرقص فوق مقابر الأبرياء واللامبالاة من المنظمات والهيئات المحلية والدولية للتخفيف من هذه المعاناة، بينما المحافل الدولية تحاول أن تجد لنفسها مدخلا من خلف الستار تارة ومن على المسرح تارة أخرى كي تتوصل إلى امتلاك مربع في فسيفساء الشرق الأوسط الجديد، الذي سوف يستبدل بسياسة فرق تسد الجغرافية في زمن ما بعد الحرب العالمية سياسة فرق تسد الإثنية والديمغرافية بما يتلاءم ونظام العولمة والتوجيه عن بعد، يكفي أن يتوزع السودان بين جنوب مسيحي وشمال مسلم، والعراق إلى أكراد وشيعة وسنة، وسوريا إلى سنة ومسيحيين وعلويين وأقليات تجهل مصيرها، فتستجدي الحماية من الطائفة الأقوى، كل ذلك كي تبرر إسرائيل ربيع يهودية دولتها ووجودها.

شوقي أبو عياش - فرنسا [email protected]