أتليتكو وريال مدريد جاهزان لأول نهائي أوروبي لفريقين من مدينة واحدة

كوستا عاد إلى إسبانيا بعد رحلة علاج ليوم واحد في صربيا.. وأنشيلوتي اطمأن على جاهزية رونالدو وبيل

قميصا أتليتكو والريال على واجهة مركز مدينة مدريد التي ستحظى بشرف ظهور فريقيها في النهائي الأوروبي (أ.ف.ب)
TT

يعتبر نهائي بطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم هذا العام بين فريقي ريال مدريد وأتليتكو مدريد الإسبانيين هو الأول الذي يجمع بين فريقين من مدينة واحدة في تاريخ البطولة، لكنه النهائي الخامس بين ناديين من البلد نفسه. ومر البرتغالي كريستيانو رونالدو هداف ريال مدريد، وإيكر كاسياس حارس مرمى الفريق الملكي، بمثل هذه الظروف، حيث سبق لهما أن خاضا نهائي البطولة أمام فريق آخر من البلد نفسه من قبل.

وقاد كاسياس فريق العاصمة الإسبانية لتحقيق فوز ساحق 3/صفر على فالنسيا الإسباني في نهائي المسابقة عام 2000، الذي أقيم بالعاصمة الفرنسية باريس، فيما شارك رونالدو في فوز فريقه السابق مانشستر يونايتد الإنجليزي باللقب على حساب مواطنه تشيلسي بركلات الجزاء الترجيحية في المباراة النهائية للبطولة عام 2008، والتي أقيمت في أجواء ممطرة بالعاصمة الروسية موسكو.

وشعر رونالدو بالعديد من المشاعر المتناقضة خلال اللقاء، فرغم إحرازه هدف التقدم لمانشستر، فإنه كاد يضيع البطولة على فريقه بعدما أهدر إحدى ركلات الترجيح التي احتكم إليها الفريقان لتحديد الفائز باللقب.

ورغم أنه كان أمرا صعبا في الماضي، فإنه كان من الممكن أن يلتقي فريقان من البلد نفسه في نهائي المسابقة، حتى في ظل النظام القديم للبطولة الذي تغير في تسعينات القرن الماضي، وذلك حال تأهل أحد الفرق إلى البطولة مباشرة باعتباره حاملا للقب، في الوقت الذي يشارك فيه فريق آخر من البلد نفسه في المسابقة عقب تتويجه بالدوري المحلي.

وأدى هذا الوضع إلى أن يلتقي ريال مدريد مع أتليتكو مدريد في الدور قبل النهائي للبطولة موسم 58 - 1959 في اللقاء الذي حسمه الريال لصالحه بعد أن خاض الفريقان ثلاث مباريات، حيث فاز ريال مدريد 1/2 ذهابا، قبل أن يفوز أتليتكو مدريد 1/صفر في الإياب، ليحتكم الفريقان إلى مباراة فاصلة بمدينة سرقسطة انتهت بفوز ريال مدريد 1/2.

وأسهمت التعديلات التي طرأت على نظام بطولات الدوري في الكثير من البلدان الأوروبية المتقدمة كرويا في تمهيد الطريق لصعود فريقين من دولة واحدة إلى نهائي دوري الأبطال في أكثر من مناسبة. وشهد عام 2000 أداء لافتا من الأندية الإسبانية في دوري الأبطال، ليصعد ريال مدريد وفالنسيا إلى نهائي البطولة في هذا العام الذي جرى فيه أول نهائي بين فريقين من دولة واحدة في تاريخ البطولة.

وواصل ريال مدريد تألقه في المسابقة ليتوج الفريق باللقب للمرة الثامنة في تاريخه آنذاك، بعدما سحق منافسه بثلاثة أهداف نظيفة أحرزها فيرناندو موريانتيس وستيف ماكمانمان وراؤول غونزاليس على ملعب استاد دي فرانس.

وبعد ثلاثة أعوام، جاء التألق هذه المرة من قبل الأندية الإيطالية، وذلك بعدما تأهل ميلان ويوفنتوس الإيطاليان إلى نهائي البطولة عام 2003 على ملعب أولد ترافورد بمدينة مانشستر الإنجليزية. وانتهى الوقتان الأصلي والإضافي للقاء بالتعادل السلبي، ليحتكم الفريقان إلى ركلات الترجيح التي انتهت بفوز ميلان 2/3، حيث أحرز النجم الأوكراني السابق أندريه شيفتشينكو ركلة الترجيح الأخيرة التي توجت ميلان باللقب.

وحسمت ركلات الترجيح أيضا نهائي البطولة الثالث الذي جرى بين ناديين من البلد نفسه عام 2008 بين مانشستر يونايتد وتشيلسي بعدما انتهى الوقتان الأصلي والإضافي بالتعادل 1/1، حيث تقدم رونالدو لمانشستر يونايتد، قبل أن يتعادل فرانك لامبارد لتشيلسي. وكاد رونالدو يمنح اللقب لتشيلسي خلال ركلات الترجيح بعدما أهدر ركلة ترجيح ليونايتد، لتتهيأ الفرصة تماما أمام تشيلسي للفوز باللقب، إلا أن جون تيري لاعب الفريق اللندني فاجأ الجميع بإهداره ركلة الترجيح الخامسة والأخيرة عقب انزلاقه على الأرض متأثرا بأرضية الملعب المبتلة، لتعود الفرصة من جديد لمانشستر الذي أعاده ريان غيغز إلى المقدمة مرة أخرى، قبل أن يتصدى الهولندي إدوين فان در سار حارس مرمى مانشستر الأسبق لركلة الترجيح التي سددها الفرنسي نيكولا أنيلكا لاعب تشيلسي آنذاك.

وكانت المرة الرابعة والأخيرة التي يتأهل فيها فريقان من بلد واحد إلى نهائي العام الماضي عندما تفوقت الكرة الألمانية على نفسها بتأهل الغريمين اللدودين بايرن ميونيخ وبروسيا دورتموند إلى المباراة النهائية التي انتهت بفوز الفريق البافاري 1/2 على ملعب ويمبلي العريق بالعاصمة البريطانية لندن، ليتوج الفريق البافاري باللقب الأوروبي للمرة الخامسة في تاريخه، ويعوض خسارته في النهائي عامي 2010، و2012، أمام إنتر الإيطالي وتشيلسي على الترتيب.

وافتتح الكرواتي ماريو ماندزوكيتش النتيجة لمصلحة بايرن، قبل أن يتعادل إيلكاي جوندوجان لدورتموند عبر ركلة جزاء، وقبل نهاية الوقت الأصلي بدقيقة واحدة أحرز النجم الهولندي أريين روبن هدف الفوز الثمين لبايرن.

وتعود الكرة الإسبانية للتحليق مجددا هذا العام في العاصمة البرتغالية لشبونة التي شهدت فوز أتليتكو مدريد ببطولة الدوري الأوروبي عام 2012 بعدما سحق مواطنه أتليتك بلباو بثلاثة أهداف نظيفة. ومع تفاؤل جماهير أتليتكو بإقامة النهائي بمدينة لشبونة، تأمل الجماهير أيضا أن ينعكس هذا على سرعة شفاء هداف الفريق دييغو كوستا ليلحق بالنهائي. وكان نجم أتليتكو مدريد قد عاد إلى إسبانيا مساء أول من أمس بعد أن قضى يوما واحدا فقط في العاصمة الصربية بلغراد للعلاج بالخلايا الجذعية تحت إشراف الطبيبة ماريانا كوفاسيفتش.

وأفادت مصادر إسبانية بأن اللاعب الإسباني ذا الأصول البرازيلية استقل سيارته مباشرة بعد وصوله إلى مطار براخاس في العاصمة الإسبانية مدريد متوجها إلى مركز «سيمترو» الطبي لاستكمال علاجه الذي بدأه في صربيا على أمل اللحاق بالمباراة أمام ريال مدريد في نهائي الغد. ومن المقرر أن يخوض كوستا مرانا تجريبيا اليوم، للوقوف على مدى إمكانية الدفع به في اللقاء الختامي للموسم الأوروبي.

أما في الريال فتبدو الأمور هادئة بعدما اطمأن المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي على قدرة النجمين البرتغالي كريستيانو رونالدو والويلزي غاريث بيل على المشاركة في النهائي بعد تعافيهما تماما من الإصابة. وغاب رونالدو وبيل إلى جانب المهاجم الفرنسي كريم بنزيمة والمدافع البرتغالي بيبي عن تدريبات بداية الأسبوع، لكن الجميع انتظموا في تدريبات الأمس، ووحده رونالدو بين اللاعبين الأربعة خاض تدريبات فردية بقيادة إخصائي العلاج الطبيعي.

وأوضح أنشيلوتي أنه متأكد من أن أغلى لاعبين في العالم سيكونان ضمن التشكيلة الأساسية لمباراة الغد على ملعب «النور» في العاصمة البرتغالية لشبونة. وقال أنشيلوتي «بيل خاض تدريبا خاصا في صالة اللياقة، وسيشارك في التدريبات الجماعية على أرضية الملعب، ورونالدو أثبت تعافيه ويتابع التجهيز، واللاعبان سيخوضان المباراة النهائية، وهذا هو الأهم بالنسبة إلينا».