الرؤية المستقبلية للمسابقات السعودية

عادل عصام الدين

TT

لم يسعدني الحظ بحضور ورشة العمل التطويرية التي نظمتها لجنة المسابقات بالاتحاد السعودي لكرة القدم؛ لأنني لم أعرف عنها شيئا إلا بعد أن انتهت.

كان العنوان «الرؤية المستقبلية للمسابقات السعودية»، وتضمنت الورشة أربعة محاور، هي: المسابقات السنية، وآلية تنظيم المباريات، والزيادة المستقبلية للفرق، وآلية إيقاف البطاقات الصفراء.

وأعتبر نفسي حاضرا وأركز على مسألتين سبق أن تحدثت عنهما مرارا:

لست مع إقامة المسابقات السنية على النحو الذي تنظم به حاليا، وأخص بالذكر مسابقات الناشئين. هؤلاء الصغار سنا شاهدتهم عشرات المرات في المطارات وهم يعانون إرهاق السفر وتأجيل الرحلات والتنقل من مطار إلى آخر. هؤلاء الصغار من طلاب المدارس، فكيف يكون وضع اللاعب «الطالب» وهو يسافر قبل المباراة بيوم ويعود بعدها؟! والأدهى والأمر أن بعض المباريات تقام أثناء يوم دراسي.. هل يعقل ذلك؟

وكنت التقيت الكابتن عبد العزيز الدوسري مع لاعبي الاتفاق الصغار، وسط الأسبوع، بعد أداء مباراة مؤجلة. تعاطفت مع حالتهم، مستغربا وجودهم في مطار الملك خالد بالرياض في هذا الوقت. بالتأكيد سيغيب اللاعب عن دراسته في هذه الحالة يومين أو ثلاثة. هل يعقل ذلك؟!

ثم إن البطولة في مسابقات الصغار ليست هدفا ولا أهمية لها، ومن الظلم أن نجبر هؤلاء الصغار على الابتعاد عن الأسرة والدراسة من أجل مباراة تقام على بعد ألف كيلومتر. والحل في نظري هو العمل بنظام مباريات المحافظات أو المناطق، ومن ثم إقامة المباريات النهائية بالتجمع في أوقات الإجازة. ولأن مسابقات الصغار هدفها الاكتشاف والصقل، فإن النتائج ليست ذات أهمية؛ ولذلك أعود وأطالب بإلغاء الطريقة القائمة خشية احتراق نجوم المستقبل.

وأنتقل إلى المسألة الثانية، وأشدد على ضرورة عدم السماح لرؤساء الأندية بالجلوس على دكة البدلاء نهائيا. وكانت لجنة الانضباط وقراراتها محور النقاش والخلافات طيلة الأشهر الماضية، وأظن أننا ذهبنا إلى نصف النتيجة وتغاضينا عن نصف السبب. ولو منع الرؤساء لقضينا على كثير من التصريحات الانفعالية، ناهيك عن تخويف الرؤساء للحكام من خلال الجلوس على دكة البدلاء. وليتنا نقتدي بالأندية الأوروبية حيث لا يشاهد المتابع إلا الحكام واللاعبين والأجهزة الفنية.

علينا أن نوقف هذا التسابق على مطاردة الكاميرات من قبل الإداريين والرؤساء الذين لا يهمهم إلا الظهور الإعلامي أكثر من اهتمامهم بحضور فرقهم. الإداريون والرؤساء في ملاعبنا يغيّبون المدربين، وعلى العكس في أوروبا، فإن من يتألقون من اللاعبين والمدربين هم الذين يتحدثون، فيما يغيب الملاك والرؤساء والإداريون مكتفين بمتابعة المشهد من بعيد.

[email protected]