جمهورية أرض الصومال تدعو المجتمع الدولي والأمم المتحدة للاعتراف بها كدولة ذات سيادة

وزير الخارجية محمد يونس لـ«الشرق الأوسط»: استوفينا كل مطلوبات الدولة وهذا حق شعبنا

TT

جددت حكومة أرض الصومال مطالبها للمجتمع الدولي والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية للاعتراف بدولتها بعد أن أكدت اكتمال كافة المطلوبات الخاصة بالدولة ذات السيادة من جيش، شرطة، أجهزة أمنية وبرلمان منتخب وتعترف بجميع المواثيق الدولية، وشددت على أنها لا تفكر في الوحدة مع بقية الصوماليين، وكشفت عن أن لديها سفارات في إثيوبيا وجيبوتي، وتتعامل مع عدد من الدول ووكالات الأمم المتحدة المختلفة، ودعت الجامعة العربية للعمل معها لنيل الاعتراف حيث إنها استقلت لأكثر من، 20 عاما، وحددت السادس من سبتمبر (أيلول) من كل عام يوما وطنيا تحشد فيه شعب أرض الصومال لحملة قوية للاعتراف بالدولة.

وقال وزير الخارجية في أرض الصومال محمد بيجي يونس لـ«الشرق الأوسط» بأن بلاده أكملت كل ما هو مطلوب من أي دولة مستقلة ذات سيادة من علم خاص بها، وتكوين قوات مسلحة مؤهلة وفق الأعراف الدولية، وشرطة وجهاز أمن وبرلمان وحكومة منتخبة، وأضاف أن حكومة بلاده تسعى جاهدة مع الدول الصديقة والمنظمات الدولية والإقليمية لكي تنال الاعتراف بها كدولة في الأمم المتحدة، وقال: إن دولة أرض الصومال عملت منذ أكثر من عشرين عاما بعد الاستقلال لاستيفاء هذه الشروط وإنها نجحت لحد بعيد، وقال: «هذا حق شعبنا في أن يعيش مستقلا وحرا وهذه حقوق مضمنة في المواثيق الدولية في الأمم المتحدة في حق الشعوب أن تحقق مصيرها»، وتابع: «كل الذين التقيناهم سواء في المجتمع الدولي أو الإقليمي أو على مستوى الدول العربية سمعنا منهم كلاما طيبا ونحن صبرنا لأكثر من عشرين عاما لكن لا نعرف سبب التأخير بالاعتراف بنا»، مشيرا إلى أن بلاده تشهد تحديات كبيرة وتحتاج إلى عون المجتمع الدولي خاصة الأمم المتحدة، وقال: «هناك عدد من وكالات الأمم المتحدة تعمل في هرجيسا ومناطق كثيرة في أرض الصومال إلى جانب الكثير من المنظمات الدولية الأخرى»، وقال: إن بلاده لديها الإمكانيات والموارد للاستثمار وإن الكثير من المستثمرين العرب يقومون بزيارات متكررة للاستثمار في أرض الصومال.

من جانبه قال وزير الداخلية في أرض الصومال علي محمد ورنعدي لـ«الشرق الأوسط» بأن سعي بلاده لنيل الاعتراف الدولي والإقليمي لن يتوقف، وأضاف (ليس هناك سبب لتأخير الاعتراف بجمهورية أرض الصومال وأتوقع أن يتم الاعتراف قريبا حيث أكملنا كافة الشروط ومطلوبات الدولة ذات السيادة»، وقال: إن بلاده تشهد علاقات متطورة مع عدد من دول الجوار الأفريقي وإن وزراء حكومته يقومون بزيارات مختلفة وإن عاصمته تستقبل الوفود من مسؤولين حكوميين لعدد من الدول الأفريقية والمستثمرين العرب، مؤكدا أن حكومته تعمل على مكافحة الجريمة العابرة مع الشركاء في الإقليم والمجتمع الدولي، وقال: إن الفقر والعطالة تقف وراء هجرات الشباب إلى الدول الأوروبية ويواجهون خطر الموت في البحار والمحيطات لأجل الوصول إلى أوروبا، وأضاف: معالجة الفقر وتقديم المساعدات من المجتمع الدولي للدول الأفريقية كل ذلك سيقلل من عمليات التهريب وركوب البحر إلى المجهول، وقال: «نحن لا نحصل على معونات من العالم وسندخل في مشاكل الجريمة العابرة ولذلك ندعو المجتمع الدولي للانتباه حتى لا تتفاقم هذه الجريمة وتصلنا»، واستبعد ورنعدي أن تتجه بلاده للوحدة مع الحكومة الصومالية في مقديشو، وقال: إن الوقت غير مناسب لعودة الاتحاد سواء كان كونفدراليا أو غيره مع الصومال، وعد أن الدين لا يمكن أن يكون العامل الوحيد للوحدة، وقال: «ليس صحيحا أن لغتنا واحدة مع الصومال الآخر والعرب يعتقدون أننا مع الصومال لغتنا واحدة وهذا غير صحيح»، وأضاف: «لقد سبق أن استقلت بلادنا أرض الصومال في الستينات ونحن طلبنا بالوحدة مع الآخرين ولكن بعد أن توحدنا واجهنا التهميش وبعد الحرب الأهلية قررنا الاستفتاء وأصبحنا دولة مستقلة مرة أخرى»، وقال: «لا أعتقد أننا يمكن العودة إلى تلك الفترة الكالحة سننال الاعتراف من الأمم المتحدة ودول العالم في وقت قريب وليس هناك ما يمنع ذلك»، مشددا على أن حكومة بلاده ستقوم بكل ما بوسعها لتصبح جمهورية أرض الصومال ضمن الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وقال: إن وفدا من حكومته قام بزيارة لعدد من الدول في القرن الأفريقي وإنها تحظى بعلاقات قوية مع إثيوبيا وجيبوتي وتعمل على تطوير العلاقات مع جنوب السودان، وأعرب عن أسفه لما تشهده دول منطقة القرن الأفريقي من توترات، وقال: إن هذه التوترات تؤثر على بلاده وإن تلك المشاكل سواء في جنوب السودان أو بين إثيوبيا وإريتريا أو السودان ومصر تشغل حكومته كثيرا.

وقال وزير الداخلية في أرض الصومال بأن السادس من سبتمبر من كل عام سيكون يوما وطنيا في بلاده وأن الشعب في هذا اليوم سيطالب العالم بالاعتراف بجمهورية أرض الصومال وأن تصبح عضوا في الأمم المتحدة، وأضاف: «سنقوم بحملة قوية وكبيرة في السادس من سبتمبر من كل عام لنيل الاعتراف باستقلالنا من المجتمع الدولي والأمم المتحدة وهذه الحملة ستكون داخل وخارج أرض الصومال».