العاهل المغربي يدشن في بني ملال مركزا للتكوين المهني داخل السجن المدني

يهدف لتحويله إلى وسط لإعادة التربية واكتساب المهارات

العاهل المغربي خلال تدشينه في بني ملال مركز التكوين المهني داخل السجن المدني (ماب)
TT

أشرف العاهل المغربي، الملك محمد السادس، أمس، ببني ملال، على تدشين مركز للتكوين المهني داخل السجن المدني للمدينة، وعلى وضع الحجر الأساس لبناء مركز للرعاية اللاحقة.

ويهدف هذان المشروعان، المنجزان من طرف مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء، إلى جعل السجن مدرسة للفرصة الثانية، وضمان اندماج الأشخاص نزلاء المؤسسات السجنية في النسيجين الاجتماعي والاقتصادي بعد الإفراج عنهم. كما يعكس هذان المشروعان تعزيز الأمن على مستوى المجتمع، ومحاربة الانحراف، وخفض عدد نزلاء السجون ومعدل حالات العود.

ويعد المركز الجديد للتكوين المهني، التابع للسجن المدني لبني ملال، المركز الـ51 من نوعه على مستوى المملكة، ويندرج في إطار برنامج مندمج تشرف على تنفيذه «مؤسسة محمد السادس» لإعادة إدماج السجناء، ويهدف إلى تحويل الفضاء السجني إلى وسط لإعادة التربية والتعلم واكتساب المهارات وتغيير نمط العيش، لا سيما عبر تكثيف الأنشطة الثقافية والرياضية، والتكفل الطبي بالسجناء، وتطوير الأنشطة التعليمية والتكوينية.

كما يندرج إحداث مركز التكوين في إطار خيار مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء، الذي يهتم بالتكوين والتعليم كآليتين لإعادة الإدماج الاجتماعي والمهني، ومحاربة حالات العود والهشاشة الاجتماعية.

وسيستفيد من المركز الجديد، الذي يعد ثمرة شراكة بين المؤسسة ومكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل والمندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، أزيد من 260 نزيلا. وسيوفر تكوينات تهم، على الخصوص، مهن البناء، والحلاقة، والإعلاميات، والمكتبيات.

وسيقدم المركز أيضا، تكوينا في الفلاحة وحصصا في محو الأمية والتعليم النظامي، كما أنه يشكل جزءا من خريطة التكوين المهني التي وضعها مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل. وقد اختيرت هذه الشعب في تلاؤم تام مع الوسط الاجتماعي - الاقتصادي للمنطقة، من أجل تيسير ولوج الأشخاص نزلاء المؤسسات السجنية لسوق الشغل. أما مركز الرعاية اللاحقة، المزمع إنجازه، فيهدف إلى مصاحبة السجناء السابقين في سعيهم إلى الاندماج في الحياة العائلية والاجتماعية - المهنية.

وعلى غرار المراكز الموجودة بكل من سلا والدار البيضاء وأغادير ووجدة ومراكش وفاس وطنجة، سيستفيد من مركز الرعاية اللاحقة ببني ملال، السجناء السابقون الحاملون لمشروع حياة فردي جرت صياغته بناء على تشخيص أنجز خلال فترة تمضية العقوبة السجنية بمساعدة مصلحة التهييء لإعادة الإدماج. ستقوم مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء بتمويل هذا المركز بمساهمة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. وستمكن هذه المشاريع، ذات الحمولة الاجتماعية القوية، من تهييء ظروف حياة كريمة بالنسبة للأشخاص نزلاء المؤسسات السجنية، وتكوين مواطنين قادرين على المشاركة الفاعلة في الدينامية التنموية التي تشهدها المملكة المغربية.