«أداعب الزناد» معرض للوحات فنية رسمتها طلقات مسدس

تتناثر الألوان بإطلاق النار على اللوحات منتجة أشكالا متعددة

لوحة فنية من معرض «أداعب الزناد».. وفي الإطار الفنان الفلسطيني خالد جرار
TT

استغل الفنان الفلسطيني خالد جرار خبرته في التدريب العسكري الذي حصل عليه من خلال عمله في حرس الرئيس الخاص في عمل لوحات فنية باستخدام المسدس عرضت في رام الله.

وتتلخص فكرة جرار في وضع علب صغيرة بها ألوان مختلفة وإلى جانبها لوحات من القماش وما أن يطلق النار عليها حتى تتناثر الألوان على اللوحات منتجة أشكالا متعددة. واختار جرار أن يطلق اسم (أداعب الزناد) على معرضه الفني الجديد.

وقال لـ«رويترز» خلال افتتاح المعرض في «قاعة غاليري واحد» في رام الله «العمل فكرة وكما في بعض أعمالي السابقة أحاول الاستفادة من خبرتي العسكرية». وأضاف: «لدي مهارة خاصة في استخدام المسدس وأردت أن أوظف هذه المهارة في عمل فني ولم يكن سهلا وجاءت النتيجة بهذه اللوحات الفنية بعد تجارب كثيرة».

ويقدم جرار توثيقا مصورا لمراحل إنجاز عمله الفني الذي يظهر فيه وهو يطلق النار على علب الألوان الموضوعة بين لوحات من القماش في غرفة وضع على جدرانها 1100 كرتونة بيض لامتصاص صدى الصوت إضافة إلى كمية من الرمل حتى تمتص الرصاص ولا يرتد إليه.

وكتب جرار في منشور حول معرضه «إنها لعبة صعبة حيث علي أن أكون في وضع خفي متجمد.. خلال ذلك أي خطوة خاطئة قد تحول هذا الواقع إلى شيء آخر». ويضيف «برفق أضغط على الزناد فتنطلق الرصاصة قاطعة مئات الأمتار في أقل من ثانية. إطلاقها يكون دوما شيئا حساسا ورقيقا يشبه لمس شيء لم يلمس أبدا».

وأوضح جرار أنه استخدم في عمل اللوحات الألوان التي ترمز إلى لباس الجندي إضافة إلى نسبة أقل من الألوان الأحمر والأصفر على قطعة قماش بيضاء من النوع الذي يستخدم في صناعة الألبسة العسكرية.

وسبق لجرار أن أقام هذا المعرض في باريس وكتب كوكن ارجون الفنان التركي في نشرة حول المعرض «في عمله الأخير يستخدم خالد السلاح بالفعل ويطلق النار أيضا... لو أن شخصا آخر قام بعمل هذه اللوحات الأدائية لما منحنا ذلك أكثر من اختلاس لمحة من تاريخ الفن الغني بمثل هذه الأداءات». ويستمر المعرض في «غاليري واحد» حتى 28 يونيو (حزيران) الجاري.

وكان الفنان جرار قد قضى أسبوعا ليبني نموذجا مصغرا للجدار الإسرائيلي الذي يحيط بالضفة الغربية بإسمنت حصل عليه من الجدار الأصلي. وحمل العمل الفني الذي بناه جرار في قاعة للمعارض الفنية في العاصمة البريطانية لندن عنوان «ثقب في الجدار».

وقال جرار الذي ولد في مدينة جنين إنه بنى نموذجا للجدار في وسط قاعة المعرض، ليبين تأثير الجدار الإسرائيلي على حياة الفلسطينيين.

وأضاف: إن معرض «أيام» في لندن اتخذ خطوة جريئة بتوجيه الدعوة إليه لبناء نموذج الجدار في وسط قاعة العرض، ليبين تقييد الجدار الأصلي لحركة الناس، وسمح له بجلب قطع من الجدار من الضفة الغربية لهذا الغرض.

كما ابتكر جرار فكرة طبع ختم «دولة فلسطين» على جوازات سفر الأجانب بابتسامة لطيفة دون إلحاح أو استخدام أي أساليب ممجوجة.

وقال: إن فكرة الختم هي فكرة تأتي كجزء من مشروع «عيش واعمل في فلسطين»، الذي بدأه قبل سنوات. وأوضح جرار أن ختم «دولة فلسطين» ليس موجها لجوازات السفر الأجنبية فقط ولكن لكل جوازات السفر بما فيها الفلسطينية.