بنك «الاستثمار الأوروبي» شريكا مساهما في مصرف لبناني

يوسع آفاق مخططات العمل داخل البلاد وخارجها

TT

في تطور لافت في توقيته ودلالاته، حاز بنك الاستثمار الأوروبي التابع للاتحاد الأوروبي حصة مساهمة في بنك لبناني بالتوازي مع منح ثلاثة خطوط ائتمان بفوائد تحفيزية لثلاثة بنوك مخصصة لتمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

فقد جرى التوقيع أمس على اتفاقية شراكة بين مجموعة فرست ناشونال بنك (FNB) اللبناني من جهة، وبنك الاستثمار الأوروبي (EIB) من جهة مقابلة. انضم بموجبها البنك الأوروبي إلى قاعدة البنك اللبناني، مستحوذا وفق معلومات لـ«الشرق الأوسط» على حصة تقارب 5 في المائة من إجمالي الأسهم بقيمة 15 مليون دولار أميركي، على أن يلي هذه المبادرة خطوات تعزز الشراكة بين الطرفين من بينها منح البنك خط ائتمان بشروط تفضيلية. ويزور نائب رئيس البنك الأوروبي للاستثمار فيليب دو فونتين بهدف توقيع اتفاقات الشراكة ومنح خطوط الائتمان، مؤكدا أن مجموعته تسعى إلى «تلبية الاحتياجات المالية والتنموية للقطاع الخاص في لبنان بأعلى فاعلية ممكنة، لا سيما احتياجات أصحاب المبادرات». حيث جرى التوقيع أيضا على اتفاقيتي خطي ائتمان جديدين لدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم مع مصرفي «فرنسبنك» و«بيبلوس» بقيمة إجمالية تصل إلى 90 مليون يورو إضافة إلى المساهمة في فرست ناشونال بنك ومساهمة في صندوق «يورومينا 3». وعد رئيس مجلس الإدارة ومدير عام FNB رامي النمر: «إن الطابع الاستراتيجي لهذه الاتفاقية يتخطى بنودها العملية والتطبيقية. فقرار بنك الاستثمار الأوروبي الدخول في هذه الشراكة المزدوجة مع مصرفنا توج فترة غير قصيرة من البحث والتدقيق في كل أوضاع البنك وأنظمته وعمل إداراته وبياناته المالية وصولا إلى توجهاتنا وخططنا المستقبلية، وبدورنا وفرنا له كل المعطيات والمعلومات بكل مصداقية وشفافية. لذا نحن فخورون بقراره اختيار مصرفنا كونه يؤكد صوابية المسار الذي يسلكه البنك وصحة خطواته وخططه وأهمية الطابع المؤسساتي الذي يميزه، والذي نعمل دوما على تعزيزه وتعميقه». أضاف: «ما من شك أن هذه الشراكة ستمنح مجموعتنا قيمة مضافة لجهة البعد الدولي الذي تمثله مجموعة بنك الاستثمار ألأوروبي وانتشار أنشطتها في المنطقة والعالم. وهذا ما يوسع آفاق مخططات العمل والتوسع داخل لبنان وخارجه، ويعزز موقعنا وحصصنا السوقية في مجالات حيوية، وخصوصا قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة. كما تساهم هذه الاتفاقية في إغناء قاعدة مساهمي البنك التي تضم شركاء استراتيجيين أفرادا ومؤسسات من لبنان والمنطقة، وتنمية شبكة علاقاته المتطورة مع المصارف المراسلة في كل أنحاء العالم، فضلا عن اكتساب خبرات مهمة لتطوير منظومة العمل ومنصة الخدمات وبرامج التمويل. ورأى النمر: «إن خطوة بنك الاستثمار ألأوروبي مفيدة أيضا للبلد واقتصاده في هذه المرحلة الضبابية التي تمر بها المنطقة ويتأثر بها لبنان. هذا يعني بوضوح أن لبنان لا يزال موضع ثقة، ولا يزال مدرجا على لائحة المستثمرين الاستراتيجيين من أفراد ومؤسسات. وهذا يعني أيضا أن القطاع المصرفي اللبناني، بكل مؤسساته الناشطة، لم يفقد أيا من عوامل جاذبيته تحت المظلة الواقية التي تؤمنها السلطة النقدية والرقابية».