وزير خارجية المغرب يؤكد في أثينا أهمية بناء شراكة متجددة بين العرب وأوروبا

مزوار تباحث مع آشتون حول سبل تعزيز التعاون المغربي ـ الأوروبي

صورة تذكارية لوزراء الخارجية المشاركين في منتدى أثينا أمس (إ.ب.أ)
TT

أكد صلاح الدين مزوار وزير الخارجية المغربي، أمس، في أثينا على أهمية بناء شراكة متجددة بين العالم العربي والاتحاد الأوروبي بمواصفات ومضامين جديدة تراعي التحولات الإقليمية والدولية، وتمكن من الاستجابة بشكل أفضل وجماعي، لتحديات اليوم، وصياغة نظرة استباقية للمستقبل.

وأضاف مزوار، الذي يترأس الوفد المغربي المشارك في المنتدى العربي - الأوروبي الثالث الذي تحتضنه أثينا، أن «هذه الشراكة ينبغي أن تأخذ بعين الاعتبار القضايا العادلة التي ما فتئت تعرقل الوئام في المنطقة وتراعي الخصوصيات، وتعمل على الأرض من أجل واقع مغاير يعتمد التنمية الشاملة المتوازنة وفي مقدمتها التنمية البشرية، ويوسع فضاءات التلاقي والتلاقح والتفاعل بين الجانبين».

وأوضح مزوار، في خطاب ألقاه بصفته رئيسا للمجلس الوزاري للجامعة العربية، أنه «باعتماد مقاربة اندماجية، تستطيع التكتلات دون الإقليمية، القائمة حاليا داخل كل من المجموعتين أو ما بينهما، مثل اتحاد المغرب العربي، حينما يتجاوز تعثره الحالي، ومجلس التعاون الخليجي، والاتحاد من أجل المتوسط، والحوار 5+5، قيادة مسار الاندماج الإقليمي، ومن ثم الإسهام في الارتقاء بالتعاون العربي - الأوروبي».

وأضاف مزوار أنه «من شأن التعاون، وفق هذا التصور، أن يكتسب بعدا استراتيجيا في العلاقة مع المحيط، عبر اعتماد الممرات المعبدة والمؤهلة القائمة تجاه القارة الأفريقية، وذلك لإطلاق شراكات ليس فقط ذات مردودية للأطراف المعنية، بل أيضا ذات بعد تضامني وتنموي مركز لفائدة هذه القارة الخصبة الواعدة».

وأبرز مزوار أن قيم العدل والحق ونشر السلم والسلام والأبعاد الإنسانية الكونية تحتاج دوما إلى تعزيز الحوار بين الثقافات والشعوب قصد محاربة الصور النمطية المغلوطة، لدى هذا الجانب أو ذاك، مشيرا إلى أن «فضاءنا الحضاري المشترك عرف تداخلا امتد على مراحل طويلة من التاريخ، ولديه اليوم كل المؤهلات لحمل وترسيخ هذه القيم والمساهمة في إشعاعها في العالم بأسره».

وأضاف أنه «كلما أعطينا لهذه القيم مدلولاتها العميقة عمليا، استطعنا مواجهة التحديات القائمة، ولعل أكثرها إلحاحا ضرورة التصدي الجماعي للتهميش والإقصاء الاجتماعي، ومحاربة التطرف والعنصرية والإرهاب والجريمة المنظمة بمختلف أشكالها، باعتبارها تهديدات تمس الاستقرار المجتمعي والسكينة الروحية»، معدا أن «تداخل هذه التحديات يتطلب منا أجوبة مشتركة وشاملة في أبعادها التنموية والثقافية والأمنية الصرفة».

وتطرق رئيس الدبلوماسية المغربية إلى الأزمات الإقليمية في كل من سوريا وليبيا وضرورة اعتماد مقاربة سياسية سلمية لوضع حد لحجم التقتيل والعنف وإراقة دماء الأبرياء من المدنيين، فضلا على الضغط على إسرائيل من أجل وضع حد لسياسة الاستيطان التي تنتهجها بالقدس المحتلة في تحد سافر لقرارات الشرعية الدولية ونسف واضح لكل جهود السلام المبذولة حتى الآن.

وفي السياق ذاته، أجرى مزوار بأثينا على هامش المنتدى، مباحثات مع كاثرين آشتون المنسقة العليا للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي، كما تباحث مع نائبة رئيس الحكومة ووزيرة خارجية كرواتيا، فيسنا بوسيتش.

وتبادل مزوار وآشتون وجهات النظر حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية إضافة إلى القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها الوضع في ليبيا وسوريا، وسبل تعزيز التعاون الأوروبي - المغربي على مستوى التشاور السياسي بخصوص الأزمات الإقليمية.

وأشادت آشتون بالدور الذي يضطلع به المغرب بالمنطقة على مستوى إشاعة قيم السلم والأمن والاستقرار ودعم الحلول السلمية وإشاعة ثقافة التسامح واحترام حقوق الإنسان.

كما أشادت المسؤولة الأوروبية بالتقدم المحرز في مجال حقوق الإنسان بالمغرب، والانتقال الديمقراطي الهادئ، ومسلسل الإصلاح الناجح بالمملكة، مقارنة بما يجري بعدد من دول المنطقة.

وتطرق اجتماع وزراء خارجية المنتدى العربي - الأوروبي الثالث إلى مختلف القضايا الإقليمية، وسبل إيجاد حلول سلمية لها ودعم الاتحاد الأوروبي لمحطات الانتقال الديمقراطي بالعالم العربي وتكريس ثقافة حقوق الإنسان وحوار الأديان وحرية المعتقد والتعدد الديني، إضافة إلى التعاون ما بين المجتمعات المدنية وإشاعة قيم حرية التعبير والإبداع وتعزيز دور المرأة في التنمية، والتعاون المؤسساتي، والترحيب بالتعاون بين البرلمان الأوروبي والبرلمان العربي.

كما تناول الاجتماع التعاون الاستراتيجي من خلال إقامة حوار استراتيجي عربي - أوروبي وتبادل الآراء حول القضايا السياسية والأمنية، والتعاون في مكافحة الإرهاب والتطرف، إضافة إلى التعاون في مجال القضاء ومحاربة جرائم الاتجار في البشر والمخدرات والجريمة المنظمة.