هزيمة مدوية لزعيم الغالبية الجمهوري أمام منافس من «حزب الشاي» في أميركا

المحافظون يحققون أكبر نصر لهم في اقتراع تمهيدي قبل انتخابات الكونغرس

برات (يمين) مبتهجا وكانتور متحسرا بعد صدور النتائج في صورتين منفصلتين لهما (أ.ب)
TT

خسر زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس النواب الأميركي إريك كانتور، أمام منافس من حركة «حزب الشاي»، في هزيمة مدوية في انتخابات تمهيدية للحزب الجمهوري تردد صداها بقوة في الكونغرس، وأعطت حركة حزب الشاي المحافظة أكبر نصر في تاريخها الذي مضت عليه أربعة أعوام.

وأشارت توقعات لشبكة «سي إن إن» الإخبارية إلى أن أستاذ علم الاقتصاد ديفيد برات فاز بسهولة على كانتور، ثاني أبرز الجمهوريين في مجلس النواب في الانتخابات التمهيدية التي جرت في الدائرة السابعة بفرجينيا تحسبا لانتخابات التجديد النصفي المرتقبة الخريف المقبل. وبعد فرز نحو 90 في المائة من الأصوات تقدم برات بحصوله على 56 في المائة مقابل 44 في المائة لكانتور.

وأثناء الحملة الانتخابية جادل برات، الوافد الجديد على معترك السياسة، بأن كانتور ليس محافظا بدرجة كافية، واتهم عضو مجلس النواب الذي أعيد انتخابه ست مرات بخيانة القيم المحافظة في ما يتعلق بالإنفاق والدين العام والهجرة.

من جهته، أقر كانتور بهزيمته التي عدها «مخيبة للأمل». وصرح في كلمة مقتضبة «أنا أؤمن بهذه البلاد، وبأن هناك فرصة في مرحلة لاحقة لكل واحد منا». وأعرب رئيس مجلس النواب جون بينر عن تعاطفه مع كانتور وقال «لقد مررنا، كانتور وأنا، بالكثير من التجارب معا. إنه صديق وقائد عظيم وشخص أعتمد عليه بشكل يومي عندما نتخذ قرارات صعبة يمليها علينا واجبنا».

وأثارت الخسارة صدمة في الأوساط السياسية، إذ إن كانتور كان من بين أقوى الجمهوريين في البلاد، وكان من المتوقع أن يخلف الرئيس الحالي لمجلس النواب جون بينر. ويأتي الفوز بعد سلسلة هزائم لمرشحي حزب الشاي في الانتخابات التمهيدية في ولايات أخرى أمام نواب انتهت ولايتهم ومدعومين من الحزب الجمهوري الذي بدا وكأنه يستعيد السيطرة بعد سنوات من الانقسامات الداخلية. وتلقى إريك كانتور الدعم المالي من عدة جمعيات مرتبطة بإدارة الأعمال، وتخطت موارده المالية موارد خصمه غير المعروف كثيرا. إلا أن حزب الشاي انتقد العديد من الجمهوريين المنتهية ولايتهم لجهة انفتاحهم على إصلاح قوانين الهجرة وتصويتهم على الموازنة والدين العام. وركز برات حملته على موضوع الهجرة.

وذكر الديمقراطيون مساء أول من أمس أن كانتور لم يكن معتدلا، إذ كان يحظى في السابق بدعم حزب الشاي، ولم يتخذ أبدا موقفا واضحا إزاء تطبيع أوضاع المهاجرين غير الشرعيين.

وكان كانتور سعى إلى تغيير الانطباع العام حول الجمهوريين بأنهم يكتفون بالاعتراض، إذ ركز على تقديم مقترحات مقابلة. وبدفع منه صوت مجلس النواب على سلسلة من الإجراءات الاقتصادية لصالح الطبقة الوسطى.

ويقلل فوز برات بشكل كبير فرص تبني إصلاح قانون الهجرة هذا العام في الكونغرس. فقد أقر مجلس الشيوخ العام الماضي إصلاحا تاريخيا لقانون الهجرة صوت عليه الحزبان في 2013، إلا أن مجلس النواب اعترض عليه، إذ رأى العديد من النواب الجمهوريين أن الطريقة التي يسهل بها حصول ملايين المهاجرين الذين لا يحملون أوراقا ثبوتية على الجنسية هي نوع من «العفو».