صناعة

TT

عطفا على مقال د. أحمد عبد الملك «حرية الإعلام»، المنشور بتاريخ 22 يونيو (حزيران) الحالي، من وجهة نظري أنه إذا كان المقصود بحرية الإعلام هو عدم وجود الرقيب يمكن القول بأن هذا الأمر قد يتحقق في بعض دول الغرب، ومع ذلك يظل السؤال قائما هل الإعلام الغربي إعلام حر؟ الواقع أن الإعلام صناعة مثل غيرها، والصناعة لا بد لها من ممول وهو الآخر له توجهاته وميوله التي سوف تحد كثيرا بشكل أو آخر من الحرية المطلقة التي نتحدث عنها، ولعل تجارب الإعلام الكبيرة والمميزة في المشرق العربي هي خير مثال لذلك، أما في الغرب فلا يمكن بأي حال الانفلات من سلطة رأس المال والاستثناءات قد تظهر كثيرا ولكنها دائما ما تفتقد إلى عنصر الديمومة، إن حرية الإعلام التي نتحدث عنها بشكلها المثالي يصعب أن تجد لها مكانا على أرض الواقع، ففي الغرب نجد صراع رأس المال وفي أماكن أخرى هي هيمنة الدولة على كل مرافق الحياة وخير مثال لذلك الأنظمة الاشتراكية، هذا إذا وضعنا جانبا سيف القيم الأخلاقية لكل منظومة ثقافية على حدة وبين هذا وذاك يظل مفهوم حرية الإعلام مشوبا بالكثير من الضبابية والغموض.

عوض النقر بابكر محمد - فرنسا [email protected]