الأردن يتأهب ويدفع بتعزيزات عسكرية برية وجوية إلى الحدود العراقية

وزير الإعلام لـ «الشرق الأوسط»: القوات المسلحة تتخذ إجراءات احترازية على مدار الساعة

شاحنة تدخل الحدود الأردنية من خلال معبر الكرامة - طريبيل قادمة من العراق أمس. وأعلنت السلطات الأردنية استمرار العمل في المعبر لكن بشكل محدود (رويترز)
TT

أعلن الأردن، أمس، حالة التأهب وجهوزيته الكاملة لمواجهة أي خطر يهدد أمن المملكة وذلك على خلفية سيطرة عناصر الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) على الشريط الحدودي الذي يفصل العراق والأردن واستيلائهم على معبر طريبيل.

وأكد وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق باسم الحكومة الأردنية محمد المومني إن «القوات المسلحة والأجهزة الأمنية الأردنية تتابع عن كثب ما يحدث من تطورات على الجانب الآخر من الحدود الأردنية العراقية». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «القوات المسلحة والأجهزة الأمنية ستتخذ الإجراءات الضرورية والاحترازية المناسبتين على مدار الساعة بحسب مقتضى الحال وتداعيات الموقف». وأضاف أن «جميع الدول المعتدلة مستهدفة من قبل تنظيمات خارجية بما فيها الأردن»، إلا أنه استدرك بالقول إن «الأردن بمنأى عن استهداف أي من هذه التنظيمات في الوقت الحالي».

وأوضح أن بلاده اتخذت جميع الإجراءات والاحتياطات على المعبر الحدودي (الكرامة-طريبيل) مع العراق وأحصت أعداد القادمين، مؤكدا أنه لا يوجد بينهم أي لاجئ. وأوضح أن مركز الحدود ما زال يعمل ولكن بصورة ضعيفة.

وأكد المومني أن «المنطقة الحدودية تحظى بمتابعة حثيثة من قبل الأجهزة الأمنية بعد ورود معلومات تفيد بحصول مواجهات على الجانب الآخر، وأن القوات المسلحة الأردنية تتابع ما يحدث وتتخذ الإجراءات الضرورية والاحترازية على مدار الساعة بحسب مقتضى الحال وتداعيات الموقف».

وفي غضون ذلك، أكدت مصادر أردنية مطلعة أن القوات المسلحة دفعت بتعزيزات عسكرية برية وجوية إلى المناطق المحاذية للحدود الأردنية - العراقية. وأشارت إلى أن القيادة العامة للقوات المسلحة أعادت انتشار الفرقة الخامسة والفرقة الثالثة في المناطق الحدودية للحفاظ على الحدود بعد انسحاب القوات العراقية الحكومية من حدودها وأصبحت على عاتق هذه القوات حماية الحدود من جانب واحد مثلما هو الحال على الحدود السورية.

وأبلغت المصادر «الشرق الأوسط» أن هناك تخوفا لدى السلطات الأردنية من وصول عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية العراقية (داعش) إلى الحدود واختراقها بعد التهديدات التي وصلت عبر الإنترنت إلى السلطات الأردنية من أعضاء التنظيم.

وأوضحت أنه لدى الأردن بئر غاز طبيعي في حقل الريشة على الحدود بين البلدين يعمل على تشغيل محطة توليد كهرباء تزود المدن الأردنية بـ15 في المائة من الكهرباء وأن الوصول إليها يعني تأثر الشبكة الوطنية.

وكشفت مصادر حدودية أن «مجلس ثوار العشائر العسكري» في العراق قرر البدء بتشغيل مركز حدود طريبيل العراقي مع الأردن عقب السيطرة عليه. وقالت المصادر إن المجلس استعان بموظفين رسميين من العاملين سابقا في الجوازات والمراكز الجمركية التي كانت تعمل في المركز الحدودي لإنجاز معاملات المسافرين الداخلين والخارجين عبر الحدود الأردنية - العراقية.

وذكرت أن حركة ثوار العشائر ستبحث لاحقا مع الجانب الأردني مسألة اعتماد الإجراءات الجديدة بشأن دخول وخروج المسافرين، بما يخدم مصلحة البلدين الشقيقين كون المركز الحدودي يسيطر عليها أبناء الأنبار.

وكان وزير الخارجية الأردني ناصر جودة بحث مساء أول من أمس في عمان مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري أهمية تضافر جهود جميع الأطراف ذات العلاقة والمجتمع الدولي لمواجهة التطورات التي يمر بها العراق والتي تهدد أمن المنطقة كلها.

وأعرب جودة عن أمله في أن تعمل الأطراف كافة في العراق على تحقيق الوئام والتوافق الوطني الحقيقي عبر مسار سياسي يشمل جميع الأطراف ومكونات الشعب العراقي كافة، وصولا إلى إنهاء كل الأسباب التي أفضت إلى الوضع الخطير في العراق.

بينما عبّر كيري عن تقدير بلاده للدور الأردني «المحوري لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة»، مؤكدا دعمه لهذه الجهود لأن الأردن «يمثل صوت الاعتدال والسلام والوسطية». وكان كيري التقى خلال وجوده في عمان عددا من الشخصيات العراقية «المعتدلة» وبحث معها آخر المستجدات والتطورات على الساحة العراقية وإيجاد مخرج للأزمة المتسارعة هناك.

ويحذر خبراء من أن الأردن قد يكون هدف تنظيم «داعش» المقبل بعد أن أظهرت مقاطع فيديو على الإنترنت تهديدات أطلقها التنظيم باستهداف المملكة التي تعاني أمنيا نتيجة وجود نحو 650 ألف لاجئ سوري وجهاديين أردنيين انضم عدد منهم إلى تنظيم «الدولة الإسلامية» ومجموعات أخرى للقتال في العراق وسوريا.

ويبلغ طول الحدود الأردنية العراقية 181 كلم فيما يبلغ طول حدود المملكة مع سوريا التي تشهد نزاعا دمويا منذ ثلاثة أعوام ونيف أدى إلى مقتل أكثر من 162 ألفا، أكثر من 370 كلم.

ويقول عريب الرنتاوي مدير مركز القدس للدراسات السياسية، لوكالة الصحافة الفرنسية «إما جاهل أو يعيش حالة إنكار من ينفي أن لداعش مؤيدين وأنصارا داخل الأردن». وأضاف أن «هذا التنظيم له موطئ قدم هنا وإلا كيف لنا أن نفسر وجود نحو ألفي مجاهد أردني في سوريا والعراق».

وشارك نحو 60 شخصا الجمعة في مظاهرة في مدينة معان (جنوب المملكة) تأييدا لـ«فتوحات» التنظيم في العراق.

ويتفق حسن أبو هنية الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية، مع الرنتاوي. ويقول: «على المملكة أن تقلق وبشدة. فهناك تنظيم منظم جيدا وقوي وعازم على توسيع مداه فهو أعلن دولة إسلامية في العراق والشام ووضع الأردن كجزء من دائرة استهدافه وتوسعه».