صادرات نفط العراق من الخليج تقترب من مستوى قياسي رغم الاضطرابات

تراجع سعر الخام مع انحسار القلق على الإمدادات منه

إحدى منشآت النفط العراقية (أ.ب)
TT

انخفض سعر خام مزيج برنت دون 114 دولارا للبرميل أمس، حيث بدأ المستثمرون يرون أن المخاوف من تعطل إمدادات الخام العراقي تبدو مبالغا فيها نظرا لأن الصادرات لم تتأثر حتى الآن بالهجوم الذي يشنه مسلحون إسلاميون سنّة.

ونزل سعر برنت 90 سنتا إلى 91.‏113 دولار للبرميل بحلول منتصف نهار أمس بعدما قفزت خلال التعاملات إلى 66.‏115 دولار للبرميل.

وخسر الخام الأميركي تسليم أغسطس (آب) 54 سنتا إلى 29.‏106 دولار بعدما لامس في وقت سابق من الجلسة 45.‏107 دولار للبرميل. وانتهى أجل عقود يوليو (تموز) يوم الجمعة.

وقال متعاملون ومحللون إن موجة الصعود ترنحت بعدما أصبحت السوق أقل تأثرا بالأنباء القادمة من العراق. ورغم أن المسلحين حققوا مزيدا من المكاسب في مطلع الأسبوع لم تتأثر صادرات العراق النفطية حتى الآن بالصراع.

وقد أظهرت بيانات للتحميل ومصادر نفطية أن صادرات النفط العراقية من المرافئ الجنوبية اقتربت من مستويات قياسية مرتفعة في يونيو (حزيران)، رغم هجمات المسلحين الإسلاميين السنة وسيطرتهم على مناطق في شمال غرب ووسط العراق.

وأذكت الهجمات وقيام شركتي النفط الكبيرتين «إكسون موبيل» و«بي بي» بترحيل بعض العاملين رغم تحرك حكومة بغداد لتشديد الإجراءات الأمنية مخاوف من تباطؤ صادرات الخام العراقية.

ودعمت المخاوف أسعار النفط، وهو ما دفع خام برنت للصعود إلى أعلى مستوياته في تسعة أشهر متجاوزا 115 دولارا للبرميل يوم الخميس. وارتفع برنت إلى نحو 115 دولارا للبرميل أمس مدعوما بالمخاوف من تعثر الإمدادات من العراق.

وبحسب «رويترز» قال مسؤولون عراقيون إن المناطق الجنوبية التي تنتج نحو 90 في المائة من نفط العراق آمنة تماما من جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام التي سيطرت على أجزاء كبيرة من الشمال خلال أسبوع مع انهيار قوات بغداد هناك.

وأظهرت بيانات للشحن في الـ21 يوما الأولى من يونيو التي تتبعتها «رويترز» أن الصادرات من البصرة ومرافئ العراق الجنوبية الأخرى بلغت 53.‏2 مليون برميل يوميا في المتوسط. وذكر مصدران آخران يتابعان أيضا الصادرات تقديرا مماثلا.

ويقترب معدل الصادرات في يونيو حتى الآن من المتوسط في مايو (أيار) 58.‏2 مليون برميل يوميا، والذي كان أعلى مستوى له منذ 2003. ورغم ذلك فإنه لم يبلغ المستوى الذي كان يستهدفه المسؤولون العراقيون لشهر يونيو البالغ 70.‏2 مليون برميل يوميا.

وبلغ إجمالي صادرات العراق من الشمال والجنوب مستوى قياسيا مرتفعا 8.‏2 مليون برميل يوميا في فبراير (شباط). لكن الشحنات من خام كركوك في الشمال متوقفة منذ الثاني من مارس (آذار) بسبب هجمات تعرض لها خط أنابيب متجه إلى تركيا، وهو ما جعل الصادرات الإجمالية دون مستوياتها المحتملة.

ورغم أنه لم تظهر بعد أي دلالة على انخفاض الصادرات من الجنوب فقد أبدى بعض التجار مخاوف من أن يؤثر العنف على الزيادات المستهدفة في إنتاج العراق.

وقال تاجر تشتري شركته الخام العراقي: «قد تؤدي الاضطرابات إلى إبطاء الأمور.. ليست الصادرات لكن الإنتاج ربما لا يزيد».

ورغم إغلاق خط الأنابيب الذي ينقل الخام من كركوك منذ مارس فإن إقليم كردستان شبه المستقل يصدر كميات من إنتاجه النفطي من خلال الشاحنات وعبر خط أنابيب جديد يمتد إلى تركيا في تحد للحكومة المركزية في بغداد.