نظرة سريعة على جواز السفر قد تجنبك متاعب كثيرة

خطوات مهمة قبل الإقلاع

TT

أظهرت الأزمة الأخيرة التي أثارها تأخير إصدار جوازات السفر البريطانية لمواطني بريطانيا أهمية أن تكون جوازات السفر سارية المفعول لفترة كافية قبل السفر حتى لا يضطر السائح إلى إلغاء رحلته السياحية أو عطلته الصيفية بسبب جواز السفر. وما ينطبق على البريطانيين ينطبق أيضا على كل الجنسيات الأخرى.

أسباب الأزمة البريطانية متعددة ومنها أن معظم البريطانيين يلجأون إلى تجديد أو استخراج جوازات السفر في الأسابيع الأخيرة قبل السفر. كما أن الإقبال على السفر زاد في العام الأخير مع عودة الانتعاش الاقتصادي. وضاعفت الحكومة البريطانية من المشكلة بحظر إصدار جوازات السفر من السفارات في الخارج وقصرها على مراكز الإصدار داخل بريطانيا. وكانت النتيجة تراكم نحو 30 ألف طلب لجوازات سفر بدواعي السياحة هذا الصيف بينما قدرة الإصدار لم تتطور عما كانت عليه من قبل.

تشترط بعض الدول أن يكون جواز سفر الأجنبي السائح ساري المفعول لمدة ستة أشهر، كما هو الحال في السفر إلى الولايات المتحدة وفرنسا. ولكن الشروط تختلف من دولة وأخرى وقد تقل إلى ثلاثة أشهر عند السفر السياحي إلى مصر.

كما تختلف الدول في تعاملها مع الزوار الأجانب وفقا لبلد المنشأ، حيث يعفى مثل مواطني الاتحاد الأوروبي من شروط التأشيرة داخل دول الاتحاد بما فيها بريطانيا، وتسمح بريطانيا أيضا بدخول الأميركيين للزيارة بلا تأشيرة لمدة 90 يوما، وتشترط أن يكون جواز السفر ساري المفعول لمدة ثلاثة أشهر.

ويتمتع البريطانيون بدورهم بالإعفاءات من تأشيرة الدخول أو إمكانية الحصول عليها في المطارات في 173 دولة حول العالم. ويجعل هذا جواز السفر البريطاني من أكثر جوازات السفر قبولا حول العالم، بالاشتراك مع جوازي السفر الفنلندي والسويدي.

ويستطيع المواطن البريطاني السفر إلى كل من الأرجنتين وجزر الباهاما وبربادوس وبوليفيا والبرازيل وبروناي وكندا وغواتيمالا وهندوراس واليابان والمكسيك والمغرب وتايلاند وتونس والإمارات والولايات المتحدة بلا تأشيرات دخول، ولكن مع ضرورة صلاحية جواز السفر لفترة تتراوح بين ثلاثة إلى ستة أشهر وفقا للدولة المضيفة.

وبالمقابل تمنح بريطانيا إعفاءات من التأشيرة لمواطني أوروبا وكندا واليابان وكوريا الجنوبية ومالطا ونيوزلندا وسويسرا، كما تمنح برامج إعفاء من التأشيرة مواطني كل من أستراليا وماليزيا وسنغافورة لمدة 30 يوما. وتشترط بريطانيا أيضا صلاحية الجواز لمدة ستة أشهر.

* الجواز السعودي

* أما في ما يتعلق بجواز السفر السعودي فهو يتمتع بالإعفاء من التأشيرة في دول مجلس التعاون الخليجي وفي كل من مصر والأردن وتونس والمغرب واليمن وأندورا وإكوادور وغواتيمالا ونيكاراغوا وبنما وهونغ كونغ وهايتي وكوسوفو وبريطانيا وكوريا الجنوبية ونيوزلندا ومنتصرات وماليزيا والفلبين.

وهناك مجوعة من الدول التي تعفي المواطنين السعوديين من التأشيرة لأغراض سياحية لفترة 90 يوما من بينها قرغيزستان وليبيا وموريشوس والمالديف والفيليبين وجزر سان فنسنت وسوموا. ويحصل السعوديون على تأشيرة إلكترونية فور الوصول إلى تركيا.

وهناك مجموعة كبيرة من الدول تمنح السائح السعودي تأشيرة دخول فور الوصول إليها، وأهمها: إندونيسيا والعراق وكينيا وسريلانكا وماكاو وموزامبيق وباكستان وتوجو وتايلاند وتنزانيا وأوغندا.

ويحتاج المواطن السعودي إلى تأشيرة دخول إلى البرازيل من أجل مشاهدة مباريات كأس العالم وينطبق الشرط نفسه على مواطني جميع الدول العربية. وتعفي البرازيل مواطني أوروبا وبريطانيا وتايلاند وكوريا الجنوبية ومعظم الدول اللاتينية المجاورة من شرط التأشيرة.

وفي مصر تعفي السلطات المسافرين من أوروبا والولايات المتحدة إلى شرم الشيخ ودهب ونويبع وطابا من شرط التأشيرة وتمنحهم تأشيرات سياحية لدى وصولهم في المدن المصرية الأخرى. وتختلف الشروط من دولة عربية إلى أخرى وتنصح السفارات بالاستشارة قبل السفر.

وتتوجه معظم المطارات الحديثة إلى بوابات الدخول الآلي باستخدام جوازات سفر بيومترية. ولا يضطر المسافر في هذه الحالة إلى الانتظار في طوابير الجوازات للحصول على ختم الجواز وفحص التأشيرات. ومن أشهر الدول التي تطبق هذا النظام الإمارات العربية المتحدة ومطارات بريطانيا.

ولكن الجوازات البيومترية تنتشر في الكثير من دول العالم في الوقت الحاضر وتشمل المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة وكندا وأوروبا وروسيا وأستراليا والبرازيل واليابان والصين.

ويتضمن جواز السفر البيومتري معلومات عن صاحبه يمكن التحقق منها إلكترونيا مثل تصوير الوجه أو التقاط البصمات أو حدقة العين. ويفتح صاحب الجواز صفحة المعلومات لمسحها إلكترونيا عند بوابة الدخول، ويجري التحقق من المعلومات مع تصوير الوجه وقراءة الشريحة الإلكترونية المتضمنة في جواز السفر. وتجري فورا مراجعة القوائم السوداء للممنوعين من السفر لاستبعاد المسافر منها. وعند تطابق المعلومات تفتح البوابة الإلكترونية أبوابها ليدخل المسافر بسهولة.

وتقول وزارات الخارجية التي تصدر جوازات السفر للمواطنين في مختلف الدول إن الجواز وثيقة هامة يجب الحافظ عليها من التلف أو الضياع حتى لا يساء استخدامها. وتجري القنصليات تحقيقات موسعة قبل إصدار وثائق بديلة لجوازات سفر ضائعة.

* التأشيرات

* ويمكن تعريف تأشيرات الدخول بأنها تراخيص صادرة من حكومة الدولة المضيفة للزائر من أجل البقاء لفترة معينة ولغرض معين. فالزائر السياحي لا يمكنه مثلا العمل في الدول المضيفة خلال فترة إقامته السياحية.

وهناك الكثير من القواعد الأخرى التي تحكم إصدار التأشيرات مثل فترة الصلاحية، وعما إذا كانت لسفرة واحدة أو عدة سفرات. وتخضع التأشيرات لتقدير موظف الهجرة في مطار الوصول ويمكنه إلغاء التأشيرة إذا شك في غرض الزيارة.

وهناك نوع آخر من التأشيرات تستخدم لمواطني الدول وليس للأجانب، وهي تأشيرات تسمح بسفر المواطن إلى خارج البلاد، وتسمى تأشيرات خروج. وكانت تطبق في الكثير من الدول الشيوعية والاشتراكية وفي مصر أثناء عهد الرئيس الأسبق عبد الناصر.

وتاريخيا كانت وثائق السفر والتأشيرات متضمنة في وثيقة واحدة يحملها المسافر إلى جهة السفر مباشرة، ولكن جوازات السفر والتأشيرات انفصلت فيما بعد وأصبحت ضرورة للسفر بعد الحرب العالمية الأولى.

وتخضع التأشيرات الآن لنظام معقد من القوانين التي تحكمها وتعتمد إلى حد كبير على جنسية السائح والبلد المضيف. ويجري العمل أحيانا بمبدأ المعاملة بالمثل من حيث فرض تأشيرات الدخول على مواطني الدول التي تفرض تأشيرات دخول على مواطني البلد وتقديم الإعفاء في حالة تطبيقه بالمثل.

ويجري تطبيق رسوم التأشيرات أيضا بالمثل. وقد نفذت هذا الكثير من الدول التي شعرت بأن تكاليف حصول مواطنيها على تأشيرات سياحية أميركية بسعر 140 دولارا لا تسترد حتى ولو جرى رفض التأشيرة، إجحافا بحق مواطنيها، ففرضت هي الأخرى تكلفة مماثلة على المواطنين الأميركيين. وتشمل هذه الدول كل من تركيا والبرازيل وتشيلي. وتشمل إجراءات البرازيل ضد المواطنين الأميركيين أخذ بصمات اليد والتصوير عند الوصول، في تقليد مماثل لما تطبقه الولايات المتحدة على مواطنيها.

من ناحية أخرى تتشدد بعض الدول، مثل بريطانيا والولايات المتحدة، في منح تأشيرات الدخول خوفا من الهجرة غير الشرعية والإرهاب. وتشمل إجراءات بريطانيا التحقق من ضمان عودة السائح إلى بلده بعد انقضاء فترة إقامته السياحية في بريطانيا، بينما تشمل الإجراءات الأميركية إرسال ملفات بعض الأشخاص لوزارة الأمن الداخلي الأميركية لفحصها وإبداء الرأي بشأن طالب التأشيرة مما يتسبب أحيانا في تأخير الطلبات لشهور طويلة.

وفي كل الأحوال، عند اتخاذ قرار السفر، لا بد من التأكد من صلاحية جواز السفر أولا ثم الحصول على التأشيرات اللازمة ثانيا وفي وقت كافٍ قبل السفر من كل رحلة سياحية خالية من المتاعب.