ولد عبد العزيز يتعهد بتعزيز الوحدة الوطنية واستفادة الجميع من خدمات الدولة

بعد فوزه الكاسح برئاسة موريتانيا

الرئيس محمد ولد عبد العزيز
TT

تعهد محمد ولد عبد العزيز، بعد فوزه الكاسح والمتوقع برئاسة موريتانيا بنحو 82 في المائة من الأصوات، أول من أمس، بتعزيز الوحدة الوطنية التي تأثرت بدعوة خصومه المعارضين إلى مقاطعة الانتخابات.

وقال سيدي ولد سالم، مدير الحملة الانتخابية للرئيس الموريتاني، إن ولد عبد العزيز «يتعهد أمام الرأي العام الوطني بأن يكون رئيسا لكل الموريتانيين وبضمان حقوق جميع المواطنين ومساواتهم أمام القانون. وفي الاستفادة من خدمات الدولة».

ومن جهته، أكد الحسين ولد أحمد الهادي، الناطق الرسمي باسم حملة عبد العزيز، أن «الرئيس المنتخب ولد عبد العزيز سيكون رئيسا لجميع الموريتانيين دون استثناء»، مشددا على أن «باب رئيس الجمهورية المنتخب سيظل منفتحا أمام جميع الأطياف السياسية للالتقاء به والاستماع له».

وأشار ولد سالم إلى أن «نسبة المشاركة التي بلغت أكثر من 56 في المائة، والتي جرى الحصول عليها في ظرف تميز بالحرارة الشديدة على كامل التراب الوطني، وعوامل أخرى متعددة، تبرهن على الفشل الذريع لدعاة مقاطعة الانتخابات، كما تبرهن على تشبث الأغلبية الساحقة من الشعب الموريتاني بالاستمرار في خيار تعزيز الديمقراطية».

وأشاد المراقبون الستون التابعون للاتحاد الأفريقي، برئاسة رئيس الوزراء التونسي الأسبق الباجي قائد السبسي (88 سنة) منذ الأحد الماضي، بحسن سير الانتخابات، وحضوا الحكومة والأحزاب السياسية على مواصلة التشاور بصرف النظر عن الانتخابات.

وكان الرهان الأساسي للانتخابات الرئاسية، التي أعلنت نتائجها المؤقتة الأحد الماضي من قبل اللجنة الانتخابية المستقلة، هو نسبة المشاركة.

ودعا أبرز معارضي الرئيس ولد عبد العزيز، المنضوين في المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة الذي يوصف بالمعارضة المتشددة، إلى مقاطعة الانتخابات التي قالوا إنه يجري تنظيمها من قبل «سلطة مستبدة وبشكل أحادي».

وعد الشيخ سيدي أحمد ولد بابامين، رئيس المنتدى المعارض، أول من أمس، أن إعادة انتخاب ولد عبد العزيز لم تكن «مفاجأة» لأنه «شارك منفردا تقريبا في هذا الاقتراع». وقال إن انتخاب ولد عبد العزيز جرى «بطريقة سيئة جدا».

وأضاف أن «الاقتراع لطخ من الأساس لأن أكثر من نصف الناخبين لم يؤخذ في الاعتبار في السجل الانتخابي (...) ولم يجر تسجيل عدد كبير من المواطنين، وهناك آخرون رفضوا تسجيل أسمائهم بسبب فشل الحوار بيننا وبين السلطة قبل الانتخابات».

والرئيس ولد عبد العزيز، الجنرال السابق (57 عاما) كان قد وصل إلى السلطة بانقلاب في 2008 قبل أن ينتخب في 2009 رئيسا لولاية أولى في ظروف كانت موضع احتجاج أهم المعارضين، وواجه في انتخابات 2014 أربعة منافسين.

وأحدث الناشط ضد العبودية بيرام ولد داه ولد عبيد، الذي يشارك للمرة الأولى، المفاجأة بحلوله ثانيا بتسعة في المائة من الأصوات، بعيدا جدا خلف ولد عبد العزيز. وحل بيجل ولد هميد، مرشح حزب الوئام وهو حزب صغير من المعارضة التي توصف بالمعتدلة، ثالثا بـ4.5 في المائة من الأصوات، واعترف بفوز ولد عبد العزيز. وقال: «لم يكن هناك تزوير، لكن مورست ضغوط على ناخبينا قبل الاقتراع»، لكنه أضاف «نحن راضون لأن عملنا كحزب سياسي يقوم على النفس الطويل».

على صعيد متصل، أقر المرشح الخاسر في الانتخابات الرئاسية الموريتانية إبراهيما مختار صار بهزيمته في الانتخابات، وهنأ الفائز بالانتخابات الرئيس محمد ولد عبد العزيز. وقال مختار صار في مؤتمر صحافي عقده مساء أول من أمس بنواكشوط إنه دخل الانتخابات وهو على يقين من تعذر الفوز بها لأن شروط الشفافية كانت معدومة.