الأوروغواي تقصي إيطاليا بالضربة القاضية.. وسواريز يواصل هواية «عض» المنافسين

كوستاريكا تتعادل مع إنجلترا وتحتفظ بصدارة المجموعة الرابعة

غودين (أقصى اليسار) يسدد برأسه ويحرز هدف الإطاحة بإيطاليا (رويترز) - مدافع إيطاليا كييليني يكشف عن عضة سواريز (رويترز)
TT

استغل منتخب الأوروغواي تفوقه العددي وتوتر أعصاب لاعبي المنافس وحقق فوزا ثمينا بالضربة القاضية (1-0) على المنتخب الإيطالي، ليطيح بالأخير من المونديال البرازيلي ويلحق بالمنتخب الكوستاريكي الذي ضمن صدارة المجموعة الرابعة بتعادله مع إنجلترا سلبيا أمس أيضا في الجولة الثالثة الأخيرة بالدور الأول.

وهذه هي المرة الثانية على التوالي التي يفشل فيها المنتخب الإيطالي (الآزوري) في تجاوز الدور الأول بعد خروجه أيضا مبكرا من مونديال جنوب أفريقيا 2010، رغم فوز الفريق بلقب مونديال 2006 بألمانيا، الذي كان اللقب الرابع له في بطولات كأس العالم، إضافة إلى وصوله للمباراة النهائية لبطولة كأس الأمم الأوروبية الماضية (يورو 2012).

وشهدت المباراة واقعة عض جديدة لمهاجم المنتخب لويس سواريز، حيث مارس هوايته في قضم المنافسين عندما انقض على مدافع إيطاليا جورجيو كييليني في الدقيقة 70 وعضه من كتفه دون أن ينتبه الحكم للحركة، فنجا من العقوبة.

وطالب كييليني حكم المباراة بطرد المهاجم الأوروغوياني وخلع قميصه ليريه آثار العضة دون أن يكترث الأخير لذلك.

ويواجه سواريز خطر الإيقاف من قبل الاتحاد الدولي (فيفا) في حال لجأ الأخير إلى الإعادة عبر الفيديو.

وليست المرة الأولى التي يتهور فيها سواريز ويقوم بعض منافسيه، ففي عام 2010، وعندما كان يدافع عن ألوان أياكس أمستردام الهولندي، جرى إيقافه سبع مباريات لعضه لاعب الغريم التقليدي أيندهوفن المغربي الأصل عثمان بقال.

وكرر سواريز عضته الموسم الماضي في مباراة فريقه ليفربول أمام تشيلسي، وكان الضحية هذه المرة المدافع الدولي الصربي برانيسلاف إيفاتوفيتش، وكانت العقوبة الإيقاف عشر مباريات.

ورفعت الأوروغواي رصيدها إلى ست نقاط من مباراتين، لتحتل وصافة المجموعة الرابعة بفارق نقطة عن كوستاريكا التي احتفظت بالصدارة بالتعادل مع إنجلترا سلبا.

وستواجه الأوروغواي بطل المجموعة الثالثة (كولومبيا ضمنت تأهلها، والتنافس على البطاقة الثانية ما زال قائما بين ساحل العاج «ثلاث نقاط»، واليابان واليونان نقطة لكل منهما).

ولم يكن أحد يتوقع المسار الذي سلكته هذه المجموعة التي أطلق عليها لقب مجموعة الموت بسبب ضمها ثلاثة أبطال عالم سابقين، وذلك بعد ضمان كوستاريكا تأهلها حتى قبل خوضها الجولة الثالثة الأخيرة مع إنجلترا.

وسقطت الأوروغواي، التي خاضت مباراتها الخمسين في كأس العالم بعد الأولى أمام البيرو في 1930 على أرضها في مونتيفيديو، افتتاحا أمام كوستاريكا (1 - 3) قبل أن تتغلب على إنجلترا (2 - 1). بينما فازت إيطاليا، بطلة العالم 1934 و1938 و1982 و2006، على إنجلترا (2 - 1) قبل أن تمنى بخسارة مفاجئة أمام كوستاريكا (1 -0).

وكانت إيطاليا بحاجة إلى التعادل لكي تتجنب تكرار خيبة مونديال جنوب أفريقيا 2010 حين ودعت الدور الأول دون أي انتصار وتنازلت من ثم عن اللقب الذي توجت به في ألمانيا 2006، وذلك لأنها كانت تتفوق على منافستها الأميركي الجنوبية بفارق الأهداف.

ونجحت الأوروغواي في التأهل إلى الدور الثاني للمرة الثانية على التوالي ومواصلة مشوارها نحو تكرار إنجاز 1950 حين توجت بلقبها الثاني والأخير على الأرض البرازيلية بالذات وعلى حساب صاحب الضيافة في مباراة «ماراكانازو» الشهيرة، حيث ضربت العملاق البرازيلي (2 - 1) في عقر داره ملعب «ماراكانا» الذي سيستضيف المباراة النهائية الحالية بشكله الجديد.

وافتقدت إيطاليا لاعب وسطها دانييلي دي روسي الذي تعرض لإصابة في ربلة ساقه اليمنى خلال لقاء الخميس الماضي أمام كوستاريكا. وشكل غياب دي روسي ضربة للمنتخب الإيطالي، خصوصا أنه يعد ركيزة أساسية في تشكيلة تشيزاري برانديلي، فحل بدلا منه ماركو فاريتي لاعب باريس سان جرمان الفرنسي الذي قدم أداء جيدا في لقاء إنجلترا.

ومنح برانديلي، المهاجم المتألق محليا، تشيري إيموبيلي فرصته الأولى بعد أن أجرى عدة اختيارات غير ناجحة في مواجهة كوستاريكا، ليلعب إلى جانب ماريو بالوتيلي لأول مرة في مباراة ضمن مسابقة رسمية، معتمدا خطة (3 - 5 - 2) التي تسمح للآزوري بتغطية منطقة الوسط ومنحه خيارات هجومية.

وكان لافتا اعتماد مدرب فيورنتينا السابق على ثلاثي دفاع يوفنتوس بطل الدوري في السنوات الثلاث الماضية فزج بجورجيو كييليني، وأندريا بارزاغلي وليوناردو بونوتشي.

أما أوسكار تاباريز، الذي نجح في جنوب أفريقيا في قيادة «لا سيليستي» إلى نصف النهائي للمرة الأولى منذ 1970 وحل رابعا، والذي يعرف الكرة الإيطالية كما حال عدد كبير من لاعبيه، إذ درب ميلان (1996) لفترة وجيزة وكالياري في مناسبتين (1995 - 1996 و1998 - 1999)، وذلك في عز أسلوب «كاتيناتشو»، فلم يغير تشكيلته الفائزة على إنجلترا الأسبوع الماضي معتمدا على الثنائي الهجومي لويس سواريز صاحب خمسة أهداف في مشاركاته المونديالية وأدينسون كافاني.

ووضح التوتر على الإيطاليين منذ البداية، حيث نال بالوتيللي المشاغب بطاقة صفراء عندما اجتاح في الهواء الفارو بيريرا، وهي الثانية له في الدور الأول في الدقيقة 22. لكن رغم ذلك، أهدر إيموبيلي، هداف الدوري الإيطالي مع تورينو (22 هدفا)، فرصة ثمينة في الدقيقة 28، ورد عليها سواريز بفرصة للأوروغواي، لكنه سدد في جسم الحارس بوفون في الدقيقة 33.

وانتهى الشوط الأول بتعادل سلبي من دون نكهة، إذ لم يشهد أي فرصة خطيرة على المرميين ليتأجل الحسم إلى الشوط الثاني.

وأجرى برانديللي تغييرا سريعا في الاستراحة، مستبعدا بالوتيللي غير الموفق ودفع بلاعب وسط بارما ماركو بارولو، بينما زج تاباريز بماكسي بيريرا بدلا من لوديرو.

ونتيجة للعب المتوتر المستمر منذ الشوط الأول، وجه لاعب الوسط كلاوديو ماركيزيو ركلة غير عنيفة على الإطلاق على قدم إيخيديو أريفالو ريوس، لكن قرار الحكم المكسيكي ماركو رودريغيز كان بالغ القساوة في حقه فرفع بوجهه البطاقة الحمراء لتكمل إيطاليا نصف الساعة الأخيرة بعشرة لاعبين، وبالتحديد منذ الدقيقة 59. وهذا الطرد هو الثامن لأحد لاعبي إيطاليا في المونديال.

وبعد منعطف الطرد، شهدت المباراة واقعة عض سواريز عندما فقضم كتف كييليني في الدقيقة 70.

بعدها بلحظات، كرر قلب الدفاع دييغو غودين ما صنعه ببرشلونة الإسباني عندما سجل هدفا قاتلا منح فريقه أتليتكو مدريد لقب الدوري الإسباني، فارتقى بين أربعة من زملائه إلى ركنية لترتطم الكرة بظهره وتخترق مرمى بوفون في الدقيقة 81. وهذا أول هدف تسجله الأوروغواي في مرمى إيطاليا بالمونديال، لكنه كان بمثابة ضربة قاضية قادت الفريق لانتصار ثمين.

وفي المباراة الثانية ببيلو هوريزونتي، خرج منتخب كوستاريكا بنقطة تعادل مع إنجلترا بيلو كانت كفيلة بحفظ الصدارة لها، بينما ودعت إنجلترا المونديال بنقطة واحدة.

وأجرت إنجلترا، التي خاضت أسوأ مسابقة لكأس العالم منذ 1958، تسعة تغييرات على تشكيلتها بعدما قال المدرب روي هودجسون إنه يرغب في منح معظم البدلاء الفرصة للمشاركة في البرازيل، لكن لم يفلح الجدد ولا النجوم الذين زج بهم في الشوط الثاني في هز الشباك.