الأرجنتين تسعى للتمسك بصدارة المجموعة السادسة أمام نيجيريا الطامحة إلى التأهل اليوم

إيران تتطلع لدخول التاريخ على حساب البوسنة وانتظار هدية من منتخب التانغو

اشكان ديجاغاه (أ.ف.ب) - المنتخب الأرجنتيني يسعى للمحافظة على في الصدارة (إ.ب.أ) - جوزيف يوبو قائد ومدافع المنتخب النيجيري (أ.ف.ب)
TT

تبدو نيجيريا أقرب إلى تكرار إنجاز مونديالي 1994 و1998 عندما تلاقي الأرجنتين اليوم في بورتو أليغري في الجولة الثالثة الأخيرة من منافسات المجموعة السادسة ضمن النسخة العشرين لكأس العالم لكرة القدم، فيما ترصد إيران دخول التاريخ عندما تلاقي البوسنة الجريحة في سالفادور دي باهيا. وانحصرت المنافسة على البطاقة الثانية في المجموعة السادسة بين نيجيريا الثانية برصيد أربع نقاط وإيران الثالثة برصيد نقطة واحدة، وذلك بعدما ضمنت الأرجنتين تأهلها في الجولة الثانية عندما تغلبت على إيران 1 - صفر في الوقت القاتل بعدما كانت تغلبت على البوسنة 2-1 في الجولة الأولى. تملك نيجيريا بطلة القارة السمراء مصيرها بين أيديها لأن الاحتمالات الثلاثة (الفوز والتعادل والخسارة) تخولها التأهل إلى الدور ثمن النهائي للمرة الأولى منذ عام 1998 في مونديال فرنسا والثالثة في تاريخها منذ الأولى في مشاركتها الأولى قبل 20 عاما في مونديال 1994 بالولايات المتحدة. وسيمنح الفوز «النسور الممتازة» صدارة المجموعة، وسيكفيها التعادل لاحتلال المركز الثاني بغض النظر عن مباراة إيران والبوسنة، كما أن الخسارة قد تمنحها بطاقة العبور والوصافة شرط تعثر ممثلي القارة الصفراء أمام البوسنة. في المقابل، يتوقف مصير إيران الساعية إلى بلوغ الدور ثمن النهائي للمرة الأولى في أربع مشاركات في تاريخها (1978 في الأرجنتين و1998 في فرنسا و2006 في ألمانيا)، على فوزها وخسارة نيجيريا. ويعول كل من المنتخب النيجيري والإيراني على خدمة البوسنة والأرجنتين، فالأول وبالنظر إلى صعوبة مهمته أمام الأرجنتين سيمني النفس من دون شك بخدمة من البوسنة لقطع تذكرة العبور إلى الدور الثاني في حال خسارته أمام الأرجنتين، كما أن إيران تنتظر خدمة من الأرجنتين في حال كسبها النقاط الثلاث لمواجهتها البوسنة.

* الأرجنتين - نيجيريا يسعى المنتخب النيجيري إلى استثمار المعنويات العالية للاعبيه بعد معانقة نغمة الفوز في العرس العالمي للمرة الأولى منذ مونديال 1998 عندما يلاقي الأرجنتين التي ضمنت تخطيها الدور الأول. وكان المنتخب النيجيري عوض تعثره في المباراة الأولى أمام إيران (صفر - صفر) بفوز صعب على البوسنة (1 - صفر) سجله مهاجم ستوك سيتي الإنجليزي بيتر أوديموينجي في الجولة الثانية هو الأول له منذ 16 سنة، وتحديدا منذ تغلبه على بلغاريا 1 - صفر في 19 يونيو (حزيران) 1998 في الجولة الثانية الأخيرة من منافسات المجموعة الرابعة عندما تصدرها (ست نقاط بفوز على إسبانيا 3-2 في الجولة الأولى وخسارة أمام الباراغواي 1-3 في الثالثة الأخيرة) وحجز بطاقته إلى الدور الثاني قبل أن يخسر أمام الدنمارك 1-4.

وكانت المشاركة الثانية لنيجيريا في المونديال عام 1998 بعد الأولى عام 1994 في الولايات المتحدة عندما خرجت من الدور ذاته على يد إيطاليا بعد التمديد. وبعدها خرجت نيجيريا من الدور الأول لمونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان، ثم غابت عن نسخة 2006 في ألمانيا وودعت من الدور الأول للنسخة الأخيرة في جنوب أفريقيا. وكبرت طموحات المنتخب النيجيري بعد الفوز على البوسنة لبلوغ الدور الثاني، وأكد المدرب ستيفن كيشي أن الفوز على الأرجنتين «ضروري لتفادي أي حسابات قد تضعنا على الهامش». وأضاف: «حققنا الفوز الأول منذ 16 عاما، وهذا إنجاز جيد لرفع المعنويات. الروح القتالية التي أظهرناها كانت جيدة وسنواصل اللعب بها أمام الأرجنتين. لدينا اللاعبون لتحقيق الفوز». ولكن كيشي أقر بصعوبة المهمة بقوله: «لن تكون المهمة سهلة، فنحن نواجه منتخبا كبيرا وعريقا سبق له الفوز باللقب العالمي في مناسبتين ويملك نجوما من الطراز الرفيع، ويكفي ذكر (ليونيل) ميسي وما فعله أمام إيران، لنعرف جيدا أننا نواجه خطر هز الشباك في أي لحظة، وبالتالي يتعين علينا الحذر». وأردف نجم المنتخب النيجيري السابق قائلا: «ولكن عندما ننظر إلى الوجه الذي ظهر به المنتخب الإيراني والإنجاز الذي كان قاب قوسين أو أدنى من تحقيقه بالتعادل على الأقل إن لم يكن الفوز بالنظر إلى الفرص التي أهدرها مهاجموه، فإنه باستطاعته تحقيق ما عجز عنه، وخاصة أننا نسعى إلى الذهاب بعيدا في هذا العرس العالمي بدءا من بلوغ الدور الثاني».

في المقابل، لن يفرط المنتخب الأرجنتيني في نقاط المباراة، أقلها التعادل الذي سيمنحه صدارة المجموعة. وستكون مباراة نيجيريا فرصة أمام المدرب أليخاندرو سابيلا لتصحيح العيوب الهجومية التي كشف عنها في المباراتين أمام البوسنة وإيران، رغم ضمه أفضل رباعي هجومي في البطولة (ميسي وإنخل دي ماريا وسيرخيو أغويرو وغونزالو هيغواين). ووجدت الأرجنتين صعوبة كبيرة في تحقيق الفوز حتى الآن، خاصة أمام إيران، حيث احتاجت إلى عبقرية نجمها الفذ ميسي ولمسته سحرية في الوقت القاتل. وواجه سابيلا انتقادات كثيرة خاصة من سلفه الأسطورة دييغو مارادونا الذي انتقد «إيقاع» المنتخب البرازيلي وتوهانه على أرض الملعب. وقال مارادونا بطل العالم 1986 في برنامج تلفزيوني محلي: «أرى الأرجنتين من دون إيقاع. رأيت منتخبا لم يجد نفسه». واعتمد سابيلا خطة غير جماهيرية (5-3-2) في المباراة الأولى أمام البوسنة (2-1)، قبل أن يعود إلى طريقته الاعتيادية (4-4-3) أمام إيران ويسجل قائده ميسي، أبرز المطالبين باستعادتها، هدف الفوز في الوقت بدل الضائع. وأشاد سابيلا بميسي وقال: «لحسن حظنا أن ميسي أرجنتيني، إنه عبقري».

* إيران - البوسنة تتمسك إيران ومدربها البرتغالي كارلوس كيروش بأمل التأهل إلى الدور الثاني للمرة الأولى في تاريخها عندما تلاقي البوسنة الجريحة. قدمت إيران مستويات جيدة حتى الآن، خاصة مقارعتها الأرجنتين في الجولة الثانية عندما كانت قاب قوسين أو أدنى من تحقيق الفوز أو التعادل على الأقل، وهي تسعى إلى حصد الثمار أمام البوسنة وتحقيق ما يتوجب عليها وهو الفوز بانتظار هدية الأرجنتين. وسيكون الفوز الثاني لإيران في تاريخ مشاركاتها في العرس العالمي والأول منذ 16 عاما وانتصارها التاريخي على الولايات المتحدة 2-1 في الجولة الثانية من منافسات المجموعة السادسة في مونديال فرنسا 1998. وأكد كيروش أن إيران لا تملك مصيرها بين يديها كما أنها لا تملك سوى الفوز وانتظار نتيجة المباراة الثانية. وقال: «الفوز حتمي على البوسنة وهو ما سنسعى إلى تحقيقه على أمل خسارة نيجيريا».

وأضاف كيروش: «قدمنا مباراتين رائعتين أمام نيجيريا والأرجنتين وكنا نستحق الفوز، للأسف خرجنا بنقطة واحدة، الآن أمامنا ثلاث نقاط مصيرية وسنبذل كل ما في وسعنا من أجل الظفر بها». وكان كيروش صب جام غضبه على التحكيم عقب الخسارة أمام الأرجنتين، وقال: «ميسي كان رائعا ولكن ليس الحكم (الصربي ميرولاد مازيتش). لم أفهم، كان يتعين عليه مشاهدة ركلة جزاء (في الشوط الثاني)، كان على بعد خمسة أمتار (من المحاولة)، ليس هناك أي احتمال كي لا يراها».

ولا تختلف حال البوسنة عن إيران ونيجيريا من خلال العروض الجيدة التي قدمتها حتى الآن، لكن النتائج لم تكن مرضية رغم صفوفها الزاخرة بالنجوم، أبرزهم مهاجم مانشستر سيتي الإنجليزي أدين دزيكو، ولاعب وسط روما الإيطالي ميراليم بيانيتش. وانتقد مخضرمو كرة القدم البوسنية خيارات المدرب صفوت سوزيتش أمام نيجيريا وطالبوا برحيله، أبرزهم محمد بازداريفيتش المدرب اليوغوسلافي السابق، حيث أكد أن خوض المباراة بغرض الدفاع من دون وداد ايبيسيفيتش مهاجم شتوتغارت الألماني وصاحب الهدف الوحيد في المونديال خلال خسارة الأرجنتين 1-2، أما فاروق هادزيبيجيتش اللاعب اليوغوسلافي السابق فقال إنه لا ينبغي إلقاء اللوم على الحكم الذي ألغى هدفا لأدين دزيكو لتسلل خيالي: «لا أريد التعليق على خيارات سوسيتش، فهذا عمله، لكن بالنسبة لي فإن ايبيسيفيتش هو لاعب كبير سجل أهم الأهداف للمنتخب». وكانت الصحف المحلية قاسية بحق سوزيتش ودزيكو والقائد أمير سباهيتش. كل هذه الانتقادات ستكون حافزا أمام اللاعبين في المباراة الأخيرة لتحقيق فوز معنوي وتاريخي سيظل في الأذهان فترة طويلة.