رئيس المجلس العسكري فيها قال لـ«الشرق الأوسط» إن «الدولة» تستغل الحاجة إلى المال والسلاح

قادة في «الحر» يبايعون «داعش» بدير الزور.. والتنظيم يلعب على الوتر العشائري

TT

يستغل تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) في مدينة دير الزور شرق سوريا، ضعف تمويل الجيش السوري الحر والنقص في عتاده لاستمالة قادته الميدانيين ودفعهم إلى مبايعته، إذ أعلن في الأيام الأخيرة عدد من أعضاء المجلس العسكري التابع لهيئة أركان «الحر» مبايعتهم لـ«داعش»، وسط مخاوف من اندلاع معارك بين عشائر دير الزور التي أيد قسم منها تنظيم «الدولة الإسلامية»، في حين بقي القسم الآخر في خصومة معه.

وأصدر «مجلس شورى المجاهدين»، أكبر ائتلاف للقوى العسكرية في المنطقة الشرقية، بيانا أول من أمس، أكد فيه «مبايعة بعض من ينتمون للمجلس العسكري التابع لهيئة الأركان تنظيم البغدادي»، في إشارة إلى زعيم تنظيم «داعش» أبو بكر البغدادي، موضحا أن «بعض اللصوص والخونة بايعوا هذه العصابة، طلبا للحماية والحصانة بعد أن انكشفت خيانتهم ونهبهم للأموال المقدمة لتحرير مطار دير الزور العسكري».

وأشار البيان إلى أن «عناصر تنظيم البغدادي غدروا المجاهدين المرابطين على مطار دير الزور، فقتلوا وجرحوا وأسروا منهم الكثير (..)، وتغطية على جريمتهم النكراء أوهموا الأهالي من المنطقة بأن المسألة عشائرية، فأيدهم بعض السذج والمغفلين ممن انطلت عليهم هذه الخدع».

ودعا «مجلس شورى المجاهدين»، من «تلبس عليه الأمر ولعبت به شياطين الإنس» إلى أن «يسارع إلى التبرؤ من فعله، وتسليم نفسه ليقدم للمحاكمة الشرعية». وأما «من أصر على غيه واستمر في ضلاله وإجرامه، ووضع يده في يد عصابة البغدادي، فلن يجد منا سوى سيف علي، رضي الله عنه، الذي سله على الخوارج المارقين».

وفي سياق متصل، كشف رئيس المجلس العسكري في دير الزور مهند الطلاع لـ«الشرق الأوسط» عن أن «أبرز القادة المعارضين الذين بايعوا (داعش) هم الرائد المنشق عبد الرحمن العبد الله، والملازم المنشق عبد الملك الفرين»، مبديا تخوفه من «إعلان قادة آخرين تأييدهم (داعش) في ظل نقص السلاح والتمويل». وأوضح الطلاع، أن «تنظيم الدولة يستغل حاجة عناصر (الحر) إلى السلاح والمال لتسليمه إلى صفوفه والقتال معه»، لافتا إلى أن «لواء الصاعقة» التابع للحر سبق أن أعلن مبايعته تنظيم الدولة بعد أن انقطع عنه الدعم».

وأشار القيادي المعارض إلى أن «(داعش) يحاول خلق انقسام بين العشائر في مدينة دير الزور عبر استمالة عشيرة واستخدامها ضد أخرى، ليضمن بذلك اختلافهم بشأن الاتحاد ضده»، متوقعا «اندلاع معارك في وقت قريب بين عشيرة البوخابور الموالية للتنظيم وعشيرة الشيعطات المعارضة له».

وكان «مجلس شورى المجاهدين» اتهم في بيانه تنظيم «داعش» بالضرب على «الوتر العشائري»، كما ضرب النظام من قبله على الوتر الطائفي، مشيرا إلى أن التنظيم «أثار النعرات والضغائن بين القبائل المسلمة في حوض الفرات والخابور». وشدد على أن «معركته مع النظام وتنظيم البغدادي ومن يتحالف معهما أيا تكن عشيرته، وليست مع الأهالي»، الذين ينظر إليهم كما ينظر إلى «سائر أهلنا من أهل السنة».

وفي السياق ذاته، نشرت «الدولة الإسلامية في العراق والشام» صورا جديدة لمبايعات من شيوخ العشائر السورية في محافظة حلب. وأشارت صفحة «ولاية حلب» التابعة للدولة على موقع «تويتر» إلى أنه بـ«دعوة كريمة من رؤساء ووجهاء عشيرة بوبطوش أقيم الملتقى العشائري الخامس وحضر الملتقى كوكبة من أمراء وقادة وجنود الدولة الإسلامية في العراق والشام مع أبناء عشيرة بوبطوش في تل فضة منطقة مسكنة».

واختتم الاجتماع، بحسب الصفحة «ببيعة رؤساء ووجهاء العشيرة للدولة الإسلامية، إضافة إلى أبنائها وعدد من الحاضرين للملتقى وتعهدوا جميعا بنصرة الدولة الإسلامية ومعونتها والذود عنها والولاء لها، كما تعهدوا بدعوة أبنائهم للانضمام إلى سلك الجندية في الدولة الإسلامية».