ستكون نتائج الشركات المدرجة في سوق الأسهم السعودية بالربع الثاني من العام الحالي، مسارا من خلاله تحدد هيئة السوق المالية وشركة «تداول» الوضع المالي للشركات المدرجة، إذ سيجري وضع علامات معينة أمام الشركات الخاسرة في السوق المحلية، في خطوة جديدة من شأنها رفع معدلات الشفافية والإفصاح بسوق الأسهم المحلية.
وبحسب مسؤولين في شركة «تداول» السعودية تحدثوا يوم أمس من خلال مؤتمر صحافي عقد في مقر الشركة بالرياض، فإن مساهمي شركة «بيشة الزراعية» التي جرى تعليق أسهمها عن التداول منذ نحو ثماني سنوات، وبقية مساهمي الشركات الموقوفة عن التداول بسبب تفاقم معدلات الخسائر وبلوغها أكثر من 100 في المائة من رأس المال؛ ستكون أمامهم فرصة عرض أسهمهم للبيع عبر مركز إيداع الأوراق المالية، على أن تكون هذه الخطوة خارج منصة التداولات اليومية.
وفي رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، قال وليد البواردي، مدير إدارة التداول النقدي في شركة «تداول»، خلال المؤتمر الصحافي أمس: «عقب إعلان الشركة المدرجة نتائج الربع الثاني من هذا العام، سيجري البدء بتطبيق النظام الجديد المتعلق بالشركات الخاسرة، وفيما يتعلق بالشركات التي فقدت أكثر من 100 في المائة من رأسمالها، فإن المجال سيكون مفتوحا أمام مساهميها لعرض أسهمهم للبيع عبر شركات وساطة مالية، خارج منصة التداول اليومية للسوق المالية السعودية».
ولفت إلى أن هذه الخطوة ستكون داعمة بشكل بارز للمساهمين الأفراد الذين يعانون تعليق أسهمهم عن التداول لفترات طويلة دون القدرة على بيعها أو التصرف بها، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن جميع الصفقات التي ستجري عبر شركات الوساطة المالية فيما يخص أسهم الشركات التي خسرت 100 في المائة من رأسمالها، سيشار إليها في موقع شركة السوق المالية السعودية «تداول».
من جهة أخرى، أكد خالد الحصان، مدير إدارة خدمات الأصول والإيداع في شركة «تداول»، في رده على سؤال آخر لـ«الشرق الأوسط»، يوم أمس، أن تداول أسهم الشركات التي فقدت أكثر من 100 في المائة من رأسمالها خارج منصة التداولات اليومية، لن يسمح بأي عمليات تضليل أو تلاعب، وهي المخالفات التي ترفضها أنظمة هيئة السوق المالية السعودية، مبينا أن إطلاق خطوة التداول خارج المنصة للشركات التي خسرت 100 في المائة من رأسمالها، يصب في مصلحة المتداولين في السوق المالية المحلية، ويعزز من مستويات الشفافية والإفصاح.
إلى ذلك، بين عبد المحسن آل الشيخ، مدير عام إدارة الالتزام والقانونية في شركة «تداول»، يوم أمس، أن وضع علامة «صفراء» أمام الشركات التي تفقد 50 في المائة أو أكثر من رأسمالها، يمثل نقطة تحذيرية وتوعوية مهمة للمتداولين الأفراد، مشيرا إلى أن هذه الخطوة تجعل المستثمر في مواجهة مباشرة مع إدارة الشركات المدرجة من جهة، وترفع من مستويات الشفافية والإفصاح حول وضع الشركة المالي من جهة أخرى.
من جانبها، قالت شركة «تداول» في بيان صحافي جرى تعميمه يوم أمس: «إشارة إلى إعلان هيئة السوق المالية القاضي بتطبيق الإجراءات والتعليمات الخاصة بالشركات المدرجة أسهمها التي بلغت خسائرها المتراكمة 50 في المائة فأكثر من رأسمالها، تعلن السوق المالية السعودية بدء تنفيذ الإجراءات الصادرة في هذا القرار اعتبارا من يوم الثلاثاء المقبل». وأضافت: «ستطبق هذه الإجراءات والتعليمات على الشركات المدرجة أسهمها التي بلغت خسائرها المتراكمة 50 في المائة فأكثر من رأسمالها، وسيجري تقسيمها حسب ثلاثة نطاقات، هي: النطاق الأول: الشركات التي بلغت خسائرها المتراكمة 50 في المائة فأكثر وأقل من 75 في المائة. والنطاق الثاني: الشركات التي بلغت خسائرها المتراكمة 75 في المائة فأكثر وأقل من 100 في المائة. في حين أن النطاق الثالث يتعلق بالشركات التي بلغت خسائرها المتراكمة 100 في المائة فأكثر من رأسمالها».
وأوضحت «تداول» أنه وفقا لتلك الإجراءات فإنه عند إعلان الشركة خسائر متراكمة تبلغ 50 في المائة فأكثر إلى أقل من 75 في المائة من رأسمالها، ستضع السوق المالية السعودية علامة باللون «الأصفر» إلى جانب اسم الشركة في الموقع الإلكتروني للسوق المالية السعودية، هذا وسيجري حذف هذه العلامة في حال تمكّنت الشركة من خفض خسائرها دون 50 في المائة.
وقالت: «أما الشركات التي بلغت خسائرها المتراكمة 75 في المائة فأكثر وأقل من 100 في المائة، وبعد إعلانها ذلك في الموقع الإلكتروني للسوق المالية السعودية، فسيجري تعليق تداول سهم الشركة جلسة تداول واحدة، وإضافة إلى ذلك ستقوم السوق المالية السعودية بوضع علامة باللون البرتقالي إلى جانب اسم الشركة في الموقع الإلكتروني للسوق المالية السعودية، وعند رفع تعليق تداول أسهم الشركة تكون المدة اللازمة لتنفيذ المقاصة لأوامر بيع أسهم الشركة وشرائها يومي عمل».
وأضافت «تداول»: «فيما يخص الشركات المدرجة التي بلغت خسائرها المتراكمة 100 في المائة فأكثر من رأسمالها، وبعد إعلانها ذلك في موقع السوق المالية السعودية، فسيجري وضع علامة باللون الأحمر إلى جانب اسم الشركة في الموقع الإلكتروني للسوق المالية السعودية، وتعليق تداولها في السوق، كما يجوز التعامل في أسهم الشركة خلال فترة تعليق تداول أسهمها من خلال مركز إيداع الأوراق المالية، وذلك وفقا للآلية المعمول بها لدى السوق المالية السعودية».
وفي الإطار ذاته، نجح مؤشر سوق الأسهم السعودية في ختام تعاملاته يوم أمس (الأربعاء) بالإغلاق على اللون الأخضر، جاء ذلك بعد أن ارتفع مؤشر السوق بنحو 58 نقطة، ليغلق بذلك مؤشر السوق العام عند مستويات 9581 نقطة، وسط سيولة نقدية متداولة بلغ حجمها نحو 6.9 مليار ريال (1.8 مليار دولار).