«عشرة عبيد زغار» المسلسل اللبناني الوحيد في موسم رمضان المقبل

«إم تي في» راهنت على نجاحه وبلغت تكلفة إنتاجه للحلقة الواحدة 40 ألف دولار

مسلسل «عشرة عبيد زغار»
TT

أطلقت شركة «مروى غروب» للإنتاج الدرامي مسلسل «عشرة عبيد زغار»، اللبناني الوحيد الذي سيعرض في موسم رمضان المقبل عبر شاشة تلفزيون (إم تي في). هذا المسلسل الذي سبق وشاهده جيل من اللبنانيين في نسخته القديمة في السبعينات، أعاد صياغته الكاتب طوني شيمعون بطريقة مغايرة تماما عن تلك التي كتبته فيها يومها الممثلة لطيفة ملتقى، فجعله أكثر حداثة كما تناول فيه عشر قصص في حكاية واحدة.

جاءت هذه الانطلاقة للعمل ضمن مؤتمر صحافي دعت إليه الشركة المنتجة في فندق (رويال) في منطقة ضبية، حضره لفيف من أهل الإعلام والممثلين أبطال المسلسل، إضافة إلى رئيس مجلس إدارة تلفزيون (إم تي في) ميشال المر ومدير البرامج في المحطة نفسها كريستيان جميّل.

يلعب بطولة المسلسل عدد من نجوم الشاشة الصغيرة وبينهم جورج شلهوب وتقلا شيمعون وريتا حايك وكارلوس عازار ووسام حنا والسينمائي شوقي متى وغيرهم.

أما إخراج المسلسل فوقّعه إيلي حبيب الذي اعتبر هذا العمل علامة فارقة في مسيرته المهنية. وتخلل المناسبة عرض للحلقة الأولى منه، فنالت إعجاب الحضور الذي لفتته التقنية العالية المستخدمة فيه إن بالصوت أو بالصورة، وأيضا حبكة القصة التي شدّته منذ اللحظة الأولى بسبب الغموض الذي ساد أحداثها.

كما لاقت مواقع تصوير المسلسل التي جرت في عدد من المناطق اللبنانية، إعجاب الحاضرين الذين راحوا يتساءلون أثناء عرض الحلقة عن أماكنها بالتحديد وعن أسماء البلدات التي استضافتها. فيما رأت نسبة من الحضور أن بعض المشاهد منه تضمنت مبالغة في حركة بعض الممثلين وأدائهم في ردّات فعلهم تجاه أحداث لم تكن تتطلّبها.

والمعروف أن مسلسل «عشرة عبيد زغار» هو مقتبس عن قصة عالمية (Ten little niggers) للروائية البريطانية أغاثا كريستي التي اشتهرت بمؤلّفاتها البوليسية على مدى نصف قرن.

ويتناول المسلسل وبأسلوب قريب منه إلى الرعب من البوليسي، حكاية عشرة غرباء دعوا لتمضية أيام في قصر على جزيرة نائية. هناك، سيتولى أحدهم تنفيذ حكم الإعدام بهم واحداً تلو الآخر، بحجة ارتكابهم جرائم، لم يعاقبهم عليها القانون. وتبقى الجرائم العشر لغزاً معلّقاً، لا تعرف الشرطة أسبابه. ويقول الكاتب طوني شيمعون في حديث لـ«الشرق الأوسط» بأنه أعاد كتابة الحكاية على طريقته، فنسج أحداثا مغايرة تماما عن تلك التي سبق وشاهدناها في المسلسل بنسخته القديمة على تلفزيون لبنان في حقبة السبعينات. وقال: «ليس هناك من كاتب ليس لديه نقاط ضعف أو قوّة، وعند أغاثا كريستي نتكهّن ونتعرّف سلفا على القاتل من خلال إشارات تعطينا إياها. أما أنا فخرقت القاعدة وابتكرت إيقاعا جديدا في القصة يحمل مفاجأة لا يتوقعها المشاهد». وأضاف: «عند أغاثا كريستي العدالة تفشل بينما أنا أصررت على تحقيق العدالة». وأشار الكاتب بأنه لم يستعر أيا من أدوات المسلسل بنسخته القديمة سوى بمشهد واحد تجري أحداثه على أضواء الشموع. وقال: «أنا عرّبت القصة قلبا وقالبا، فأسماء المدعوين العشرة جعلتها عربية بينما هي في القصة الأصلية بريطانية، كما أنني جسّدت واقعنا العربي في عشر قصص ضمن حكاية واحدة تنقل معاناتنا وتشبهنا إلى حدّ بعيد إن في الحب والخيانة والحرب والعدالة وغيرها».

واعتبر طوني شيمعون أن منتج المسلسل لم يبخل بأي شيء ليقدّمه بأفضل صورة، وبأنه تكبّد تكلفة 40 ألف دولار للحلقة الواحدة من أجل إطلالة ترضي المشاهد وتبهره. أما منتج المسلسل مروان حداد فأكد من جهته أن لكلّ زمن رجاله، ولذلك تختلف حبكة «عشرة عبيد زغار» عن نسخة آل ملتقى القديمة بكل تفاصيلها، إن من حيث الممثلين أو القصة وحتى أسلوب الإخراج. وعن سبب اختياره هذه القصّة بالذات لإنتاجها قال في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «من منّا لم يتأثّر بهذا المسلسل عندما عرض في السبعينات، وأعيد عرضه على تلفزيون لبنان في الثمانينات فتعرّف إليه الجيل الجديد أيضا. فجميعنا نحنّ إلى هذا النوع من أعمال الدراما التي تحمل لنا الكثير من الذكريات عندما كنّا في عمر الشباب، كما أن قصّته مميزة ولا تشبه أيا من قصص المسلسلات التي نشاهدها، واعدا المشاهد بأنه سيتمتّع بمتابعته كونه مليئا بعنصري المفاجأة والتشويق».

من جهته عدّ مخرج المسلسل إيلي حبيب بأن الإيقاع الذي اتبعه في مجريات المسلسل وعلى عكس العمل القديم، ليس بطيئا إذ حاول الاستعانة بأسلوب أميركي أكثر من حيث الأكشن، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «لا مجال للمقارنة بين المسلسل الحالي والنسخة القديمة منه، فهذا الأخير كان مصبوغا بالأداء المسرحي لا سيما وأن أبطاله في ذلك الزمن هم من رائدي المسرح اللبناني كأنطوان ولطيفة ملتقى وكميل سلامة وغيرهم، ويمكن وصفة بالـ«تريلر» في لغتنا الدرامية، بحيث فيه الرعب والأكشن وكل ما يلزم من عناصر التشويق والإثارة». وأكد أن العمل ليس ذا طابع بوليسي بالتحديد وأنه حاول في عملية الإخراج إعطاء كل مشهد حقّه، حتى إنه استخدم في بعض الأحيان حركة الكاميرا المفاجئة، وأنه سعيد لقيامه بهذا العمل، الذي يعدّ فريدا من نوعه إذ يبقى «عشرة عبيد زغار» العمل الدرامي الوحيد منذ 40 عاما حتى اليوم الذي يعالج قصة رعب وإثارة بوليسية، وبأنه دون شك شكّل له علامة فارقة في مسيرته المهنية.

وعمّا إذا كان عرض هذا المسلسل يشكّل مجازفة لا تحسد عليها قناة (إم تي في) في موسم رمضان، بحيث قد تضيع أهميته وسط الكمّ الهائل من أعمال الدراما الحاضرة فيه، ردّ مدير البرامج في المحطة المذكورة كريستيان الجميّل في دردشة مع «الشرق الأوسط» قائلا: «على عكس ما يعتقده البعض فنحن كإدارة (إم تي في) أصررنا على عرض عمل درامي لبناني الهوية، كون هناك شريحة لا يستهان بها من مشاهدينا تحبّ هذا النوع من الأعمال وتفضّله عن غيره من ناحية، وكوننا أخذنا على عاتقنا في أكثر من مرة مساندة الدراما اللبنانية ودعمها بكلّ ما نملك من قدرات من أجل تفعيلها».

يذكر أن شارة المسلسل المغناة بقيت هي نفسها من حيث اللحن الذي أعاد توزيعه زياد أحمدية وأدّاها كارلوس عازار.