استجابة شعبية واسعة لدعم مبادرة السيسي حول إنقاذ الاقتصاد الوطني

البنك المركزي فتح حسابا للتبرعات.. ورجال الأعمال يتسابقون للمشاركة

TT

لقيت المبادرة الشخصية لدعم الاقتصاد المصري التي أعلن عنها الرئيس عبد الفتاح السيسي ردود فعل قوية في أوساط الشعب المصري، خصوصا بين رجال الأعمال الذين سارع الكثير منهم بالإعلان عن دعمهم للمبادرة والتبرع بنسب من أموالهم وممتلكاتهم لصالح دعم الاقتصاد المصري، سعيا للخروج من النفق المعتم. كما قرر عدد منهم بناء جامعات ومدارس ومستشفيات ومساكن، للتخفيف من الأعباء المادية الملقاة على كاهل الحكومة.

ودعا الرئيس السيسي صباح الثلاثاء الماضي خلال كلمته بحفل بالكلية الحربية، رجال الأعمال والمواطنين بالتبرع لصالح مصر من أجل إصلاح الاقتصاد وإيجاد حل لأزمة عجز الموازنة، والتي بدأها بنفسه معلنا عن تبرعه بنصف راتبه شهريا ونصف ممتلكاته لصالح دعم الخزانة العامة للدولة.

وفتح البنك المركزي المصري حسابا بنكيا ليشكل الوعاء الذي سيجري تلقي تبرعات أبناء الشعب المصري لدعم الاقتصاد الوطني من خلاله. فيما ثمنت دار الإفتاء المصرية دعوة الرئيس السيسي، وقال مدير إدارة الفتوى المكتوبة بالدار، الشيخ محمد وسام، إن «سلوكيات الرئيس السيسي ومبادرته بالتبرع بنصف ثروته وراتبه للدولة تذكر المصريين بأفعال الصحابة». مضيفا خلال مداخلة فضائية أن «هذا الأدب الرفيع الذي بدأ من القائد ثم جماهير الشعب المصري، هو الذي سيعمل على بناء مصر ونهضتها».

وكان رجل الأعمال الدكتور السيد البدوي رئيس حزب الوفد، أول المستجيبين لمبادرة السيسي، حيث أعلن عقب إعلانها عن تبرعه بنصف دخله السنوي لصالح مصر. وأعلن محمد الأمين، رئيس قنوات «CBC» الفضائية الخاصة، عضو صندوق دعم مصر، تبرعه بنصف أملاكه في جميع الشركات لصالح مصر. وأكد الأمين خلال مداخلة بأحد البرامج الفضائية أن «مبادرة الرئيس السيسي رسالة لكل رجال الأعمال ولكل المصريين»، مناشدا الجميع بالاستجابة لها على الفور.

كما أكد رجل الأعمال منصور عامر، رئيس مجلس إدارة شركة «عامر غروب»، أنه استجاب لمبادرة السيسي لدعم الاقتصاد المصري، وقرر بناء «جامعة القاهرة الجديدة»، وأوضح أنها ستكون بنفس مساحة جامعة القاهرة بالجيزة، وسينتهي بناؤها عام 2015. وأعلن أحمد أبو هشيمة، رجل الأعمال، تبرعه بمبلغ خمسة ملايين جنيه (نحو 715 ألف دولار)، استجابة للمبادرة.

ورحب عدد من رجال الأعمال بالإسكندرية، بمبادرة السيسي، مشيرين إلى مساهمتهم في دعم الاقتصاد الوطني، من خلال حساب البنك المركزي، فيما أكد آخرون تلبيتهم لدعوة السيسي، لبناء المدارس والمستشفيات، ودعم مشاريع صغيرة للشباب. وقال رجل الأعمال السكندري محمد رشاد عثمان، إنه «سيدعم فكرة الرئيس من أجل الوطن فقط لا غير، دون أي مصالح شخصية، وذلك من خلال جمع التبرعات من رجال الأعمال المنتمين للصعيد والموجودين بعدد من المناطق غربي الإسكندرية». وأشار عثمان إلى أنه سيجرى بناء مدارس للفقراء وتطوير الوحدات الصحية بالأحياء الفقيرة في المحافظة، فضلا عن المساهمة في إعانة الشباب الفقير، وإعداد مشروعات للشباب من خلال منحهم قروضا ميسرة.

كما رحب محمد فرج عامر، رئيس جمعية المستثمرين ببرج العرب، رئيس نادي سموحة، بالفكرة قائلا إنه «سيساهم بجزء من أمواله في الحساب الذي جرى افتتاحه، للخروج من الوضع الاقتصادي الصعب، كما سيقوم بدراسة الأمر مع باقي رجال الأعمال بالجمعية في كيفية مساندة الدولة». وقرر رجل الأعمال هشام النشرتي، التبرع بألف ليلة فندقية بفندقه الخاص بجنيف لتكون مخصصة لإقامة البعثات الرسمية المصرية للتخفيف على خزانة الدولة. وأضاف النشرتي خلال مداخلة هاتفية بأحد البرامج الفضائية، أن «مبادرة الرئيس السيسي للتبرع بنصف ثروته وراتبه هزت مشاعر المصريين جميعا».

فيما قال رجل الأعمال المهندس صلاح دياب، إن «مبادرة الرئيس، والتي أعلن من خلالها تبرعه بنصف مرتبه ونصف ثروته، تؤكد قيامه بتضحية كبيرة للوطن يجب أن يحتذيها الجميع». وطالب دياب رجال الأعمال بالتضحية لأجل مصلحة بلدهم وبذل المزيد من الجهد وإقامة المشروعات الاستثمارية للقضاء على البطالة. مستطردا: «الرئيس السيسي ترك الأمر لرجال الأعمال.. كل يتصرف حسب ضميره».

وعلى المستوى الحزبي، رحب ناجي الشهابي، رئيس حزب الجيل، المنسق العام للتيار المدني الاجتماعي، بمبادرة الرئيس السيسي. ووصف الشهابي في تصريحات صحافية تصرف الرئيس بـ«المسؤول»، قائلا إنه «يرتفع به ليكون قدوة لكل المصريين». وطالب الوزراء وكبار رجال الدولة بحذو الرئيس في تصرفه والتنازل عن نصف دخولهم التي يتقاضونها نظير أدائهم لوظائفهم. وشدد الشهابي على أهمية مصارحة الشعب بحقائق الأمور وضعف قدرة الاقتصاد على تلبية أي مطالب فئوية ترهق الخزانة المصرية، «ولا يعلم أصحابها الأزمة الشديدة التي نعانيها، وأنهم برفعها يحققون مخطط الأعداء».

وقال المهندس أحمد شمس، الأمين العام المساعد لحزب الأحرار الدستوريين، المستشار السياسي للكتلة السكندرية، إن «أعضاء الحزب وأعضاء الكتلة السكندرية قد جرى التوافق فيما بينهم على فتح حساب بنكي، كي يتبرع كل عضو براتب شهر من أجل مصر، أسوة بمبادرة الرئيس السيسي». كما أعلن عباس حزين، سكرتير عام حزب الوفد بمحافظة الأقصر بصعيد مصر، أنه «سوف يتبرع بنصف مدخراته المالية لمدة خمس سنوات استجابة للمبادرة التي أطلقها الرئيس السيسي وأسوة بقرار رئيس حزب الوفد». وبادر الكثير من المحافظين إلى دعم المبادرة، منهم محافظ السويس اللواء العربي السروي، الذي أعلن عن التبرع بنصف راتبه لدعم الاقتصاد. كما أعلن اللواء خالد فوده، محافظ جنوب سيناء، تبرعه براتبه كاملا لدعم المبادرة.

وعلى الجانب الإعلامي، قرر عدد كبير من الإعلاميين دعم المبادرة والتبرع بنصف راتبهم لدعم اقتصاد الدولة. واستجاب مواطنون بسطاء للمبادرة، فأعلن مواطن بالإسماعيلية عن تبرعه بخمسة آلاف جنيه، كما أعلن مواطن عن تبرعه بمنزله وشقة كان مخصصها لزواج نجله، استجابة لمبادرة الرئيس السيسي، وأعلن عمال وموظفون حكوميون، ومهنيون التبرع بجزء من راتبهم ودخلهم لدعم المبادرة.