واشنطن مهتمة بإعادة تشكيل قوات «الصحوة» في العراق

تبحث عن محفزات للحيلولة دون تضخم أعداد مقاتلي «داعش»

TT

تتجه أنظار الإدارة الأميركية حاليا نحو قوات «الصحوة» السنية التي قاتلت إلى جانب القوات الأميركية تنظيم القاعدة، بهدف إعادة تشكيلها وتدعيمها لمواجهة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» الذي اجتاح معظم المنطقتين الشمالية والغربية من العراق.

يذكر أن هذه الميليشيا السنية كانت قد تحملت مخاطر استثنائية إلى جانب القوات الأميركية في قتالها ضد تنظيم القاعدة، لكنها همشت من قبل الحكومة العراقية ونالها الحرمان من الدعم السياسي والأموال التي كانت ضرورية لبقائها قوة أمنية فاعلة.

ونقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن مسؤولين أميركيين قولهم إنهم يأملون تحرك السنة مرة أخرى في اتجاه الكفاح ضد التمرد الجديد. وبينما يعتقد أن قرابة 3000 مقاتل من قوات «داعش» الأساسية، وكثير منهم من جنسيات أجنبية، موجدون حاليا في العراق، يخشى مسؤولون من أن يستدرج التنظيم ضعف هذا العدد السنة العراقيين، ومن ثم دفع البلاد إلى هاوية الحرب الأهلية الشاملة.

وحسب التقرير، دفع هذا السيناريو البيت الأبيض ووزارة الخارجية ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية إلى البحث عن محفزات من أجل إبقاء أكبر عدد ممكن من السنة الساخطين بعيدا عن القتال.

يبدو أنه من الخطورة بمكان الانتماء إلى مجالس الصحوة. ويقول «أبو أحمد»، وهو أحد أفراد هذه الميليشيا، إنه بدأ يستقبل رسائل نصية على هاتفه من جماعات عراقية مسلحة منذ أكثر من أربعة أشهر تحذره من البقاء ضمن «الصحوة». وقال إنه أبلغ القوات الأمنية تلك التهديدات، غير أن بلاغه لم يلق اهتماما من أحد. وأضاف أبو أحمد، وهو والد لخمسة أطفال في المقدادية، وهي بلدة سنية صغيرة خارج بغداد: «أخبرني المسؤولون الأمنيون بأن سلامة عائلتي هي مسؤوليتي الشخصية، وليست مسؤوليتهم» وأضاف: «يبدو أن (الصحوة) صارت مكروهة من الحكومة والمتشددين».

وتدرك إدارة الرئيس باراك أوباما أنه يتعذر إعادة تكوين حركة الصحوة الأمنية الأصلية، التي كانت تتلقى الدعم والتعزيز من القوات الأميركية في المناطق ذات الأغلبية السنية بغرب العراق وشماله. وليس لدى إدارة الرئيس أوباما خطط فورية حيال تسليح أو تمويل الميليشيات الأمنية السنية، وهناك عدد غير كبير من الموظفين الأميركيين حاليا في العراق ولا يمكنهم محاولة إعادة إنشاء القوة المشتركة الأصلية. كما أن الولايات المتحدة ترغب في التأكد من توجهات العشائر قبل توفير أي أموال أو أسلحة إليهم، حتى من جانب دول أخرى، للتأكد من أن تلك المساعدات لا يجري تمريرها إلى قوات «داعش» أو غيرها من الجماعات المتطرفة.

وقال مسؤول أميركي، تحدث شريطة عدم ذكر اسمه، قائلا: «إننا نسمع من زعماء السنة من جميع التوجهات أنهم يرغبون فعلا في القيام بشيء حيال «داعش». وإنهم يدرسون الخيارات المتاحة لتنفيذ ذلك». وأضاف أن الكثير من العشائر السنية ترغب أولا في إطاحة رئيس الوزراء نوري المالكي.

ويعتقد مسؤولون أميركيون أن عددا كبيرا من مقاتلي العشائر السنية يقاتلون حاليا إلى جانب «داعش»، بما في ذلك مجالس الصحوة السابقة وما يقرب من ألف من البعثيين، وغيرهم من الموالين للرئيس السابق صدام حسين. لكن، هناك أعداد كبيرة من مقاتلي السنة لم ينضموا بعد إلى قوات «داعش»، غير أنهم قد يفعلون ذلك إذا بدأت الميليشيا الشيعية المدعومة من إيران لعب دور محوري في القتال.