بغداديون حائرون أمام مكاتب السفر.. وحجوزات التذاكر في يد مضاربين يسعون للربح

هربا من تفاقم الأوضاع الأمنية وارتفاع درجات الحرارة

عراقيون يصعدون إلى طائرة تابعة للخطوط الجوية العراقية في طريقهم إلى إقليم كردستان («الشرق الأوسط»)
TT

لم تجد عائلة أبو محمد وهي تسكن منطقة حي الجهاد التي تقع بمحاذاة شارع مطار بغداد (غرب العاصمة)، مفرا من الانصياع لنصائح ملحة من أقرباء لهم يعيشون في الخارج بأهمية الإسراع بالرحيل من بغداد خشية تطورات لا تحمد عقباها، خاصة مع تزايد تهديدات مسلحي «داعش» وتوتر الأوضاع الأمنية في مدن شمال وغرب العراق منذ أكثر من عشرين يوما.

وكان على رب العائلة المعلم أبو محمد (56 عاما) مهمة صعبة للحصول على تذاكر سفر بموعد قريب من أحد المكاتب التابعة لشركة الخطوط الجوية العراقية بسبب الزحام الكبير ورغبة الكثيرين السفر إلى أهلهم أو الخروج مؤقتا من بغداد ريثما تهدأ الأوضاع، إضافة للرحلات السياحية في موسم الصيف، الأمر الذي ضاعف بشكل كبير من أسعار تلك التذاكر على يد مضاربين يسعون للربح، إذ ارتفع سعر تذكرة الطيران من بغداد إلى أربيل إلى 500 دولار بعد أن كان سعرها الحقيقي 240 ألف دينار ذهابا وإيابا بسبب الزخم الحالي. كما أن أقرب وقت موعد للسفر هو عشرون يوما، الأمر الذي فاقم من ظاهرة بيع تذاكر السفر خارج المكاتب الرسمية.

شركة الخطوط الجوية الجوية، أقرت بوجود أشخاص يعملون على بيع التذاكر للحجز المسبق للمواطنين مقابل أسعار مرتفعة. ولكنها أكدت اتخاذها عددا من الإجراءات لردع هذه الظاهرة وتشكيل لجان رقابية وحصر الحجز عن طريق وكلاء في إقليم كردستان لتكون حصريا في العاصمة بغداد، وقد خصصت أكثر من خمس طائرات يوميا إلى أربيل لاستيعاب الزخم عليها.

يقول أبو محمد في رحلته للبحث عن تذاكر السفر: «أفضل أن أدفع فارق السعر لأن السفر البري مخاطرة حقيقية خاصة ومعي أكثر من خمسة من أفراد عائلتي».

وبشكل يشابه عمل مكاتب السفر إلى الإقليم، تشهد مكاتب السفر إلى العاصمة الأردنية عمان وإسطنبول وبيروت حجوزات مكثفة، الأمر الذي دعا إلى استقدام طائرات كبيرة لتلبية جميع الحجوزات.

يقول (حيدر. م) مدير شركة النورس للسياحة والسفر في منطقة الصالحية في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «لا أستطيع زيادة أسعار تذاكر السفر للرحلات الداخلية، لأنها محددة كما أن لي زبائن لا أريد خسارتهم، لكن هناك بعض السماسرة الذين يتاجرون بالتذاكر».

وأضاف: «الزحام الذي تشهده معظم مكاتب السفر في بغداد هذه الفترة، هو ذاته كل عام بسبب العطلة الصيفية وارتفاع درجات الحرارة ورغبة الكثيرين العطل والأعياد في إقليم كردستنان لاعتدال أجوائه».

وذكر حيدر أن بعض المواطنين وبسبب تأخر وقت الحجز إلى أربيل بموعد بعيد اضطروا إلى الرحلات الإضافية، أي حجز تذكرة على متن الطائرة الذاهبة من بغداد إلى دبي ومن ثم إلى أربيل، وبلغت تكلفتها 12 ألف دولار.

المدير العام لشركة الخطوط الجوية العراقية سعد مهدي الخفاجي، قال في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «إن مطار بغداد ما زال يشهد إقبالا ملحوظا من قبل المواطنين الراغبين بالسفر إلى محافظات إقليم كردستان ودول إقليمية، مما أدى إلى حصول زخم وطوابير طويلة وحركة غير طبيعية من المراجعين على مكاتب الحجز التابعة للشركة في بغداد، إضافة إلى زخم في صالات المطار التي تجري فيها عمليات تأهيل وصيانة، الأمر الذي ضاعف من ارتباك إجراءات السفر». وأضاف: «إن الموسم الصيفي يشهد رحلات سياحية كل عام مع بدء العطلة ورغبة العوائل في الراحة، إضافة إلى القلق من الأوضاع الأمنية السائدة في البلاد».