وزير الداخلية المغربي يدعو إلى التصدي لأي مس بنزاهة الانتخابات

طالب رجال السلطة بالتحلي باليقظة والتتبع المستمر لمختلف أطوارها

TT

دعا محمد حصاد، وزير الداخلية المغربي، رجال السلطة إلى التصدي بحزم لأي محاولة للمس بنزاهة الاستحقاقات الانتخابية التي ستعرفها البلاد العام المقبل.

وتأتي تصريحات حصاد بعد أيام قليلة من تصريحات مماثلة، صدرت عن عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة، حذر فيها رجال السلطة من التدخل في الانتخابات لفائدة أي طرف سياسي.

وأوضح حصاد، خلال حفل تخرج فوج جديد من رجال السلطة، أقيم مساء أول من أمس، في المعهد الملكي للإدارة الترابية بالقنيطرة (شمال الرباط)، أن المغرب مقبل على تنظيم استحقاقات انتخابية مهمة سنة 2015، تتعلق على التوالي بانتخابات ممثلي المأجورين (العمال)، والانتخابات الجماعية (البلدية) والجهوية، وانتخابات الغرف المهنية، وكذا انتخابات مجالس العمالات والأقاليم (المحافظات)، إضافة إلى انتخاب مجلس المستشارين (الغرفة الثانية في البرلمان)، مشيرا إلى أن الآثار المنتظرة عن هذا المسلسل ستشكل أهمية بالغة في استكمال لبنات البناء الديمقراطي في البلاد، وتجسيد خيار الجهوية الموسعة (الحكم اللامركزي). وأضاف أن تصدر القضايا الانتخابية، في المرحلة الراهنة، لاهتمامات كل الفاعلين وللرأي العام، يستلزم من رجل السلطة التحلي بالحزم والفعالية المطلوبين لتوفير شروط النجاح اللازمة لهذه الاستحقاقات.

ودعا الوزير المغربي رجال السلطة إلى التحلي باليقظة والتتبع المستمر لمختلف أطوار العمليات الانتخابية، قصد التصدي في حينه لجميع المحاولات الرامية إلى المساس بسلامتها، مستنيرين في ذلك بتعليمات الملك محمد السادس التي وجهها إلى السلطات العمومية، بهدف تحمل مسؤولياتها في السهر على سلامة الاقتراع من خلال التقيد الصارم بتوفير شروط المنافسة الانتخابية الحرة، والالتزام بالمساواة بين مختلف الأحزاب السياسية وبالحياد الإيجابي، والتصدي الحازم لكل الخروقات.

وذكر حصاد بالدور المهم لوزارة الداخلية في المساهمة، بمعية الفرقاء السياسيين، في توطيد دعائم دولة الحق والمؤسسات، مؤكدا أن هذا الدور يجب أن يبقى محكوما بالمقتضيات القانونية والتنظيمية المؤطرة لمجال صلاحياتها، وأن يظل هاجسها في ذلك تحقيق المصلحة العامة، بعيدا عن الحسابات السياسية. وأشار إلى أن القطع النهائي مع كل التصرفات المسيئة لنبل وظيفة السلطة، والتي لا تنسجم مع المفهوم الملكي الذي أقره الملك محمد السادس لوظيفتها، هو الذي يؤطر الاستعدادات الجارية للانتخابات المقبلة، وتهيئة المحيط الملائم لإجرائها في أحسن الظروف.

ويضم الفوج الـ49 للسلك العادي لرجال السلطة 122 خريجا، ضمنهم 15 امرأة. وذكر وزير الداخلية الخريجات والخريجين كافة بالمهام التي تنتظرهم، ودعاهم إلى التحلي بروح المسؤولية والإيثار لخدمة الصالح العام، والتزام المسؤولية والحياد الإيجابي، والاحترام الصارم للقانون، وأن يضعوا نصب أعينهم التوجيهات الملكية، التي تحث الجميع على المساهمة في بناء مغرب ديمقراطي حداثي.

كما ذكر حصاد بالثوابت الرئيسة لممارسة مهام السلطة، موضحا أنه لا يمكن لرجل السلطة أن ينهض بدوره إلا من خلال الاحتكاك المباشر والملامسة الميدانية لمشاكل المواطنين، وتوفير المناخ المناسب للتنمية الترابية، اعتبارا لمسؤوليته كممثل للدولة، ولواجبه في دعم ومصاحبة الهيئات اللامركزية. كما دعا الخريجات والخريجين إلى دعم وتتبع مختلف الأوراش الاجتماعية، مثل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ونظام المساعدة الطبية «راميد». ودعا المسؤول المغربي في هذا الصدد إلى إصلاح إجراءات وقواعد تنظيم مباراة الولوج للسلك العادي لرجال السلطة، ومنظومة التكوين بالمعهد الملكي للإدارة الترابية، حتى تتماشى مع المستجدات التي يتطلبها تدبير الشأن المحلي.