إحباط تفجيرات جديدة في مصر.. و«الداخلية» تستنفر لحفظ الأمن العام

تأجيل محاكمة مرسي في «أحداث الاتحادية».. وأنصاره يحيون ذكرى عزله

TT

شدد وزير الداخلية المصري اللواء محمد إبراهيم على رجال وضباط الشرطة أمس، بضرورة اليقظة الكاملة لضبط كل ما من شأنه الإخلال بالأمن العام. في حين قالت مصادر عسكرية وأمنية، إن «السلطات أحبطت محاولتين إرهابيتين لاستهداف آليات أمنية بمنطقة شرق العريش ورفح بسيناء، كما جرى التحفظ على سيارة كانت معدة للتفجير في محافظة الشرقية (شمال شرقي العاصمة)».

في غضون ذلك، أجلت محكمة جنايات القاهرة أمس، محاكمة الرئيس الأسبق محمد مرسي و14 متهما آخرين من قيادات وأعضاء تنظيم الإخوان المسلمين في قضية اتهامهم بقتل المتظاهرين المعروفة إعلاميا باسم «أحداث قصر الاتحادية»، إلى جلسة 15 يوليو (تموز) المقبل، ودعا «التحالف الوطني لدعم الشرعية» المؤيد لمرسي، أنصاره إلى المشاركة في فعاليات ينظمها بدءا من اليوم (الجمعة)، إحياء للذكرى الأولى لعزل مرسي في 3 يوليو الماضي.

ويحاكم مرسي وعدد من قيادات «الإخوان»؛ أبرزهم عصام العريان ومحمد البلتاجي، بتهمة التحريض على قتل المتظاهرين السلميين أمام قصر الاتحادية الرئاسي في 5 ديسمبر (كانون الأول) 2012، على خلفية المظاهرات التي اندلعت رفضا للإعلان الدستوري الذي أصدره مرسي في نوفمبر (تشرين الثاني) 2012، المتضمن تحصينا لقراراته من الطعن عليها قضائيا.

وحضر مرسي، المحبوس على ذمة ثلاث قضايا أخرى تتعلق باقتحام السجون إبان ثورة «25 يناير» (كانون الثاني) 2011، والتخابر، وإهانة السلطة القضائية، جلسة المحاكمة التي عقدت بمقر أكاديمية الشرطة (شرق القاهرة) أمس. ويقضي مرسي فترة السجن الاحتياطي في القضايا المتهم فيها بمنطقة سجون برج العرب بالإسكندرية. وحضر العريان إلى المحكمة بسيارة إسعاف، مستلقيا على سرير طبي داخل قفص الاتهام، فيما طلب دفاعه إعفاءه من حضور الجلسات نظرًا لظروفه الصحية السيئة.

من جانبه، قدم ممثل النيابة العامة حافظة مستندات خاصة بالاستعلام عن التليفونات الخاصة بالمتهمين أحمد عبد العاطي والبلتاجي، والمكالمات الصادرة والواردة إليهما أيام 4 و5 و6 ديسمبر (كانون أول) عام 2012. وقال ممثل النيابة إن المتهم عبد العاطي وقت القبض عليه مع الرئيس الأسبق، كانت بحوزته ثلاثة هواتف جوالة، بخلاف الهاتف المستعلم عنه، إضافة إلى تقديمه حافظة مستندات حوت دفتر مؤسسة الرئاسة عن الأيام نفسها. ووافقت المحكمة على طلب مرسي بالتحدث إلى المحكمة، قائلا إن عبد العاطي كان معه بمكتبه وقت القبض عليه، و«لم يكن معه سوى هاتفه فقط، ولم يكن معه ثلاثة هواتف محمولة كما قالت النيابة العامة».

في سياق آخر، قضت دائرة الإرهاب بمحكمة جنايات المنصورة أمس، على طالب بجامعة المنصورة، بالسجن المشدد خمس سنوات في أحداث شغب وقعت بالجامعة في 29 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وكانت المحكمة حكمت على المتهم بالسجن المؤبد غيابيا لاتهامه بحرق مقر الأمن الإداري بالجامعة، واحتجاز العاملين به والتلويح باستخدام القوة، وحيازة أسلحة بيضاء، وترويع الطلاب، وبعد الحكم عليه سلم الطالب نفسه لإعادة محاكمته، واستجابت المحكمة لطلبه بالإفراج عنه لأداء الامتحان، إلا أنه لم يحضر جلسة أمس، فقضت المحكمة بسجنه خمس سنوات، بينما حكمت الشهر الماضي على طلاب آخرين في القضية نفسها بالسجن ثلاث سنوات.

من جانبه، دعا التحالف الوطني (وهو تحالف مؤيد لمرسي)، أنصار الرئيس المعزول للتظاهر خلال الأسبوع المقبل بدءا من اليوم (الجمعة) تحت شعار: «سنحيا كرامًا»، في ذكرى عزل الرئيس الأسبق. يذكر أن «سنحيا كرامًا» هو شعار انتخابي ظهر في 2012 لحملة المرشح المستبعد من الانتخابات وقتها، الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل، أحد أبرز القيادات الإسلامية، والمحبوس حاليًا على ذمة عدد من القضايا الجنائية.

وقام وزير الداخلية المصري بجولة مفاجئة أمس في عدد من محطات مترو أنفاق القاهرة، لطمأنة المواطنين عقب أحداث التفجيرات التي شهدتها بعض المحطات أخيرا. وشدد الوزير على ضرورة اليقظة العامة وتوسيع دائرة الاشتباه وفحص كل مشتبه فيه حرصا على حياة المواطنين، والأمن العام المصري.

وأصيب ستة أشخاص في خمسة انفجارات استهدفت أربع محطات لمترو أنفاق «شبرا الخيمة وكوبري القبة وغمرة وعزبة النخل» أول من أمس. وتمكنت الأجهزة الأمنية بمحافظة القليوبية (القريبة من القاهرة) أمس، من ضبط اثنين من المتهمين في حادث تفجير محطة مترو شبرا الخيمة، بعد أن أدلى المتهم الذي جرى التحفظ عليه بأسماء المشاركين معه، وهما من أعضاء جماعة «الإخوان»؛ حسب المصادر الأمنية. واعترف المتهم أنه كان ينوي وضع القنبلة داخل إحدى عربات المترو لتنفجر وسط الركاب وتحدث حالة من الذعر، وقال إنه «قام بضبط القنبلة، بمساعدة زميليه، وحملها داخل حقيبة منتظرا وصول القطار؛ لكنه فوجئ بانفجارها فيه قبل وصول القطار». وتشكل أعمال العنف والقتل التي تشهدها البلاد منذ عزل مرسي المنتمي لجماعة «الإخوان»، تهديدا لاستحقاق خارطة الطريق التي وضعها الجيش بمشاركة قوى سياسية ودينية. وتتهم السلطات المصرية «الإخوان»، المصنفة رسميا وقضائيا جماعة إرهابية، بالوقوف وراء كل أعمال العنف.

وأحبطت قوات الأمن بشمال سيناء أمس، محاولتين إرهابيتين لاستهداف آليات أمنية بمنطقتي شرق العريش ورفح، وقالت مصادر عسكرية، إن «مجهولين زرعوا عبوة ناسفة على الطريق الدولي العريش - الشيخ زويد، وعبوة أخرى بشارع رئيس وسط رفح»، مشيرة إلى أنه جرى التعامل معهما وإبطال مفعولهما قبل أن يتمكن الإرهابيون من تفجيرهما عن بعد.

في السياق ذاته، أكدت مصادر أمنية بمحافظة الشرقية أمس، أنه «جرى التحفظ على سيارة كانت معدة للتفجير». وقالت المصادر إنه «جرى العثور على السيارة قبل استخدامها في إحدى العمليات التفجيرية».