واشنطن: نصف مليار دولار لتسليح المعارضة السورية المعتدلة

توافق في اجتماع باريس على الحاجة لحكومة عراقية جامعة

الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي يتحدث خلال لقائه مع نظرائه الأميركي جون كيري و الأردني ناصر جودة والإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد وعدد من الدبلوماسيين في مقر إقامة السفير الأميركي بباريس أمس (أ.ب)
TT

أعلن البيت الأبيض مساء أمس عن عزمه تخصيص 500 مليون دولار لتدريب وتسليح «عناصر من المعارضة السورية المسلحة المعتدلة». وجاء هذا الإعلان عشية وصول وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى السعودية, حيث كان من المرتقب أن يلتقي رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا. وأفادت الناطقة باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض كيتلين هايدن, أنه «ضمن صندوق شراكة مكافحة الإرهاب، نسعى إلى الحصول على 1.5 مليار دولار لمبادرة استقرار إقليمية بالشراكة مع دول جوار سوريا»، في إشارة إلى الأردن ولبنان وتركيا والعراق. وأضافت «بشكل أخص، نحن نسعى إلى 500 مليون دولار لتدريب وتسليح عناصر موثوقة من المعارضة السورية المعتدلة المسلحة»، موضحة أن التمويل، الذي يحتاج إلى موافقة الكونغرس على تعديل الميزانية العسكرية الأميركية، «سيساعد الشعب السوري ويحقق الاستقرار في المناطق التي تخضع لسيطرة المعارضة، ويسهل تزويدها بالخدمات الأساسية، ومواجهة التهديدات الإرهابية، ويدفع بظروف تساعد على دعم تسوية مبنية على التفاوض».

ويأتي الإعلان بعد ساعات قليلة من لقاء كيري، أمس، بوزراء خارجية كل من السعودية والإمارات العربية المتحدة والأردن، في باريس. وتمثل باريس المحطة السادسة في جولة كيري الموسعة بعد عمان والقاهرة وبغداد وأربيل وبروكسل، قبل توجهه إلى الرياض لإجراء محادثات مع القيادة السعودية.

ولخصت مصادر دبلوماسية غربية لـ«الشرق الأوسط» محادثات كيري، التي شملت أيضاً رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سعد الحريري، بالقول إن واشنطن «تعي خطر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، وبصدد تقديم المساعدة العسكرية اللازمة للحكومة العراقية لوقف تقدم تنظيم (داعش) باتجاه بغداد، واستعادة السيطرة على المناطق التي احتلها، وإن لهذه المساعدة ثمنا هو انتهاج سياسة جديدة عادلة تضم مختلف مكونات الشعب العراقي». وبحسب هذه المصادر، فإن ترجمة ذلك تعني «تشكيلا سريعا لحكومة وحدة وطنية». أما لقاء كيري مع الحريري، فركز على الفراغ الرئاسي في لبنان، وعلى الوضع الأمني, إذ تتلاحق التفجيرات الانتحارية الإرهابية، وتنتقل من العاصمة اللبنانية إلى المناطق. بيد أن المصادر الغربية أبدت تشاؤمها من احتمال إيجاد مخرج سريع للعقدة الرئاسية في لبنان، التي تدور حتى الآن في حلقة مفرغة، حيث إن المواقف تراوح مكانها، والعقبات التي حالت حتى الآن دون انتخاب رئيس جديد لم تجد من يستطيع تفكيكها.