أفلام جديدة حول أصل الصراعات ونهاية الأرض كما نعرفها

من المستقبل إلى التاريخ

مارك وولبرغ في «ترانسفورمرز: عصر الإبادة»
TT

نيكولاس كايج لا يزال غاضبا في «توكاريف» الذي عُرض تجاريا في أكثر من دولة حول العالم (بينها الكويت والإمارات)، لكنه لم يعرض تجاريا بعد في الولايات المتحدة. بعد تغيير اسمه إلى «ثورة غضب» (Rage) سيطرح في شهر يوليو (تموز) ضمن أفلام الشهر الجديدة. لكن كل غضب بطله كايج الذي يتصدّى هنا لمافيا روسية ليكتشف في النهاية أنه وضع نفسه في فوهة المدفع بلا سبب، لن ينجح في استقطاب المشاهدين على النحو المأمول.

أولا لأن كايج عوّد جمهوره على تلك البطولات الفردية التي تمر كزوبعة ولا تترك أثرا على الأرض، وثانيا لأن العالم بأسره مهدد من قبل أعداء أكثر شراسة من المافيا الروسية. مستقبله تحت الخطر وحضارته تتبدد أمام العين المجرّدة. المستقبل داكن بالتأكيد. إنه مهدد من قبل القردة الضخمة التي تريد أن تستعيد مكانتها في «فجر كوكب القردة»، ومهدد من قبل وحوش الفضاء الميكانيكية في «ترانسفورمرز: عصر الإبادة» (الذي ينطلق هذا اليوم ممتدا إلى الشهر المقبل). وهو عالم مهدد بالتغيير البيولوجي في «أنا أصول» (I Origins).. فقط انتظر لترى.

* لا يمكن قهرها

* «أنا أصول» يعد، على الأقل، بأن يكون مختلفا عن باقي الأفلام المذكورة. التهديد ناتج عن اقتناع العالِم مايكل بِت (شقيق براد الذي تتاح له هنا الفرصة الأفضل للتبلور نجما بدوره) بأنه لا يستطيع تصديق أي شيء لا تراه عيناه. فجأة هو أمام معضلة تثبت أنه كان على خطأ بعدما وقع في حب فتاة أميركية اسمها كارِن (برت مارلينغ) التي لديها عينان فريدتان. يقول لها «كل عينان في هذا العالم منفردتا الوجود مثل البصمة»، لكنه سيكتشف أن هناك في الهند من تملك ذات العينين.

مايك كاهيل يقف وراء هذا الفيلم مخرجا، وهو الذي سبق ناسا في اكتشاف وجود كوكب يحمل كل عناصر كوكب الأرض في «أرض أخرى» سنة 1911. تستطيع أن تقول إن هذا الفيلم الغرائبي يختلف في أنه يحمل قلبا بين ضلوعه. هذا لا يمكن قوله عن فيلم مايكل باي الجديد «ترانسفورمرز: عصر الإبادة» المستمد من فكرة وجود مؤامرة داخلية - كونية على العالم، ولو أن الأحداث لا تزال تقع، أساسا، في الولايات المتحدة الأميركية.

المذهل هنا، وفي بعض الأفلام المشابهة، هو أن صانعيه (المخرج والاستوديو وفناني المؤثرات) يوغلون في تقديم مخلوقات لا يمكن بأي حال قهرها من قِبل البشر (في هذا الفيلم تتكوّن من ملايين النثرات بثانية واحدة أو أقل لتصبح وحشا عملاقا يجيد الإنجليزية) ورغم ذلك لا ينتهي الفيلم إلا بعد معركة طاحنة ينتصر فيها الإنسان، متمثّلا كالعادة بأشخاص محدودين ولو بمعونة وحش ميكانيكي آخر متمرّد على أترابه.

في هذا الجزء الرابع من السلسلة التي انطلقت سنة 2007 يلتحق الممثل مارك وولبرغ بالعمل ليقود الفيلم بعد انصراف شاي لابوف عنه. هذا هو المسلسل السينمائي الثاني الذي يشترك وولبرغ فيه من بعد أن لعب دورا في «كوكب القردة» سنة 2011، وبما أنه تعاقد على العودة بالجزء المقبل من «ترانسفورمرز» فإن هذه السلسلة ستكون الأولى له التي سيتوازى وإنتاجاتها على طريقة روبرت داوني جونيور وسلسلة «آيرون مان» أو كريستيان بايل وسلسلة «باتمان».

حين قابلت المخرج مايكل باي على أعتاب إنتاجه فيلم «ناج وحيد» (Lone Survivor) الذي قاد بطولته وولبرغ أيضا وضمن «سوق الفيلم الأميركية» في مطلع هذه السنة، أخبرني بأن الاستوديو (باراماونت) أراد استبدال لابوف بفتى صغير السن مثله ليواصل الفيلم منهجه في جلب الجمهور الأصغر سنّا «لكني نصحت بعكس ذلك. قلت للاستوديو دعونا نفكّر بطريقة مختلفة هذه المرّة. نريد التجديد. لم لا نأتي بممثل معروف له حجم أكبر من النجومية ونعطيه القيادة.. في الوقت ذاته نحيطه بوجوه أصغر سنّا؟».

إذ اقتنع الاستوديو بذلك تقدّم باي إلى وولبرغ وطرح عليه الفكرة، وهذا وافق عليها بلا تردد رغبة منه في الالتحاق بسلسلة ناجحة مثل هذه السلسلة.

الشريك الأصغر سنّا هنا متجسّد بالممثلة نيكولا بَلتز التي تلعب دور ابنة وولبرغ ذات السبع عشرة سنة من العمر (وهي في التاسعة عشرة من العمر فعلا). المحاولة التي يكشف عنها الفيلم هي توطين علاقة دفع وجذب بين الرجل وابنته على نحو لم يعد جديدا، فهو المحافظ الذي لا يزال يريد إدارة حياة ابنته، وهي المتمردة ضد هذه الرغبة التي تسعى لشق طريقها بمفردها. لكن - وعلي نحو لم يعد مفاجئا أيضا - ستنبري لمساعدة أبيها في مواجهته العملاق الذي يقول له «لقد ضحينا بالكثير في سبيل امتلاك هذا الكوكب».

* الماضي متجددا

* الخطر على من تبقى من الأرض وأهلها ماثل في «فجر كوكب القردة» لمات ريفز مع أندي سركيس وجاسون كلارك وكيري راسل وغاري أولدمان. والأخير قاد خطرا مزدوجا بتصريحاته الأخيرة، حيث سارع، وبدفع من «تونتييث سنتشري فوكس»، إلى الظهور يوم أول من أمس في حلقة من «جيمي كامل لايف» على محطة «ABC» ليؤكد كم كان مخطئا. المفارقة هنا هي أن الممثل لا يستطيع أن يهدد صيت فيلمه المقبل بتصريحات معادية لأي فئة قد تنتقل لوضع مستقبل الفيلم التجاري في خطر. لا عجب إذن أن فوكس سارعت للتصرف قبل استفحال الأمر.

القردة في هذا الجزء الجديد من المسلسل مصنوعون في المختبرات وليسوا من السلالة ذاتها التي كانت تجوب الغابات أيام طرزان. لذلك هي أكثر ذكاء وعندما لا تتسع اليابسة لنوعين من الأحياء المنتشرة، هي والبشر، فإن الصدام المسلّح شر لا بد منه.

لكن السينما تذهب أيضا إلى الماضي وتطوّعه لتقنيات العصر. ها هو «هركوليس» جديدا يسعى بكل ما لديه من قوّة غير عادية لتسجيل انتصار ما على صعيد الجمهور الكبير، وقد يستطيع فعل ذلك بعدما سقطت بضعة أفلام حاولت إعادة تقديمه في السنوات القريبة الأخيرة. في البداية، هو نتاج أفلام سباغتي (غير وسترن) أنتجتها السينما الإيطالية في الستينات وأتبعتها، بسبب من نجاحه، بسلسلة أخرى لشخصية بالقوة البدنية ذاتها اسمها «ماشيستي». مع بداية السبعينات تلاشت قوى الرجلين لكن هركوليس بقي الأكثر تعرّضا لمحاولات الإعادة.

هنا يقوم برت راتنر («رجال إكس» نسخة 2006) بإعادة تقديمه بطلا إغريقيا يقول في مطلع الفيلم «كل ما أرغبه هو الاهتمام بعائلتي»، ومن هنا تدرك أن كل ما سيكون بمقدوره فعله هو الاشتراك في معارك طاحنة ومتوالية خصوصا أن الوحش الغامض الذي أرسلته الآلهة (حسب الفيلم) لقتله، فتك بامرأتيه وابنتيه. المعارك الطاحنة ليست ضد جيش من ألوف الرجال فقط، بل ضد الأسود والثعابين ذات الرؤوس المتعددة والوحوش الأخرى وجميعها أكبر حجما بعدما غذّتها التقنيات الحديثة بفيتامين الأبعاد الثلاثة.

على غراره من المعارك التاريخية سنرى «آيرونكلاد» الأكثر ارتباطا بالأحداث التاريخية الواقعية، إذ يدور حول الحصار الكبير الذي تعرضت إليه قلعة روتشستر خلال الحرب التي دارت بين الملك جون والمتمرّدين في مطلع القرن الثالث عشر. هذا الفيلم الذي لم تزد ميزانيّته على 25 مليون دولار ربما كان أجدى من «هركوليس» الذي تكلّف 150 مليونا.

* عمرو واكد وسكارليت جوهانسون

* بين المتوفر هذا الشهر أيضا «لوسي» للمخرج الفرنسي لوك بيسون: واحد من أفلامه التي تمنح البطولة الذكورية لامرأة هي سكارليت جوهانسون التي تتحول من مجرد فتاة عادية إلى مقاتلة تتصدى للذين يريدون بها سوءا ويتصدى لها الممثل المصري عمرو واكد ليوقفها عند حدودها. على عكسها تماما تحتفظ ميليسا مكارثي بأنوثتها (وبدانتها) في الفيلم الكوميدي «تامي».