ألمانيا ترد على المشككين بانتصار على أميركا وتعبر معها للدور الثاني

رونالدو يقود البرتغال لفوز غير كاف على غانا.. والمنتخبان يودعان المونديال

رونالدو بعد فشله في قيادة البرتغال للدور الثاني (أ.ف.ب) - تسديدة مولر تسكن شباك هاوارد حارس المنتخب الأميركي (أ.ب)
TT

هزمت ألمانيا منافستها الولايات المتحدة 1/صفر، لكن كلتيهما بلغت الدور الثاني من كأس العالم المقامة حاليا في البرازيل، عقب المباراة التي أقيمت بينهما أمس في مدينة ريسيفي في الجولة الثالثة من منافسات المجموعة السابعة التي شهدت كذلك انتصارا للبرتغال على غانا 1/2 لم يكن كافيا لتغيير ترتيب المجموعة.

ورفعت ألمانيا رصيدها إلى 7 نقاط في صدارة المجموعة، تليها الولايات المتحدة ولها 4 نقاط بفارق الأهداف عن البرتغال، في حين خرجت غانا بنقطة واحدة. وتلتقي ألمانيا في 30 يونيو الحالي مع ثاني المجموعة الثامنة في بورتو أليغري، في حين تواجه الولايات المتحدة متصدرها في برازيليا في اليوم ذاته.

وأجرى مدرب ألمانيا يواخيم لوف تعديلين على التشكيلة الرسمية التي خاضت المباراة الثانية ضد غانا (2/2)، بإشراك باستيان شفانيشتايغر ولوكاس بودولسكي بدلا من سامي خضيرة وماريو غوتزه، في حين بقي المخضرم ميروسلاف كلوزه الذي يبحث عن هدف للانفراد بلقب أفضل هداف في تاريخ النهائيات (يتساوى حاليا مع البرازيلي رونالدو بـ15 هدفا) على مقاعد اللاعبين الاحتياطيين. وحذا مدرب الولايات المتحدة يورغن كلينسمان حذو نظيره الألماني بإشراكه عمر غونزاليز وجرماين جونز بدلا من جف كايرون وأليخاندرو بيدويا.

وقبل انطلاق المباراة بنحو أربع ساعات هطلت أمطار غزيرة جدا في مدينة ريسيفي، مما جعل حركة السير تتوقف تماما، قبل أن تتدخل الشرطة لمساعدة المنتخبين على الوصل إلى الملعب. وفي الأيام التي سبقت انطلاق هذه المباراة تخوف الرأي العام من إمكانية حصول اتفاق بين الولايات المتحدة وألمانيا كما حصل بين الأخيرة والنمسا في مونديال 1982 في ما عرف بـ«المؤامرة»، خصوصا أن التعادل كان يؤهلهما معا بغض النظر عن نتيجة المباراة الأخرى، لكن شيئا من هذا القبيل لم يحصل.

وبدأ المنتخب الألماني ضاغطا ونجح في استغلال مساحات كبيرة في قلب دفاع المنتخب الأميركي للوصول إلى مرمى تيم هاوارد. ومن تمريرة عرضية داخل المنطقة طار توماس مولر للكرة بطريقة استعراضية لكنها لم يصبها. وتدخل مدافع الولايات المتحدة عمر غونزاليز لاعب لوس أنجليس غالاكسي مرتين لإبعاد الخطر عن مرماه في اللحظة الأخيرة.

وبدأ المنتخب الأميركي يدخل أجواء المباراة تدريجيا، وفي أول هجمة خطيرة له سدد غراهام سوزي كرة قوية مرت فوق العارضة في الدقيقة (22). وتبادل المنتخبان الهجمات في ما تبقى من الشوط الثاني من دون خطورة حقيقية على المرميين. وأشرك لوف مهاجمه المضرم كلوزه مطلع الشوط الثاني بدلا من بودولسكي، وفي أول فرصة لمنتخب ألمانيا في الشوط الثاني ارتقى بير ميرتيساكر للكرة برأسه لكن الحارس هاوارد تصدى لها فتهيأت أمام مولر على مشارف المنطقة فأطلقها في الزاوية البعيدة لمرمى الولايات المتحدة في الدقيقة 55.

ورفع مولر رصيده إلى أربعة أهداف في هذه البطولة بعد ثلاثيته في مرمى البرتغال (4/صفر)، ليتساوى في صدارة ترتيب الهدافين مع الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي نيمار. كما أنه رفع رصيده في النهائيات إلى تسعة أهداف في تسع مباريات.

وانتظرت الولايات المتحدة حتى الوقت بدل الضائع لتشكل خطورة من هجمة مرتدة سريعة وصلت فيها الكرة أمام بيدويا فسددها، لكن فيليب لام أنقذ الموقف في اللحظة الأخيرة ليبعد الكرة إلى ركنية، ومنها تطاول ديمبسي لكرة برأسه خارج المرمى لتنتهي المباراة لصالح الألمان بهدف وحيد، بينما لم يحزن الأميركان كثيرا على الخسارة بعدما علموا بنتيجة المباراة الثانية.

وعلى «استاديو ماني غارينشا» في برازيليا، ودع المنتخب البرتغالي ونجمه كريستيانو رونالدو مونديال البرازيل من الدور الأول بصحبة نظيره الغاني رغم فوزه على الأخير 1/2. وسجل جون بوي (في الدقيقة 31 خطأ في مرمى فريقه) وكريستيانو رونالدو (80) هدفي البرتغال، وأسامواه جيان (57) هدف غانا.

ودخل رونالدو ورفاقه إلى مباراتهم مع غانا وهم يدركون أن تأهل أي من المنتخبين ليس في أيديهما، لكن حاول كل منهما القيام بما هو مطلوب منه على أمل أن تصب نتيجة المباراة الثانية في مصلحتهما، أي فوز ألمانيا على الولايات المتحدة لأن ذلك سيعزز فرص الفائز منهما بشكل أكبر بسبب فارق الأهداف.

وقد حققت ألمانيا المطلوب منها برتغاليا وغانيا وردت في أرضية الملعب على من تخوف من تكرار «مباراة العار» بين ألمانيا الغربية وجارتها النمسا عام 1982 والتي تسببت في إخراج الجزائر من الدور الأول، لكن رونالدو ورفاقه اكتفوا بفوز «هزيل» لم يكن كافيا لأنهم كانوا مطالبين بتعويض هزيمتهم القاسية في الجولة الأولى أمام ألمانيا برباعية نظيفة وهذا ما لم يتحقق.

أما بالنسبة لغانا فالخيبة كانت أكبر لأنها كانت بحاجة للفوز 1/2 لكي تتأهل إلى الدور الثاني، لكنها سقطت للمرة الثانية وفشلت بالتالي في مواصلة حلم تكرار سيناريو 2010 حين كانت قاب قوسين أو أدنى من أن تصبح أول منتخب أفريقي يصل إلى نصف النهائي. ويمكن القول إن غانا لم تكن محظوظة كثيرا في نهائيات البرازيل، إذ كان بإمكانها أن تخرج بنقطة من مباراتها والولايات المتحدة قبل أن تتلقى شباكها هدفا في الدقيقة 86 (2/1)، كما كانت متقدمة على ألمانيا بعد أداء قتالي رائع قبل أن يحرمها كلوزه من النقاط الثلاث (2/2).

وخاضت غانا اللقاء وهي مهتزة معنويا بعد أن قرر الاتحاد المحلي استبعاد لاعبي شالكه الألماني وميلان الإيطالي كيفن برانس بواتينغ وسولي علي مونتاري عن التشكيلة «لأسباب تأديبية». وأوضح الاتحاد في بيان رسمي أن المدرب كواسي أبياه قرر استبعاد بواتينغ ومونتاري نهائيا عن صفوف المنتخب، وذلك بسبب اعتداء الأول على أحد أعضاء اللجنة التنفيذية في الاتحاد وأحد أعضاء الوفد الإداري كوزيس ارماه يوم الثلاثاء، فيما شتم الثاني مدربه أبياه خلال حصة تدريبية.

وبدأ المنتخب البرتغالي اللقاء بشكل جيد لكن دون تهديف، وعندما عجز الفريق عن الوصول إلى شباك الحارس الغاني داودا قرر الحظ أن يقف إلى جانبه بمساعدة جون بوي الذي حاول اعتراض كرة عرضية من ميغيل بيريرا فالتفت الكرة على ركبته وتحولت بطريق الخطأ إلى الزاوية اليسرى العليا للمرمى الغاني في الدقيقة 31. وفي بداية الشوط الثاني، كاد جيان يفاجئ البرتغال بهدف التعادل من كرة أطلقها من خارج المنطقة، لكن محاولته مرت قريبة من القائم الأيمن، لكنه عوض هذه الفرصة بعد ثوان معدودة بكرة رأسية إثر تمريرة عرضية رائعة من لاعب يوفنتوس الإيطالي كوادو أسامواه في الدقيقة 57، رافعا رصيده إلى هدفين في نهائيات البرازيل.

وكادت غانا تخطف هدف التقدم لو أحسن واريس استغلال الفرصة الذهبية التي سنحت له وهو وحيد في مواجهة المرمى في الدقيقة 60، وجاء رد البرتغال مثمرا بهدية من الحارس داودا الذي أخفق في التعامل مع الكرة إثر عرضية من لويس ناني فسقطت الكرة أمام رونالدو الذي أطلقها قوية في الزاوية الأرضية اليسرى رغم وجود مدافعين، والحارس في طريقه بالدقيقة 80، رافعا رصيده إلى ثلاثة أهداف في ثلاث مشاركات في النهائيات (2006 و2010 و2014).