افتقدت فرنسا ذلك الأداء المميز الذي كان سببا في إشادة عالمية بعد مباراتيها الأوليين ببطولة كأس العالم الحالية بالبرازيل عندما تعادلت من دون أهداف مع الإكوادور في مباراتها الثالثة الأخيرة بالمجموعة الخامسة، غير أن التعادل كان كافيا لبقائها في الصدارة وصعودها لدور الستة برفقة سويسرا (الثانية) التي حققت انتصارا كبيرا على هندوراس 3 - صفر.
وأصبح رصيد فرنسا سبع نقاط في المركز الأول وتتقدم بنقطة واحدة على سويسرا صاحبة المركز الثاني، بينما تملك الإكوادور أربع نقاط وأخيرا هندوراس بلا نقاط. وتلتقي فرنسا مع نيجيريا، وسويسرا مع الإكوادور في الدور الثاني.
ورغم أن المرمى الفرنسي لم يواجه أي تهديدات حقيقية في المباراة أمام الإكوادور، فإن خط هجوم فرنسا المذهل واجه صعوبة بالغة في هز شباك الإكوادور مع تألق رجل المباراة حارس المرمى ألكسندر دومينغيز.
وأجرى ديدييه ديشامب مدرب المنتخب الفرنسي ستة تغييرات على تشكيل فريقه الذي فاز 5 - 2 على سويسرا في مباراته السابقة بالمجموعة، بما أنه كان حجز بالفعل تذكرة التأهل لدور الـ16 بالمونديال قبل خوض الجولة الثالثة من مباريات المجموعة.
لذا لم يبد ديشامب قلقا على الإطلاق بعد التعادل السلبي. وقال المدرب الفرنسي بعد المباراة: «افتقدنا الفاعلية أمام الإكوادور، ولكن أهم شيء هو أننا في دور الـ16».
وأضاف: «جميع الأمور تسير بشكل جيد.. فقد سنح لنا الكثير من الفرص. كان يفضل أن نفوز بالمباراة، ولكن التعادل لا يفسد أي شيء».
أما المهاجم الفرنسي كريم بنزيمة، الذي لم يتمكن من إضافة هدف رابع إلى رصيده من الأهداف في المونديال البرازيلي، فقد أكد أنه يشعر بـ«الفخر» بعد تأهل منتخب بلاده لدور الـ16. وقال بنزيمة: «شاهدنا أنه لم يعد هناك خصم سهل على الإطلاق».
ويمكن لفرنسا أن تعود إلى اللعب باستاد «ماراكانا» من جديد في دور الثمانية إذا نجحت في تجاوز عقبة نيجيريا في دور الـ16.
وقال بنزيمة تعليقا على الاستاد الشهير بمدينة ريو دي جانيرو: «إنه استاد أسطوري. كل لاعب يحلم باللعب هنا».
كما يجرى نهائي مونديال البرازيل في 13 يوليو (تموز) المقبل باستاد «ماراكانا» نفسه، ويجب على فرنسا أن تقدم عروضا أكثر قوة في المراحل التالية من المونديال إذا كانت تريد خوض تلك المباراة هناك.
وكان أول فوزين لفرنسا في البرازيل، 3 - صفر أمام هندوراس و5 - 2 أمام سويسرا، رفعا سقف آمال الجماهير الفرنسية بعد أربعة أعوام من المشاركة المخزية للفريق في مونديال جنوب أفريقيا عندما ودع الديوك منافسات البطولة من دورها الأول دون تحقيق فوز واحد.
وأشار ديشامب إلى أن فرنسا ما زالت من الفرق الناجحة في نهائيات البرازيل التي شهدت خروج أبطال سابقين آخرين لكأس العالم من دور المجموعات مثل إسبانيا وإنجلترا وإيطاليا.
وقال المدرب الفرنسي: «لقد خرجت الكثير من المنتخبات الكبيرة من البطولة. أما نحن، فما زلنا هنا.. تتمتع بطولة كأس العالم هذه بمستوى عال للغاية. والأمر يعود إلينا في مسألة المحافظة على مستوى قدرتنا على المنافسة».
من جانبه، يغادر المنتخب الإكوادوري برأس مرفوع بعد أن جنى أربع نقاط.
وأعرب الكولومبي رينالدو رويدا المدير الفني لمنتخب الإكوادور عن أسفه للطرد الذي تعرض له لاعبه أنطونيو فالنسيا في المباراة أمام فرنسا، كما أشار إلى أن السبب الرئيس وراء خروج فريقه هو الهزيمة أمام سويسرا في مستهل مشواره بالمجموعة. وقال رويدا: «إنها بطولة قصيرة.. لقد دفعنا ثمن الهزيمة أمام سويسرا». وكان منتخب إكوادور قد خسر مباراته الأولى في دور المجموعات أمام سويسرا بهدف قاتل في الوقت بدل الضائع، مما وضعه في مأزق ضرورة الفوز على فرنسا الفريق الأقوى في المجموعة الخامسة.
وأضاف المدير الفني الكولومبي: «سيطرنا على مجريات اللعب في مباراتنا أمام سويسرا، لكننا افتقدنا العب بشكل أكثر تحررا.. المنتخب السويسري يتمتع بانضباط كبير.. لم نتمكن من حسم اللقاء عن طريق استغلال الفرص التي تهيأت لنا». وأشار رويدا أيضا إلى أن منتخب الإكوادور يحتاج إلى تطوير أدائه بشكل أفضل، وقال: «بعض لاعبينا لم يشاركوا بشكل جيد مع فرقهم في النصف الثاني من الموسم السابق.. رغم العمل الجيد الذي قمنا به في فترة الإعداد لم نتمكن من أن نصل ببعض اللاعبين إلى المستوى المطلوب». وتابع: «غابت الفاعلية.. يجب عليك استغلال الفرص القليلة التي تتهيأ لك في مثل تلك البطولات».
وعلق رويدا على واقعة طرد لاعبه أنطونيو فالنسيا جناح مانشستر يونايتد قائلا: «إنه شيء مؤلم.. أنا أحترم الحكام كثيرا.. إنها أمور بالغة التعقيد ولا يوجد ما يمكن فعله حيال ذلك.. لقد فقدنا اللاعب الأكثر خبرة، إلا أننا تعاملنا مع المباراة برجولة وشجاعة ولكن كل هذه المتغيرات حرمتنا من تحقيق نتيجة إيجابية أمام فريق فرنسا القوي».
وأعرب رويدا عن رغبته في الاستمرار في قيادة منتخب إكوادور، وقال: «عقدي ينتهي اليوم.. الأمر الآن بين يدي الاتحاد صاحب القرار في المستقبل.. أعتقد أننا قمنا بعمل رائع».
وعقب الأداء المتميز أعلن لويس تشيريبوغا رئيس اتحاد الإكوادور عن مساندته ودعمه لاستمرار الكولومبي رينالدو رويدا في منصبه مديرا فنيا للمنتخب.
وقال لويس: «نرغب في أن يستمر المدرب رويدا في عمله وأعتقد أنه لا مانع لديه، أتصور أنه عندما تتوافر نفس الرغبة لدى الطرفين يكون الوصول إلى الاتفاق يسيرا، ولكن الهدف هو الاستمرار في العمل سويا».
وعلى الجانب الآخر احتفل الإعلام السويسري بتأهل منتخبه وأسهب في الإشادة بنجم الفريق شيردان شاكيري الذي سجل الثلاثية في مرمى هندوراس.
واستمتع شاكيري المولود في كوسوفا بلحظات لا تنسى بعدما اشترك مع زميله المهاجم يوسيب درميتش الذي شارك أساسيا على حساب حارس سيفيروفيتش ليشكلا خطورة كبيرة على مرمى هندوراس. وثلاثية شاكيري هي رقم 50 في تاريخ كأس العالم. وأعرب شاكيري لاعب وسط بايرن ميونيخ الألماني عن فخره بمنتخب بلاده وقال: «أنا فخور جدا بالمنتخب. الانتقادات موجودة دائما في كرة القدم، ولكنني لا أكترث بها لأنني أرغب فقط في اللعب. أنا فخور جدا بالفريق، من دونه لم أكن لأنجح في تسجيل ثلاث مرات. لعبت جيدا وأنا سعيد بالمجموعة بأكملها، الثلاثية التي سجلتها رائعة، وسأحاول الاحتفاظ بالكرة للذكرى».
وأضاف: «لم تكن استعداداتنا مختلفة لهذه المباراة، بيد أن الضغوط كانت مرتفعة، كنا نعرف أننا سنقدم عرضا جيدا. كانت المهمة أكثر صعوبة في الشوط الثاني بسبب درجة الحرارة، ولكننا لعبنا ككتلة واحدة وكفريق، ركضنا جميعا وساعد كل منا الآخر».
وبخصوص الدور ثمن النهائي، قال: «الآن، سنواجه الأرجنتين، إنه حلم بالنسبة إلينا. سويسرا الصغيرة في مواجهة منتخب عظيم، ستكون مباراة رائعة. لن نكون مرشحين ولكننا سنلعب من أجل الفوز وتقديم عرض جيد، كل شيء ممكن».
وعن اللقاء المقبل أكد الألماني أوتمار هيتزفيلد المدير الفني لمنتخب سويسرا أن المنتخب الأرجنتيني هو الأوفر حظا للفوز بمباراة دور الـ16 يوم الثلاثاء المقبل.
وقال هيتزفيلد: «المنتخب الأرجنتيني هو الأوفر حظا ولكن ليس هناك ما نخسره، فنحن نريد أن نواصل التقدم قدر الإمكان».
وأشاد هيتزفيلد بالأداء الرائع الذي يقدمه لاعبه شاكيري، وقال: «إنه من اللاعبين الذين يمكنهم صناعة الفارق وحسم نتائج المباريات.. لا أعتقد أنه لعب بالسوء الذي تحدث عنه البعض في مباراتنا التي خسرنا فيها 2 - 5 أمام فرنسا».
من جانبه، أعرب دييغو بينجاليو حارس مرمى الفريق السويسري عن سعادته بالفوز على هندوراس، كما شدد على أهمية المباراة المرتقبة لمنتخب بلاده أمام الأرجنتين بقيادة ليونيل ميسي. وقال: «نريد أن نصعب الأمر على المنتخب الأرجنتيني قدر المستطاع.. كل شيء يمكن أن يحدث في عالم كرة القدم». وترى وسائل الإعلام السويسرية أن المواجهة المقبلة بين المنتخبين الأرجنتيني والسويسري، ستشهد صراعا من نوع خاص بين ليونيل ميسي ونظيره في الفريق السويسري شيردان شاكيري.
وذكرت صحيفة «بليك» أمس: «لدينا ميسي الخاص بنا»، تعليقا على الأهداف الثلاثة (هاتريك) التي سجلها شاكيري في شباك منتخب هندوراس. وقالت صحيفة «بيرنر زيتونغ»: «شاكيري يدور ويتوغل ويسجل، كما لو أن هذه المباراة تحدد مصيره». وفي الوقت الذي سجل فيه ميسي مهاجم المنتخب الأرجنتيني ونادي برشلونة الإسباني 42 هدفا خلال 89 مباراة دولية، بينما سجل شاكيري 12 هدفا في 36 مباراة. ويبلغ طول اللاعبين 169 سنتيمترا، وكلاهما يتمتع بالرشاقة، الأمر الذي أسفر عن تسمية ميسي بالبرغوث، بينما يشتهر شاكيري باسم «القزم الساحر».