مقتل ثلاثة في تجدد اشتباكات قبلية بين النوبيين وبني هلال بصعيد مصر

السلطات الأمنية تحكم سيطرتها على أسوان وسط مخاوف من تفجر الأوضاع

TT

قتل ثلاثة مواطنين مساء أول من أمس في تجدد لاشتباكات قبلية في محافظة أسوان جنوب مصر، في وقت قال محافظ أسوان اللواء مصطفى يسري لـ«الشرق الأوسط»، إن «الأحداث مجرد مشاجرة ليس لها صلة بما شهدته المحافظة من اشتباكات بين قبيلتي الدابودية (نوبيين) وبني هلال، أبريل (نيسان) الماضي».

لكن عضوا بقبيلة الدابودية أكد لـ«الشرق الأوسط» في المقابل أن «حرق الجثتين والتمثيل بهما وترديد عبارات ضد أبناء دابود يؤكد أن ما حدث له علاقة بالأحداث السابقة».

وكانت اشتباكات اندلعت بين العائلتين قبل شهرين، أسفرت عن مقتل 26 وإصابة العشرات، بحسب إحصائية مديرية الصحة بأسوان وقتها. وذكر مصدر أمني وقتها أن الاشتباكات اندلعت «بسبب خلاف نشب بين طلاب ينتمون للقبيلتين في مدرسة صناعية عقب معاكسة إحدى الفتيات، وقيام كلا الطرفين بكتابة عبارات مسيئة ضد الطرف الآخر على جدران المنازل والشوارع في نجع الشعبية بمنطقة السيل الريفي».

وتجددت، أول من أمس (الخميس)، المناوشات بالأسلحة البيضاء، مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص جدد، جرى نقلهم إلى مستشفى أسوان الجامعي، وتم التصريح بدفن اثنين من القتلى ينتمون لعائلات أسوان بينما جرى التحفظ على الثالث لعدم وجود ما يثبت شخصيته. وقال شاهد عيان إن تجدد أعمال العنف بدأ عقب مشاجرة وقعت بين مجموعة مسجلين خطر ينتمون لـ«بني هلال» وشخص ينتمي لعائلة الكوبانية (نوبية) وآخر لعائلة الدابودية، وذلك لخلافات بينهم على تجارة المواد المخدرة. وتابع شاهد العيان: تطور الخلاف بينهما إلى حد الاشتباكات بالأسلحة البيضاء، قام على إثرها الطرف الأول من المنتمين لبني هلال بطعن شخصين من الطرف الثاني وقتلهما وإلقاء جثتيهما على مصرف السيل بمنطقة كوبري الصدرية وإشعال النيران فيهما والتمثيل بالجثتين بوضعهما على عربة «كارو» وتجولوا بهما في المنطقة لحين وصول قوات الأمن.

ويقول محللون إن «بني هلال لم ينسوا مشهد إحراق جثث قتلاهم في أحداث المجزرة الأولى أبريل الماضي، عندما اتهم بني هلال النوبيين بحمل جثثهم على عربة (كارو) في منطقة الأحداث في السيل الريفي». ودلل المحللون على ذلك في أحداث أول من أمس، بالتمثيل بالجثتين وحرقهما وترك الثالثة.

يأتي هذا وسط أنباء عن اتجاه السلطات المصرية لفرض حزم من القوانين لضبط الوضع الأمني في محافظة أسوان. وقال مصدر مسؤول في المحافظة لـ«الشرق الأوسط»، إن «محافظ أسوان أجرى اتصالا برئيس الوزراء المصري إبراهيم محلب على الفور أمس لإعلامه بالموقف»، مضيفا أن «رئيس الوزراء يتابع الموقف بنفسه».

من جانبه، قال مصطفى يسري محافظ أسوان إن «ما حدث هو مجرد حادث عارض يجري احتواؤه من خلال تواصله مع عواقل وأجاويد وقيادات كافة الأطراف والقبائل الأسوانية والنوبية والعربية لإعلاء صوت العقل والحكمة والمصلحة العليا للبلاد»، مضيفا: أن «الدولة بكل أجهزتها الأمنية والتنفيذية والقضائية لن تسمح مرة أخرى بتكرار ما حدث من قبل». وبينما تحدث شهود عيان أمس عن «عدم وجود قوات الأمن بالقرب من موقع الأحداث في منطقة السيل الريفي، وقيام أبناء قبيلة الدابودية بحرق منزل أحد المنتمين لعائلة بني هلال أمس»، قالت مصادر أمنية في أسوان لـ«الشرق الأوسط»، إن «قوات الأمن فرضت السيطرة الأمنية بصورة كاملة على المحافظة»، لافتة إلى أن الأمن سيعمل على منع تجدد الاشتباكات مرة أخرى.

واستمعت نيابة أسوان لأقوال عدد من شهود العيان أمس، والذين أدلوا بأسماء ومواصفات عدد من المتهمين. وتمكنت السلطات الأمنية من ضبط 6 من المشتبه فيهم خلال الأحداث. وسبق أن زار رئيس الوزراء أسوان لتهدئة الأوضاع الأولى، وقاد شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب في أبريل الماضي لقاءات مصالحة ثنائية بين القبيلتين بمحافظة أسوان، وشكل لجنة مصالحة من القبائل والعائلات في محاولة يبدو أنها لم تؤت ثمارها، لإنهاء مسلسل إراقة الدماء- حسب مراقبين.