المعارضة الموريتانية تعد فوز ولد عبد العزيز في الاقتراع الرئاسي انقلابا انتخابيا مكشوفا

قالت إن ولايته الجديدة تفتقر إلى الشرعية والأسس الديمقراطية

TT

وصف المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة، الذي يعد أكبر تشكيل سياسي للمعارضة الموريتانية، الانتخابات الرئاسية الأخيرة بأنها «انقلاب انتخابي مكشوف»، وأكد أن نتائجها كانت مزورة، وهو ما يجعل الولاية الجديدة للرئيس محمد ولد عبد العزيز «مفتقرة إلى الشرعية والأسس الديمقراطية».

وعقد منتدى المعارضة، الذي يضم عشرات الأحزاب السياسية وهيئات المجتمع المدني والمركزيات النقابية وبعض الشخصيات السياسية المستقلة، مساء أول من أمس، مؤتمرا صحافيا للتعليق على نتائج الانتخابات، التي نظمت السبت الماضي، وأعلنت نتائجها المؤقتة يوم الأحد الماضي، حيث تقدم الرئيس ولد عبد العزيز على منافسيه بفارق كبير، محققا نسبة 81.89 في المائة.

وقال المنتدى إنه «غير معنيّ بالانتخابات لأنها كانت غير شفافة وغير توافقية»، مشيرا إلى «رفضه للأجواء التي مرت بها، وعدم الاعتراف بجميع النتائج التي تمخضت عنها»، وأكد أنه «أمام إقفال باب الحوار من طرف النظام، كان الموقف المسؤول للمنتدى هو رفض تزكية المهزلة الانتخابية المكشوفة»، وفق تعبيره.

وشدد المنتدى على أن الانتخابات الأخيرة «لم تحل الأزمة السياسية القائمة»، مشيرا إلى قناعته بأن «التناوب السلمي على السلطة عبر صناديق الاقتراع تحت نظام محمد ولد عبد العزيز ضرب من الخيال».

وكان منتدى المعارضة قد دعا الموريتانيين إلى مقاطعة الانتخابات، وشكك في توفر ضمانات الشفافية والنزاهة فيها، وقال في بيان صحافي إن «الناخب الموريتاني لم يكن في الموعد يوم الاقتراع، واستجاب بأغلبية ساحقة إلى دعوة المقاطعة التي كانت مدوية في المناطق الداخلية، ما جعل يوم الاقتراع أشبه بيوم حداد وطني في جميع أنحاء البلاد».

من جهتها، أعلنت اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات أن نسبة المشاركة في التصويت وصلت إلى 56.46 في المائة، وهو رقم وصفه قيادي في منتدى المعارضة لـ«الشرق الأوسط» بأنه «مزور، إذ من الواضح أنه كان أقل من ذلك بكثير»، وأضاف: «لو أن نسبة المشاركة اقتربت من 50 في المائة لرفعوها إلى 70 في المائة، ولكنها كانت في حدود الـ30 فاكتفوا بتجاوز الـ50 في المائة».

وأثار موقف المنتدى انتقادات في أوساط الأغلبية الداعمة للرئيس ولد عبد العزيز، حيث قال محمد ولد محمدو، القيادي في حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم، إن قادة المنتدى «يغردون خارج السرب، وقاطرة الديمقراطية يستحيل إيقافها».

من جهة أخرى، أعلن منتدى المعارضة نيته التصعيد والضغط على نظام الرئيس ولد عبد العزيز، لتستمر بذلك أزمة سياسية تعيشها موريتانيا منذ انقلاب 2008 الذي أطاح بحكم الرئيس المدني السابق سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله.

على صعيد غير متصل، وقع أمس انفجار كبير سمع دويه في مختلف أرجاء مدينة النعمة (1200 كلم شرق نواكشوط)، داخل إحدى ثكنات الجيش، ما أدى إلى اندلاع حريق كبير. وقال مصدر محلي لوكالة الأنباء الألمانية إن الانفجار أحدث دويا كبيرا في المدينة، ما تسبب في حدوث هلع في صفوف السكان، لكنه لم يسفر عن إصابات بشرية.

وقال مصدر عسكري إن الانفجار وقع جراء ماس كهربائي قد يكون سببه درجة الحرارة المرتفعة في هذه المنطقة الشرقية من موريتانيا. كما أكد وزير الداخلية محمد ولد أحمد سالم ولد محمد راره أن الحريق ناجم عن ماس كهربائي، مستبعدا بذلك فرضية وقوع هجوم انتحاري.