حلم البرازيل باللقب السادس يواجه طموح تشيلي في مواجهة لاتينية مثيرة

«منتخب السامبا» يعول على الجمهور ونيمار لتأكيد تفوقه على جارته

حلم الفوز باللقب للمرة السادسة يراود المنتخب البرازيلي (أ.ف.ب)
TT

يقص المنتخب البرازيلي المضيف شريط افتتاح الدور الثاني من مونديال 2014 بمواجهة أميركية جنوبية صرفة ضد جاره التشيلي على ملعب «استاديو مينيراو» في بيلو هوريزونتي. ومن المؤكد أن البرازيل التي أنهت الدور الأول في صدارة المجموعة الأولى بعد فوزها على كرواتيا 3-1 وتعادلها مع المكسيك صفر - صفر واكتساحها للكاميرون 4-1، ستتمتع بالأفضلية كونها تلعب على أرضها وبين جماهيرها، إضافة إلى أنها تضم في صفوفها نجم برشلونة الإسباني نيمار الذي سجل أربعة أهداف في ثلاث مباريات.

«الضغط؟ أنا لا أشعر بأي ضغوط لأني أعيش حاليا ما كنت أحلم به وأنا صغير»، هذا ما قاله نيمار بعد تسجيله ثنائية في مرمى الكاميرون، وهو يأمل أن يتواصل الحلم والسير على خطى رونالدو الذي قاد البرازيل إلى لقبها الخامس والأخير عام 2002 بتسجيله ثمانية أهداف من أصل أهدافه الـ15 في النهائيات. وأضاف نيمار الذي سيتواجه مع زميله في برشلونة أليكسيس سانشيز إضافة إلى الحارس المستقبلي للنادي الكتالوني كلاوديو برافو: «أحاول مساعدة زملائي ليس فقط من خلال تسجيل الأهداف لكن أيضا في بناء اللعب». وأوضح: «الشيء الأهم هو المجموعة... نحن على السكة الصحيحة، ومستوانا يتطور من مباراة إلى أخرى تدريجيا ونقترب من الهدف خطوة خطوة... الأمور لن تكون سهلة في مواجهة تشيلي». وتحدث نيمار عن مواجهته لسانشيز، قائلا: «أتصل دائما بأليكسيس. الآن سيواجه بعضنا بعضا. أليكسيس نجم كبير وأنا معجب به كثيرا. إنه لاعب رائع ويجب أن نحترس منه. يجب أن لا نترك له أي مساحة».

ونيمار ليس اللاعب الوحيد في البرازيل الذي يعرف سانشيز جيدا بل هناك أيضا زميله في النادي الكتالوني دانيال الفيش الذي حذر رفاقه من الخطر الذي يشكله لاعب أودينيزي الإيطالي السابق، مضيفا: «أليكسيس سانشيز هو أحد أكثر لاعبيهم خطورة. من المؤكد أن تشيلي تملك لاعبين آخرين خطرين لكن أليكسيس يخلق الفارق». وأكد الفيش أن البرازيل حققت تقدما يخولها أن تكون مرشحة للفوز باللقب: «نحن نحقق تقدما منذ المباراة الأولى. الآن وقد بلغنا الدور الثاني بثقة كبيرة، فهذا الأمر سيعزز فرصنا. حققنا تقدما منذ المباراة الأولى وهذا ما كنا نتمناه».

ويأمل المنتخب البرازيلي، الباحث عن بلوغ الدور ربع النهائي للمرة السادسة على التوالي (توج بطلا عام 1994 ووصل إلى النهائي عام 1998 وتوج باللقب مرة أخرى عام 2002 وانتهى مشواره في ربع النهائي عامي 2006 و2010)، أن يؤكد تفوقه على نظيره التشيلي الذي تواجه معه في النهائيات ثلاث مرات سابقا، الأولى كانت عام 1962 في تشيلي بالذات حين تغلب عليه 4-2 في الدور نصف النهائي، أما الثانية والثالثة فكانتا في الدور الثاني بالذات عامي 1998 و2010 عندما اكتسحه 4-1 و3 - صفر على التوالي. وبالمجمل تتفوق البرازيل بشكل واضح على جارتها التي يعود فوزها الأخير على «أوريفيردي» إن كان على الصعيد الرسمي أو الودي إلى السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2002 وكانت بنتيجة 3 - صفر في تصفيات كأس العالم، إذ خرجت فائزة من 48 مباراة أمامها من أصل 68، مقابل 13 تعادلا وسبع هزائم.

وسيكون من الصعب على فريق المدرب لويز فيليبي سكولاري تكرار تلك النتائج الكبيرة التي تحققت في المواجهات الثلاث السابقة بين الطرفين في النهائيات، خصوصا أن سانشيز ورفاقه في المنتخب التشيلي قدموا أداء مميزا في الدور الأول وقادوا بلادهم إلى الدور الثاني للمرة الثانية على التوالي بعد الفوز على أستراليا 3-1 ثم تسببهم بتنازل إسبانيا عن اللقب وتوديعها العرس الكروي العالمي من الدور لأول 2 - صفر. ومن المؤكد أن فريق المدرب الأرجنتيني خورخي سامباولي كان يفضل إنهاء الدور الأول في صدارة المجموعة الثانية من أجل تجنب مواجهة عقدته البرازيلية، لكنه خسر في الجولة الأخيرة أمام المتألقة هولندا صفر - 2.

ويمكن القول إن حلم الفوز باللقب للمرة السادسة مشروع تماما بالنسبة للبرازيل المضيفة وممكن أمام تشيلي في حال تمكنت بقيادة سانشيز وأرتورو فيدال وخورخي فالديفيا وإدواردو فارغاس من تكرار الأداء المميز الذي قدمته في مباراتيها الأوليين.

وقد عد نجم يوفنتوس الإيطالي فيدال الذي غاب عن لقاء هولندا بسبب الإصابة، أن بإمكان بلاده الفوز على البرازيل في عقر دارها، مضيفا: «سألعب في الدور الثاني السبت ولن أفوت هذه المباراة. غالبا ما تفوز البرازيل على تشيلي ولكن كرة القدم تغيرت، هناك جيل جديد بلاعبين جدد». وتابع: «الفوز على البرازيل؟ إنه حلمنا. تشيلي يمكن أن تخلق المفاجأة، سبق أن تغلبنا على أبطال العالم، وبالتالي يمكننا الفوز على البرازيل».

وحتى إن مدافع البرازيل ديفيد لويز، المنتقل من تشيلسي الإنجليزي إلى باريس سان جرمان الفرنسي، أشاد بتشيلي والمستوى الذي قدمته في النهائيات، قائلا: «تشيلي منتخب يستحق الوجود هنا (في الدور الثاني). يملكون فلسفة لعب الكرة الجميلة، يتمتعون بالكثير من السرعة واللاعبين الممتازين». وأكد لويز أن «التاريخ لا يعني شيئا» في إشارة منه إلى التفوق التاريخي لبلاده على تشيلي، مضيفا: «نريد الفوز. أما بالنسبة لأخطر أسلحتهم؟ الفريق بأكمله». ما هو مؤكد أن تشيلي لم تظهر يوما بهذه القوة في العرس الكروي العالمي حتى عندما استضافت نهائيات 1962 بقيادة الهداف ليونيل سانشيز (هداف البطولة بأربعة أهداف مشاركة مع خمسة لاعبين آخرين)، أو حتى أيام «الرهيب» إيفان زامورانو ومارتشيلو سالاس.

ويعود الفضل في هذه الانتفاضة التشيلية إلى المدرب سامباولي الذي تسلم المنصب خلفا لمواطنه كلاوديو بورغي عندما كان المنتخب التشيلي سادسا في ترتيب مجموعة أميركا الجنوبية لمونديال البرازيل 2014 بعد خسارتين في سانتياغو أمام الأرجنتين وكولومبيا وأخرى على أرض الإكوادور «لقد عملنا كثيرا. المدرب عمل كثيرا»، هذا ما قاله فيدال في رده على سؤال حول إذا كان سامباولي «وريث بييلسا»، أي المدرب الأرجنتيني مارسيلو بييلسا الذي قاد تشيلي بين 2007 و2011، مضيفا: «الآن، هذه بداية حقبة سامباولي».

وقال سكولاري: «وصلنا تقريبا إلى المستوى المثالي، ومن المهم التأهل إلى الدور الثاني، لكن يجب التأكد من أننا نرتكب عددا أقل من الأخطاء، ففي دور المجموعات يمكن التعويض في حال التعثر بمباراة والفوز باثنتين، أما الآن فالنتيجة تحسم بهدف واحد». وعلق سكولاري على مواجهة تشيلي قائلا: «لقد واجهت تشيلي مرتين سابقا (في تصفيات مونديال 2002 خلال مغامرته الأولى مع البرازيل) وأدرك مدى صعوبة هذا الفريق، البعض يرى أنه سيكون من السهل التغلب عليه ولكنه منظم ويمتلك فنيات عالية». وختم بالقول: «لو كنت من يختار المنتخبات المنافسة لنا لما كنت اخترت تشيلي». ولن يكون المنتخب التشيلي الجار الوحيد الذي سيواجهه أصحاب الضيافة في الأدوار الإقصائية في حال تمكنوا من تجاوزه، إذ سيكون بانتظارهم في الدور ربع النهائي الأوروغواي التي حرمتهم التتويج على أرضهم عام 1950 بالفوز عليهم في النهائي، أو كولومبيا، اللتان تتواجهان اليوم أيضا.