رئيس غانا ينشئ لجنة للتحقيق في أسباب خروج بلاده من المونديال

اتحاد الكرة قال إن المال أفسد عليهم اللاعبين في كأس العالم

المنتخبات الأفريقية باستثناء الجزائر ونيجيريا لم تقدم صورتها الحقيقية في المونديال
TT

قرر الرئيس الغاني جون ماهاما أمس الجمعة إنشاء لجنة للتحقيق في أسباب خروج منتخب كرة القدم من الدور الأول لمونديال البرازيل، بعد الخسارة 1-2 أمام البرتغال أول من أمس الخميس.

وقال ماهاما على هامش قمة رؤساء دول الاتحاد الأفريقي في مالابو في غانا الاستوائية: «نحن في حاجة إلى إنشاء لجنة للإضاءة على مشاركة غانا في كأس العالم، والتدقيق في مسار الأمور منذ البداية وحتى النهاية». ودعا الرئيس الغاني أيضا إلى إعادة بناء فريق جديد للنجوم السود، طالبا من مواطنيه «مواصلة تقديم الدعم للمنتخب رغم خروجه» من المونديال.

من جهته، أكد كويسي نيانتاكي رئيس الاتحاد الغاني لكرة القدم أمس الجمعة أن الخلاف بشأن المال كان السبب الرئيس في خروج منتخب غانا مبكرا من مونديال البرازيل.

ونقلت صحيفة «ديلي غرافيك» الحكومية عن نيانتاكي قوله: «المال المال، المال كان محرك اللاعبين، وهذا أمر مؤسف، لقد جعلوا ذلك يفسد علينا كأس العالم». وذكرت وسائل الإعلام المحلية هذا الأسبوع أن لاعبي منتخب غانا هددوا بمقاطعة المباراة أمام البرتغال في الجولة الأخيرة من مباريات المجموعة السابعة للمونديال، إذا لم يحصلوا على مستحقاتهم المالية، مدعين عدم حصولهم على أي جزء من مكافأة الصعود للمونديال التي تبلغ 75 ألف دولار لكل لاعب.

وخسرت غانا أمام البرتغال بهدفين مقابل هدف أول من أمس الخميس ليخرج الفريقان من دور المجموعات للمونديال.

ولم يخلُ المعسكر الغاني من المشاكل الداخلية حيث اضطر المدرب كواسي ابياه إلى استبعاد الثنائي كيفين برنس بواتينغ وسولي مونتاري أول من أمس الخميس لأسباب انضباطية.

كما أن هناك اتهامات مباشرة وجهت لرئيس الاتحاد الغاني لكرة القدم تتعلق بادعاءات التلاعب بنتائج المباريات. وكانت جماهير غانا تأمل في تكرار إنجاز الفريق في مونديال 2010 بجنوب أفريقيا عندما تأهلت النجوم السوداء إلى دور الثمانية قبل الخسارة أمام أوروغواي.

وتبددت الآمال المعقودة على ظهور منتخبات أفريقيا بمستوى جيد في كأس العالم المقامة حاليا في البرازيل بسبب موجة من الجدل وصلت إلى ذروتها يوم الخميس بطرد اثنين من لاعبي المنتخب الغاني. وطرد المنتخب كيفين بربنس بواتنغ وسولي مونتاري لأسباب انضباطية لتغرق غانا، وهي أقوى منتخبات أفريقيا بالنهائيات، في أزمة قبل ساعات من المباراة التي تمنحها الفرصة الأخيرة للبقاء في النهائيات. ورسخ الشجار بين مسؤولين ولاعبين يهمهم المال أكثر من النجاح على أرض الملعب الصورة النمطية التي كانت تأمل أفريقيا في محوها في البرازيل.

ودخل المنتخب الغاني في أزمة منذ أيام وانقطع عن التدريب للضغط على الاتحاد من أجل الحصول على مستحقات مالية وصلت إلى فندقهم الأربعاء الماضي.

وأظهر التلفزيون البرازيلي صورة للمدافع جون بوي وهو يقبل رزمة من الدولارات وصورا أخرى لمسؤول يوزع أموالا نقدية من مظروف ضخم.

وقالت تقارير إخبارية إن اللاعبين تسلموا ما يتراوح بين 75 و100 ألف دولار لكل لاعب بعدما أمر رئيس البلاد بإرسال أكثر من ثلاثة ملايين دولار نقدا إلى البرازيل في محاولة لتهدئة اللاعبين الثائرين الذين طلبوا الأموال نقدا.

ومهد لاعبو فريق الكاميرون لانتشار هذه الصورة السيئة عشية انطلاق البطولة برفض السفر إلى البرازيل لاستخلاص عشرة آلاف دولار إضافية لكل لاعب من الاتحاد الوطني. واضطرت طائرة الفريق للانتظار 24 ساعة قبل التوجه بالفريق إلى النهائيات. وأصبحت الكاميرون أول بلد يغادر النهائيات من الناحية العملية بعد هزيمته الساحقة 4 - صفر أمام كرواتيا في المباراة التي شهدت طرد لاعب الوسط سونج ليصبح سابع لاعب كاميروني يتعرض للطرد في نهائيات كأس العالم.

وشهدت المباراة أيضا اعتداء المدافع بنوا اسو إيكوتو على زميله بنيامين موكاندجو في دليل آخر على انهيار شبه تام للانضباط. وبدأ تبادل الاتهامات في منتخب ساحل العاج بعد الخروج من الدور الأول بانتقاد وسائل الإعلام للمدرب صبري لاموشي على قراراته الخططية التي كلفت الفريق الخسارة 2-1 أمام اليونان في فورتاليزا يوم الثلاثاء.

وتكشفت أيضا تفاصيل العلاقة الفاترة بين المدرب الذي أعلن استقالته وعدد من اللاعبين الكبار.

كما خيم على حملة المنتخب الجزائري في النهائيات تبادل الاتهامات بين المدرب وحيد خليلوجيتش ووسائل الإعلام المحلية. واتهم خليلوجيتش وسائل الإعلام بمحاولة تقويض فرقته وعدم الرغبة في فوزها، بينما وصفت الصحف المدرب بالمتعجرف والوقح. ويمثل الفوز في المباريات العلاج الشافي لكل هذه المشكلات، فلم يخيم على تقدم نيجيريا لدور الستة عشر أي شقاق أو حوادث.

وليس نجاح النيجيريين بالمصادفة، خاصة في ظل تولي المدرب ستيفن كيشي المسؤولية وما يوصف به من قوة العزيمة، لكن احتاج أيضا لمعاجلة عدد من المشكلات الداخلية منذ فوز نيجيريا بكأس أمم أفريقيا قبل 18 شهرا، ومنها إقالة بعض أفراد الطاقم التدريبي وعدم الحصول على راتبه لمدة ستة أشهر. وقبل نحو شهر حث عيسى حياتو رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم خلال ندوة مع اتحادات كرة القدم ومسؤولي الأندية على تدشين حقبة جديدة من احتراف كرة القدم في القارة، وتوقع ظهورا كبيرا للمنتخبات الأفريقية في البرازيل، لكن للأسف خاب أمله.