«المخدرات» و«العنف الأسري» يتصدران الأبحاث في السعودية

مشروع أكاديمي لرصد دراسات «الشباب» أظهر تراجع قضايا «الزواج والطلاق»

قاعدة البيانات التي أوجدها المركز الوطني لأبحاث قضايا الشباب تضمنت نحو 125 بحثا («الشرق الأوسط»)
TT

كشفت إحصائية أكاديمية حديثة أن قضايا المخدرات والتدخين تأتي في المرتبة الأولى في قائمة الدراسات والأبحاث المتعلقة بقضايا الشباب السعودي، وذلك بواقع 180 دراسة وبحث رصدها المركز الوطني لأبحاث قضايا لشباب، التابع لجامعة الملك سعود بالرياض، يليها من حيث العدد موضوعات قضايا العنف الأسري بكل أشكاله وأنواعه، والتي جاءت في المرتبة الثانية بواقع 157 دراسة وبحثا.

واحتلت موضوعات الجريمة والإرهاب والغزو الفكري والسرقة وجنوح الأحداث المرتبة الثالثة بواقع 149 دراسة وبحثا رصدها الفريق البحثي في المركز، وذلك ضمن مشروع لرصد عدد كبير من الدراسات والأبحاث المحلية والعالمية المتعلقة بقضايا ومشكلات الشباب، يأتي في إطار تعزيز التواصل والتعاون بين المركز الوطني لأبحاث قضايا الشباب والباحثين والمهتمين بقضايا الشباب، من خلال توفير «قاعدة بيانات أبحاث قضايا الشباب» في الوقع الإلكتروني للمركز.

وأظهر الرصد أن عدد الدراسات والأبحاث التي احتواها الموقع تتجاوز حدود الـ1140 دراسة وبحثا، منها 719 باللغة العربية و424 باللغة الإنجليزية، في حين يوضح الدكتور نزار الصالح، وهو الأمين العام للمركز، أن «العدد في تزايد»، موجها الدعوة إلى جميع الباحثين والخبراء والمهتمين بشؤون قضايا الشباب للاستفادة من هذه القاعدة البحثية وتوظيفها بما يعود على الشباب والمجتمع بالفائدة، إلى جانب تأكيده على استعداد المركز لاستقبال دراسات وأبحاث المتخصصين لتضمينها قاعدة البيانات.

وأوضح الأمين العام للمركز الوطني لأبحاث قضايا الشباب أن الدراسات والأبحاث جرى تقسيمها في 34 موضوعا رئيسا، وتركزت حول قضايا الشباب المختلفة، مفيدا بأن الدراسات والأبحاث المتعلقة بمواضيع المخدرات والمسكرات والتدخين احتلت المركز الأول من حيث العدد، مقارنة ببقية الموضوعات الأخرى التي جاءت بمراتب أقل من حيث الكمية.

يأتي ذلك في حين تتوقع دراسة سعودية حديثة أن يرتفع عدد المدخنين في السعودية إلى عشرة ملايين مدخن بحلول عام 2020، بزيادة عن عددهم الحالي الذي يتجاوز ستة ملايين مدخن ينفقون نحو 21 مليار ريال سنويا على التدخين، بينما كشفت إحصاءات صادرة عن مستشفيات الأمل في السعودية عن ارتفاع نسبة إدمان المخدرات بنسبة 20 في المائة خلال الأعوام الماضية في عدد من مناطق السعودية.

وفي ذات السياق، يعود الصالح ليوضح أن قاعدة البيانات التي أوجدها المركز الوطني لأبحاث قضايا الشباب تضمنت نحو 125 دراسة وبحثا في المجالات النفسية والاجتماعية والصحية للشباب، في حين بلغت موضوعات البطالة والمهارات المطلوبة لسوق العمل 108 دراسات وأبحاث، وبلغت موضوعات التنشئة الاجتماعية والسلوكيات المنحرفة المرفوضة اجتماعيا ودينيا كالتعصب بجميع أشكاله والتفحيط والانحرافات الجنسية 86 دراسة وبحثا.

وتابع الصالح حديثه موضحا أن الدراسات والأبحاث التي تتعلق بموضوعات التحصيل الدراسي والتسرب من التعليم والتأخر الدراسي بلغت 78 دراسة وبحثا، أما الموضوعات التي تتعلق بشبكات التواصل الاجتماعي واستخدام الإنترنت والهاتف الجوال والقنوات الفضائية والعولمة فبلغت 63 دراسة وبحثا، وأفاد بأن الدراسات التي تتعلق بتنمية الشخصية والإبداع والابتكار وممارسة الألعاب الرياضية بلغت نحو 57 دراسة وبحثا.

وبدا لافتا أن موضوعات قضايا الزواج والطلاق والعنوسة والمرأة تأتي في مرتبة متأخرة بحثيا، حيث يوضح الصالح أن عدد الدراسات والأبحاث المتعلقة بها بلغ نحو 56، وذلك على الرغم من الأهمية الكبيرة التي تأخذها هذه القضايا من حيز الاهتمام الاجتماعي، بينما بلغت دراسات تعلم اللغات والميل إلى القراءة 44، وموضوعات الانتماء إلى الوطن والمشاركة المجتمعية بلغت 40 دراسة وبحثا، بحسب قوله.

وأكد الدكتور الصالح أن المركز الوطني لأبحاث قضايا الشباب يأمل من وراء ذلك إلى توفير مكتبة إلكترونية متخصصة بقضايا الشباب تضم الكثير من المؤلفات والدراسات والأبحاث والمجلات العلمية العربية والعالمية، وهو ما يصب في إطار تسهيل الحصول على المعلومة من خلال الدخول على موقع المركز الوطني، وتنزيل المعلومات ومصادرها بكل يسر وسهولة.

جدير بالذكر أن المركز الوطني لأبحاث قضايا الشباب تأسس عام 1428هـ، ويعمل على إجراء الدراسات والبحوث والقياسات والاستبيانات حول القضايا المتعلقة بالشباب الاجتماعية والنفسية والسلوكية، ووضع المقترحات والتوصيات للارتقاء بمستوى الشباب وعلاج ما يعترضهم من مشكلات، في حين تتضمن أهداف المركز التالي: تشخيص واقع الشباب والتحديات التي تواجههم، تطوير التوجهات والبرامج الخادمة للشباب وقضاياهم ومشكلاتهم، وخدمة جميع ذوي العلاقة والمهتمين بموضوعات الشباب بالمعارف والمعلومات والبيانات المتخصصة، وتقديم الخدمات الاستشارية للمهتمين والراغبين حول الشباب وموضوعاتهم.