باسكال صقر: الغناء ليس مجرد صراخ وصوت عال بل له مهمة تثقيفية

تعد لإطلاق ألبومها الغنائي الجديد قريبا

باسكال صقر
TT

قالت الفنانة اللبنانية باسكال صقر إن ألبومها الغنائي الجديد الذي تستعد لإطلاقه قريبا في الأسواق، يحمل أغاني متنوعة اعتادت التعاون مع مؤلفيها وملحنيها منذ زمن. وأضافت في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «هو لا يشكل عودتي إلى الساحة لأنني في الأصل لم أغب كثيرا عنها بفضل الأغاني الفردية التي سبقته، ولكنه بالطبع هو بمثابة مولودي الجديد بعد غياب دام أكثر من ثلاث سنوات». وتابعت: «لقد اجتمعت الظروف سويا لتسنح لي الفرصة لتقديم عمل جديد، فكما تعلمون أننا نعاني من غياب ملحوظ لشركات الإنتاج في العالم العربي، فهناك بالكاد اثنان أو ثلاث فاعلة على الأرض، الأمر الذي يجبر الفنان بتولي كافة تكاليف أعماله وهو أمر لا يمكن أن يحصل بين ليلة وضحاها».

ورأت أن ألبومها الجديد والذي تعاونت فيه مع الشاعر والملحن أنطوان جبارة والموزع الموسيقي إحسان المنذر، هو بمثابة هدية تقدمها لجمهورها الذي اشتاق إلى أسلوب غنائها وفنها. وقالت: «أنا بطبيعتي وفية لمن أتعامل معهم، ولذلك رغبت في هذا العمل أن أتعاون مع نفس الملحن ونفس الشاعر اللذين أكن لهما كل مودة واحترام». وعما إذا كانت قلقة من هذا التعاون كون الناس تحب التجديد قالت: «لست قلقة بتاتا لأن لدي أسلوبي الخاص في انتقاء الكلمة واللحن ولست من الفنانات اللاتي في إمكانهن الانسلاخ عن هويتهن من أجل إرضاء الغير. فبنظري الناس اشتاقت لباسكال صقر التي عرفوها بأغانيها الوطنية وكذلك الرومانسية التي تلامس الشعور بالكلمة الرقيقة والحقيقية». وأضافت: «لا أحب التعاون مع الآخرين من أجل التجديد، بل أفضل العمل مع الأشخاص الذين يشبهونني ويعرفونني عن كثب، فهؤلاء هم الذين يعرفون تماما ما يليق بمسيرتي الفنية ولذلك لا أتخلى عنهم لأنني مرتبطة بهم في صورة تلقائية». ووصفت باسكال صقر نفسها بالفنانة القديمة الجديدة معا بحيث إنها تحاول الخروج عن الروتين بأسلوب هادئ ودون شوشرة، ولكنها في الوقت نفسه ليس في استطاعتها الانسلاخ عن القديم الأصيل في الفن.

ومن الأغاني التي يحملها الألبوم «راجع بالنصر» و«بالشوارع» و «أنا جايي» و«ياي» إضافة إلى ثلاث أغان أخرى بينها «عيوني العسلية». وتعلق عنها قائلة: «كل منا يعلم تماما ماذا يليق به، وقد يكون أدائي كلاسيكيا في بعض منها، ولكني حاولت أيضا التجديد من خلال أغان إيقاعية خفيفة الظل غير مستهلكة كلاما ولحنا، ولا تخدش اذن المستمع تماما مثل اغنية «رقصني دخلك ياحبيبي » التي غنيتها في الماضي ». وعن الأغاني «الهيصة» الرائجة في الفترة الأخيرة قالت: «الساحة تتسع لكل الناس وأنا أحترم جهود كل فنان، كما أن المسألة فيها عرض وطلب فالسوق حاليا تتماشى مع هذا النوع من الأغاني، لأن الناس بحاجة إلى فسحة تسلية وفرح وقد تجدها فيها».

وعن سبب غيابها عن الساحة طيلة هذه الفترة (ثلاث سنوات)، أوضحت بالقول: «الساحة تعز علي كثيرا صحيح أن الوقت يمر بسرعة، ولكني أحب أن أعطي الأحلى والأفضل فلا ألهث وراء الربح المادي أو الهدف التجاري، فأنا أغني للفن ولا شيء يضطرني للقيام بما لا يرضيني أو يعجبني».

وعما إذا كان في ألبومها الجديد فيه ما يرضي الجيل الجديد قالت: «الغناء ليس مجرد صراخ وصوت عال، فهو له مهمة تثقيفية يجب أن نتبناها تجاه الناس، فأنا قدمت الإيقاع السريع على طريقتي في أغنية (ياي ياي) مثلا ولكن دائما ضمن إطار شخصيتي الفنية». ورأت أن أجواء الساحة الفنية بشكل عام تبدلت فما عادت الألفة والمودة ولا الهدوء عنوانها بل صاخبة وكل ما فيها استهلاكي تجاري، وأن ذلك يعود حسب اعتقادها للإيقاع العام السائد في عالمنا حاليا، ولذلك أخذت الأغاني منحى آخر لا يشبه فناني الجيل الماضي.

وعدت أن أغاني فيروز هي الوحيدة التي تستمع إليها لأنها تلامسها وتحاكيها عن قرب، وفيها الكثير من المشاعر والشفافية والحلم. ورأت أن الأحلام بحد ذاتها تغيرت ولم تعد تشبه أحلامنا في الماضي والتي كانت ترتكز على أسس صلبة وقالت: «حتى الأحلام صارت بعيدة وصعبة فكل شيء صار بمتناول اليد وليس من السهل أن نحلم». وعن رأيها في البرامج التلفزيونية للمواهب الفنية قالت: «برأي أن برنامج (أستوديو الفن) الذي أطلقه المخرج سيمون أسمر في السبعينات واستمر لأكثر من 20 عاما ما زال الأفضل بينها، فالبرامج الحالية ترتكز أكثر على مبدأ الربح التجاري وهذا ليس خطأ، ولكنه لا يضيف الجديد إلى الساحة، وما أقوله لا يعنينا نحن فقط في العالم العربي، بل أيضا العالم الغربي إذ إن نفس المبدأ متبع في برامجها هذه ولا مصداقية حقيقية فيها».

وعما إذا كانت تشجع ابنتها لدخول الفن أجابت: «ابنتي تهوى الغناء وصوتها جميل ولا أحبذ دخولها هذا المعترك إلا في أعمال راقية وغير مستهلكة، لا سيما وأنه لا يوجد حقوق اجتماعية يتمتع فيها الفنان في بلادنا».

ووصفت الموسيقي إلياس الرحباني بأنه صاحب الفضل الأكبر عليها وعلى انخراطها في عالم الغناء من بابه الواسع، أما الفنان الراحل ذكي ناصيف فوصفته بأنه علامة من علامات لبنان وبأنه فنان عظيم لم يأخذ فرصته الحقيقية على الساحة الفنية. ورأت أن الفنانة جوليا راقية وصاحبة مبدأ، كما أنها تعرف ماذا تريد، أما المطربة ماجدة الرومي فعدتها فنانة من الطراز الأول وشكلت علامة فارقة في أعمالها الوطنية. وقالت: «يا ليتنا نجتمع كلنا في عمل فني راق أو في مهرجان له هدفه الوطني والثقافي، فأنا أتوق لهذا النوع من الأعمال ولا سيما مع فنانين بهذا المستوى».