ثنائية هولندية في الوقت القاتل تطيح بالمكسيك وتقود منتخب «الطواحين» إلى ربع النهائي

أربع دقائق قلبت النتيجة في مباراة شهدت أول اعتماد رسمي للوقت المستقطع من أجل تبريد اللاعبين

أوشاوا حارس المكسيك ينظر للكرة التي سددها شنايدر وهي تسكن شباكه (رويترز)
TT

بات المنتخب الهولندي أول المنتخبات الأوروبية المتأهلة إلى دور الثمانية بنهائيات كأس العالم لكرة القدم المقامة حاليا بالبرازيل بعدما حول تأخره صفر / 1 أمام نظيره المكسيكي إلى فوز متأخر وثمين 2 / 1 في دور الـ16 بمدينة فورتاليزا أمس.

وافتتح جيوفاني دوس سانتوس النتيجة للمكسيك في الدقيقة 48 قبل أن ينتفض المنتخب الهولندي في الدقائق الخمس الأخيرة التي أحرز خلالها هدفين عن طريق ويسلي شنايدر في الدقيقة 88 وكلاس يان هونتلار من ركلة جزاء في الوقت المحتسب بدل الضائع.

ورغم الهزيمة قدم منتخب المكسيك مباراة أكثر من رائعة وسيطر على المباراة في أوقات كثيرة، قبل أن يرتكب مديره الفني ميجيل هيريرا خطأ قاتلا بتغيير نجم الفريق دوس سانتوس ليمنح الفرصة للهولنديين للسيطرة تماما على مجريات المباراة.

وشهد اللقاء اعتماد الوقت المستقطع من أجل تبريد اللاعبين لأول مرة رسميا.

وأوقف الحكم البرتغالي بدرو بروينسا المباراة في الدقيقة 31 لينال اللاعبون راحة لمدة ثلاث دقائق قبل معاودة اللعب، وكرر الأمر في الدقيقة 75. وأتاح الاتحاد الدولي «فيفا» للحكام اعتماد الوقت المستقطع للحد من تجفاف اللاعبين خلال المباريات وفي ظل حرارة تتخطى 32 درجة مئوية.

وكان مدرب هولندا لويس فان غال دعا أمس السبت حكم المباراة لاحتساب وقت مستقطع لتزود اللاعبين بالماء بسبب درجة الرطوبة المرتفعة. ووصلت الحرارة الساعة الواحدة ظهرا (14 بتوقيت غرينتش) إلى 30 درجة مئوية ورطوبة بلغت 58 في المائة. وظهرت بعض مقاعد ملعب «كاستيلاو» شاغرة نظرا لقوة أشعة الشمس، فالتجأ بعض الجمهور إلى المواقع المغلقة تفاديا لدرجة الحرارة المرتفعة. وأقر فان غال أن الحرارة والرطوبة ستمنحان الأفضلية للمكسيك في مونديال برزت فيه حتى الآن منتخبات قارة أميركا.

على ملعب «كاستيلاو» في فورتاليزا نجح المنتخب الهولندي في قلب الطاولة على نظيره المكسيكي محولا تخلفه إلى فوز في الوقت القاتل 2 - 1، وهي المرة السادسة التي يبلغ فيها منتخب هولندا الدور ربع النهائي بعد 1974 و1978 و2010 عندما بلغ النهائي و1994 عندما خرج من الدور ذاته و1998 عندما خرج من دور الأربعة.

وهو الفوز الرابع على التوالي لهولندا وصيفة بطلة النسخة الأخيرة، في البطولة الحالية فحذت حذو كولومبيا التي حجزت بطاقتها على حساب الأوروغواي. كما هو الفوز العاشر لهولندا في مبارياتها الـ11 الأخيرة في العرس العالمي (خسارة النهائي عام 2010). في المقابل فشلت المكسيك في فك عقدة الدور ثمن النهائي التي لازمتها للمرة السادسة على التوالي وتحديدا مونديال الولايات المتحدة عام 1994.

وكانت المكسيك قاب قوسين أو أدنى من بلوغ الدور ربع النهائي للمرة الأولى في تاريخها خارج قواعدها والثالثة بعد عامي 1970 و1986 على أرضها لأنها كانت الطرف الأفضل أغلب فترات المباراة وتقدمت بهدف مطلع الشوط الثاني وكان بإمكانها التعزيز في أكثر من مناسبة، قبل أن تدفع الثمن في الدقائق الأخيرة التي شهدت صحوة نسبية لهولندا التي كانت بعيدة عن مستواها خصوصا نجمها فان بيرسي الذي استبدله المدرب لويس فان غال وأشرك هونتيلار الذي سجل هدف التأهل من ركلة جزاء وقبلها مرر كرة التعادل لشنايدر.

وكان المنتخب الهولندي تائها أغلب فترات المباراة خصوصا في الشوط الأول حيث لم يسدد أي كرة بين المرمى وسنحت أمامه فرصة واحدة فقط. وعاد فان بيرسي إلى صفوف هولندا بعد غيابه عن المباراة الأخيرة أمام تشيلي بسبب الإيقاف، فيما دفع فان غال بديرك كاوت أساسيا ليلعب مدافعا أيسر ويخوض مباراته الدولية المائة. وبات كاوت سابع هولندي يبلغ حاجز المائة بعد أدوين فان در سار وفرانك دي بوير ورافائيل فان در فارت وجيوفاني فان برونكهورست وويسلي شنايدر وفيليب كوكو.

كما لعب بول فيرهايغ أساسيا على حساب داريل يانمات.

كما خاض شنايدر مباراته الـ15 في العرس العالمي وبات أكثر اللاعبين الهولنديين مشاركة في المونديال. أما فان بيرسي فلعب مباراته الـ14. وسجل شنايدر بالمناسبة هدفه السادس في كأس العالم وبات ثاني أفضل هداف هولندي بعد جوني ريب (سبعة أهداف).

في المقابل أجرى مدرب المكسيك ميغل هيريرا تبديلا واحدا على التشكيلة بدفعه بالمخضرم كارلوس سالسيدو (34 عاما) أساسيا بسبب غياب خوسيه فاسكيز الموقوف.

واضطر مدرب هولندا إلى إشراك برونو مارتينز ايندي مكان دي يونغ الذي تعرض للإصابة في الدقيقة التاسعة.

وكاد هيكتور هيريرا يمنح التقدم للمكسيك إثر هجمة منسقة أنهاها بتسديدة زاحفة من نقطة الجزاء بجوار القائم الأيمن في الدقيقة (18).

وأطلق سالسيدو كرة قوية من 35 مترا أبعدها الحارس سيليسن بصعوبة إلى ركنية في الدقيقة (24). وكانت أول وأخطر فرصة للهولنديين عندما تلقى فان بيرسي كرة داخل المنطقة فهيأها لنفسه بيسراه وسددها بيمناه بعيدا عن الخشبات الثلاث في الدقيقة (27). وأنقذ الهولندي سيليسن مرماه من هدف محقق بتصديه لتسديدة قوية لدوس سانتوس من داخل المنطقة في الدقيقة (42).

واضطر مدرب المكسيك بدوره لتغيير المدافع هيكتور مورينو بسبب الإصابة ودفع بدييغو رييس. ونجح دوس سانتوس في منح التقدم للمكسيك مستغلا كرة رأسية لفلار عند حافة المنطقة فسددها قوية بيسراه من خارج المنطقة أسكنها الزاوية اليسرى البعيدة للحارس سيليسن في الدقيقة (48).

وكاد بيرالتا يضيف الهدف الثاني من تسديدة قوية مماثلة من خارج المنطقة تصدى لها سيليسن في الدقيقة (56).

ودفع فان غال بممفيس ديباي مكان فيرهايغ في الدقيقة (56).

وأنقذ حارس مرمى المكسيك غييرمو أوتشاوا مرماه من هدف التعادل بإبعاده من باب المرمى كرة دي فريي إثر ركلة ركنية انبرى لها آريين روبن ارتطمت بالقائم الأيسر وأبعدها الدفاع في الدقيقة (58).

وكاد شنايدر يدرك التعادل من تسديدة قوية من خارج المنطقة ارتطمت بقدم فرانشيسكو رودريغيز وكادت تخدع الحارس أوتشاوا في الدقيقة (61). وأشرك مدرب المكسيك خافيير أكوينو مكان دوس سانتوس في الدقيقة (61). ليعود الفريق للدفاع، ويمنح هولندا الفرصة للضغط حيث أهدر روبن وشنايدر فرصتين قبل أن يتألق أوتشاوا وينقذ مرماه من انفراد لروبن في الدقيقة (74). ولعب فان غال ورقته الأخيرة بإشراكه هونتيلار مكان فان بيرسي في الدقيقة (76).

وأدرك شنايدر التعادل من تسديدة قوية من داخل المنطقة أسكنها على يمين الحارس أوتشاوا إثر كرة مرتدة من الدفاع بعد ركلة ركنية لروبن في الدقيقة (88). وحصل روبن على ركلة جزاء إثر مجهود فردي رائع داخل المنطقة إثر عرقلته من القائد ماركيز فانبرى لها هونتيلار بنجاح في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع (90+3).

وكاد خافيير اكوينو يدرك التعادل من تسديدة جانبية التقطها الحارس سيليسن (90+6).