عابد فهد يقدم مسلسل «لو» ويعرض على قناة «إم بي سي»

الفنان السوري: نادين نجيم أعطت الدور خصوصيته.. ولا تقارن بسيرين عبد النور

TT

تغلب صورة الرجل القاسي والمريض نفسيا عند كل متابع لأعمال عابد فهد في السنوات الأخيرة. فمنذ «الولادة من الخاصرة» بأجزائه الثلاثة، مرورا بحلقات «سنعود بعد قليل» مع الممثل القدير دريد لحام، وصولا إلى «لعبة الموت»، كرس النجم السوري هذه الصورة. واستطاع من خلال دور الرجل المريض نفسيا والقاسي، أن يصل إلى شريحة أوسع من الجمهور العربي، رغم أنه أبدع في تقديم مختلف الشخصيات خلال رحلة فنية انطلقت منتصف الثمانينات مع الممثل الكوميدي ياسر العظمة في «مرايا»، وتضمنت محطات غنية تنوعت بين كوميدية وتراجيدية وتاريخية. ولا يمكن لأي متابع للحركة الدرامية السورية أن يتجاهل الدراما التاريخية «الظاهر بيبرس» التي حصد عنها الجائزة الذهبية في «مهرجان القاهرة» كأفضل أداء تمثيلي، لكن يبدو أن «القدر» خطط لأن يكون محاطا دوما بالجميلات، ويمارس عليهن مختلف أشكال القمع والسلطة والتحكم.. والعاطفة. هكذا، سيكمل المشوار في الدراما الاجتماعية العاطفية «لو» الذي ستعرضه «MBC» في رمضان المقبل، وهو من كتابة نادين جابر وسيناريو وحوار بلال شحادات، وإنتاج شركة «سيدرز أرت بروداكشن» و«إيغيل فيلم»، ويحمل توقيع المخرج السوري سامر البرقاوي في ثالث تعاون بينهما بعد «لعبة الموت» (2013)، والسلسلة الفكاهية الساخرة «مرايا» (2011).

أول سؤال يتبادر إلى ذهن من يقرأ بعض السطور عن قصة «لو»، هو هل سيكرر عابد فهد الدور الذي قدمه في الموسم الماضي، وتكون نادين نجيم بديلة سيرين عبد النور؟ ينفي فهد تشابه الدورين، ويرد على السؤال بسؤال: «بيت القصيد هو، هل يحمل (لو) طبيعة الشخصية نفسها التي قدمتها 2013 سواء في (لعبة الموت) أم في (الولادة من الخاصرة)؟» يؤكد أن «صناعة الشخصية في العملين السابقين، تتقاطع مع بعضها البعض، باعتبار أن الممثل نفسه يؤدي الدورين ليس أكثر». يستدرك قائلا: «الممثل قد تخونه أدواته أحيانا، لكنني كنت واع بألا أكرر نفسي، وأن يتميز غيث الذي أقدمه في (لو) عن الدورين اللذين قدمتهما في العملين السابقين، لكن هناك ما يرتبط بنفس الممثل وحركته الأوتوماتيكية وبتراكم التجربة والوعي عنده».

ويعد الفنان السوري أن الجمهور سيتعاطف حينا مع الشخصية في «لو»، وسينقم عليها أحيانا، لافتا إلى أن «غيث يحسب خطواته بدقة، هو الذي كان يطمح إلى أن يتخصص في فن الرسم والتاريخ والمسرح، أجبرته الظروف على أن يدرس التجارة والاقتصاد، لأن والده مدير المصرف، طلب منه أن يخلفه في موقعه». وبحكم السيناريو، تقف الشخصية أمام مواجهات عائلية وعاطفية، «يتسم الرجل غالبا في معالجته لكل المواقف بالهدوء والصمت والصلابة». وعما إذا كان المشاهد سيراه في مواجهات عنيفة مع ليلى (نجيم) مماثلة لتلك التي عامل بها نايا (سيرين عبد النور)، يجيب بأن «المواجهة مع ليلى تحدث ضمن إشارات معينة، إحداها حينما تكون مع عشيقها وتتعرض ابنتهما إلى حادثة، فتضطر الخادمة أن تنقلها إلى المستشفى، فيفتضح كذب الزوجة - العشيقة، ويحملها المسؤولية ويحاسبها ويتصرف إنما بعقلانية». ويضيف ردا على من يعقدون المقارنات الدائمة بين أدواره الدرامية الأخيرة قائلا: «هذا عمل مستقل، والحلول التي يأتي بها غيث مختلفة عن حلول شخصيات أخرى في بقية الأعمال».

يفضل فهد عدم إحراج نفسه وإحراج النجمات اللبنانيات اللواتي شاركنه أعماله أخيرا، بالمقارنة بينهن، ويشير إلى تجربته مع نادين نجيم تحديدا بالقول: «لاحظت بأنني أمام ممثلة، تبحث بين السطور، وقد استطاعت توجيه إحساسها وإعطاء الدور خصوصيته بعيدا عن بقية الزملاء»، مشددا على «الانسجام القائم بين فريق العمل عامة وبينه وبين نادين ويوسف الخال خاصة، بإيقاع النص المشغول بعناية واهتمام». وهنا يثني على أداء الخال الذي أخد الدور إلى مكان غير متوقع، ويصفه بالذكي «حين جعل جاد عاشقا حقيقيا، يتحدى الشرع والقانون ويحارب من أجل حبيبته، ولم يكتف بالظهور في صورة العاشق والوسيم».

بات وجود هذا الممثل في أي عمل، دلالة على مستواه الجيد نصا وإخراجا وتمثيلا، وهو يعطي انطباعا بأن السيناريست بلال شحادات قام مع الكاتبة نادين جابر بشركة لم تكن سهلة وبذلا جهدا كبيرا لإنجاز هذا النص. يقول: «لعل من حظنا بأن يصور (لو)، في المرحلة التي تجري فيه كتابة الحلقات العشرة الأخيرة. طبعا نحن نعرف إلى أين تتجه الشخصيات، لكن هذا الأمر سمح لنا باتباع طريقة معالجة تقوم على سرعة الإيقاع المطلوبة وتحولات الشخصيات، ولحظات التشويق التي تنقلنا بين حدث وآخر، فتنتهي الحلقة بحدث مشوق وتبدأ بحدث أكثر تشويقا».

وعما إذا كانت جنسيات الشخصيات محددة بوضوح في العمل، يقول إنها «مبررة دراميا لكن طبيعة الأعمال مختلفة عن تلك التي توثق للأحداث وتنقلها بواقعية على الشاشة على غرار مسلسل (سنعود بعد قليل) الذي يأخذ من الجنسية والزمان والمكان، محورا له». ويضيف: «المعيار الذي يحكم عملنا هو مدى نجاحه، ولا نتوقف عند هذه التفاصيل لأنها تصبح ثانوية». ويصف الممثلين عبد المنعم عمايري وديما بياعة اللذين يشاركانه في العمل بالنجمين الكبيرين اللذين يضيفان قيمة للمسلسل، باعتبار أن لكل منهما تاريخا دراميا حافلا». كما يعرب عن اعتزازه بالوقوف أمام الممثل المصري القدير عبد الرحمن أبو زهرة، يقول: «هناك قاسم مشترك بيننا، هو أننا لعبنا الشخصية نفسها في الدراما التاريخية هي شخصية الحجاج بن يوسف الثقفي في عملين مختلفين». يذكر أن العمل يضم ممثلين حققوا نجوميتهم بين مصر وسوريا ولبنان، منهم دارين حمزة، حسان مراد، خالد السيد، عصام بريدي، سارة أبي كنعان، وداد جبور، لقاء سويدان فريال يوسف وحازم سمير وغيرهم.