مشاورات مصرية مع الجامعة العربية بشأن التطورات في العراق وسوريا وليبيا وفلسطين

وزير الخارجية سامح شكري قال إن بلاده تعمل للقضاء على الإرهاب في المنطقة

TT

شدد وزير الخارجية المصري، سامح شكري، في تصريحات له أمس، عقب لقائه الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي، على أن بلاده تعمل للقضاء على الإرهاب في المنطقة، قائلا إن مشاوراته مع أمين الجامعة العربية أمس، جرت بشأن التطورات في العراق وسوريا وليبيا وفلسطين. وأكدت مصادر دبلوماسية مطلعة أن الجانبين اتفقا على استمرار التشاور والتنسيق فيما يتعلق بقضايا المنطقة.

ومن جانبه، قال العربي، في مؤتمر صحافي مشترك، عقب اللقاء، إن الاجتماع تناول ما يتعلق بالتعاون بين مصر والجامعة العربية، خاصة أن مصر هي دولة المقر، كما جرى بحث الأوضاع بليبيا وسوريا والعراق، مشيرا إلى أن وزير الخارجية أبلغ أنه سوف يدعم الجامعة العربية في المحاولات الكثيرة والموضوعات التي تتعرض لها خلال المرحلة الحالية. وأضاف أن وزير الخارجية اجتمع مع الدكتور ناصر القدوة مبعوث الجامعة العربية إلى ليبيا وتحدث حول تطورات الأوضاع في ليبيا التي تدور فيها الانتخابات، ومن المقرر أن تعلن نتائجها بشكل نهائي قريبا، قائلا: «نحن ننتظر نتائج الانتخابات». من جانبه، أكد وزير الخارجية المصري أنه ينتمي إلى مدرسة الأمين العام للجامعة العربية وفكره، مشددا على اهتمام مصر بالجامعة العربية والدور الذي تلعبه في الآونة الأخيرة والقضايا الكثيرة التي تقلق العالم العربي، منوها بالتعاون بين مصر والجامعة العربية في العديد من القضايا العربية. وأضاف وزير الخارجية المصري: «إننا حريصون على تناول الكثير من القضايا فيما يتعلق بليبيا وسوريا والأوضاع في العراق، وتحدثنا فيما يتعلق بالاجتماع الوزاري المقبل، أوائل سبتمبر (أيلول) في دورته العادية، وجرى تناول بعض الأفكار الخاصة بتطوير عمل الجامعة»، قائلا إن مصر ترى أن الجامعة العربية من الأدوات المهمة في إطار سياسة مصر الخارجية وتعمل على تزكية التضامن والتنسيق العربي المشترك.

وحول تطورات الأوضاع في ليبيا، قال شكري إن مصر تعطيها أولوية متقدمة لأنها تمس الأمن القومي المصري والعربي بشكل رئيس، «ومن ثم انتهزنا فرصة القمة الأفريقية وعقدنا اجتماعا لوزراء خارجية دول الجوار لبحث التنسيق بدول الجوار والاتصالات مع الأطراف في ليبيا، وكذلك التعاون مع مبعوث الجامعة إلى ليبيا، في محاولة للتأثير الإيجابي على تطور الأمور هناك.. وننتظر ما ستسفر عنه نتائج الانتخابات في ليبيا، ونأمل أن تكون إيجابية وتسهم في استقرار الأوضاع».

وحول تطورات الأوضاع في سوريا، قال إن الوضع الإنساني القائم في سوريا يتطلب وقف العمليات العسكرية والعنف، مضيفا أن الأمين العام للجامعة العربية أطلق نداء لوقف العمليات العسكرية والعنف خلال رمضان مشيرا إلى أنه لا بد من مراعاة الشعب السوري وتوصيل المساعدات الإنسانية إليه واستئناف الجهود السياسية للحد من هذه الأزمة.

وحول الأوضاع في العراق، قال إنه لا بد من أن تتكاتف الأطياف العراقية المختلفة لتشكيل إطار سياسي من خلال تشكيل حكومة وحدة وطنية تستطيع أن تواجه هذه التحديات، مشددا على ضرورة أن تجري معالجة هذه القضايا في إطار عربي تحقيقا للمصلحة والأمن القومي العربي.

وحول مدى استعداد مصر للقيام بدور سياسي بشأن ما يجري الآن في العراق، قال وزير الخارجية المصري: «بالتأكيد، مصر دائما على استعداد لبذل كل ما بوسعها لتقريب وجهات النظر والاتصال بالأطراف المختلفة، وكلها في الإطار الإيجابي للحد من الأزمة والحفاظ على وحدة العراق واستقراره».

وفيما يتعلق بسبل تأمين البعثة المصرية لدى العراق، قال: «إننا نتابع الموقف كل ساعة، وهناك خطة موضوعة للتعامل مع هذه التهديدات والإخلاء في الوقت المناسب، ولكن دور مصر واهتمامها بالعراق يقتضيان أن يكون لنا اتصال وتمثيل يتيح لنا التفاعل مع الأوضاع والتأثير الإيجابي فيها كلما أمكن»، لافتا في الوقت ذاته إلى أن مصر تولي مزيدا من الاهتمام بسلامة أعضاء البعثة المصرية لدى العراق.

وقال: «سوف نتخذ الإجراءات المناسبة لتأمينهم وحمايتهم وخروجهم من بغدد إذا اقتضى الأمر».

وحول التصعيد الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية والموقف المصري بشأن ما يجري بفلسطين، قال وزير الخارجية المصري إن بلاده أدانت التصعيد الإسرائيلي والتدخل الكثيف في الأراضي المحتلة وما أسفر عنه من مقتل عدد من الفلسطينيين، داعيا الحكومة الإسرائيلية إلى ضبط النفس والتعامل بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية، للتعامل مع الظروف التي أدت إلى هذا التدخل، مشيرا إلى أنه بحث مع الأمين العام الجهود التي تبذلها الجامعة العربية في هذا الشأن لدفع الأطراف نحو التسوية السلمية واستئناف المفاوضات وفقا للتفاهم والاتفاقات التي كانت قائمة بينهم، مشددا على أن القضية الفلسطينية هي أولوية لمصر وللدول العربية.

وحول ملف الإرهاب، قال وزير الخارجية المصري إن الإرهاب قضية معروضة على الجامعة العربية بصفة مستمرة، وهناك توافق واتفاق وإجماع على ضرورة العمل المشترك للقضاء على الإرهاب في المنطقة العربية الذي يؤثر بشكل مباشر في تنمية الشعوب ومستقبلها وتطورها، وهناك توافق على أهمية التوافق على القضاء على هذه الآفة والظاهرة البغيضة.