صلح بين قبيلتين في أسوان جنوب مصر بعد صراع خلف 28 قتيلا

تغريم من يخترق الاتفاق مليون جنيه

TT

توصلت قبيلتا «الدابودية» و«الهلايل» بمحافظة أسوان، أقصى جنوب مصر، في الساعات الأولى من فجر أمس (الأحد)، إلى صلح، بعد صراع دموي استمر نحو ثلاثة أشهر وخلف 28 قتيلا من الجانبين. وتضمن الصلح تغريم من يخترق الاتفاق لاحقا مليون جنيه (الدولار يساوي نحو 7.15 جنيه). وجاءت جلسة الصلح بين القبيلتين بعد أيام من تجدد الاشتباكات بينهما والتي خلفت قتيلين.

وشارك في إجراءات الصلح، التي حضرها أولياء الدم من الطرفين، محافظ أسوان مصطفى يسري، واللواء سعد زغلول مساعد وزير الداخلية لمنطقة جنوب الصعيد، وقيادات أمنية وشعبية أخرى. وقال شهود عيان إنه عقب جلسة الصلح، التي استمرت ساعات طويلة، قامت قيادات القبيلتين وأولياء الدم بالتعانق والتصافح وسط صيحات التكبير والتهليل والفرحة التي عمت قاعة المحافظة، التي استضافت مفاوضات الصلح.

وقال محافظ أسوان إن إتمام مراسم الصلح النهائي سيكون مساء الاثنين لإنهاء حالة الاحتقان بين القبيلتين وبدء صفحة جديدة في العلاقة بينهما بعد إقرارهما التصالح الرسمي من ولاة الدم في كل جانب، وكبار ورموز القبيلتين. فيما قال منصور كباش، رئيس لجنة المصالحة، عقب الصلح، بحسب تصريحات نقلتها وكالة أنباء «الأناضول»، إن «الصلح نهائي» وبات وأقره الأطراف وأولياء الدم بكامل أهليتهما، وبحضور اللجنة المشتركة من العائلتين، على أن يتبادل أبناء الدابودية وبني هلال الاعتذار لأولياء الدم في كل منهما، مع إقرارهما بشروط الصلح، ومنها التزام أي طرف يخترق هذه الشروط العرفية بغرامة مالية قدرها مليون جنيه (نحو 140 ألف دولار).

ولفت إلى أن نفس هذا الالتزام ينطبق على أي حالات إساءة من أفراد القبيلتين بعضهما لبعض، أو في حالة الاعتداء على عقار أو ملكية خاصة بهما، وفي حالة نشوب أي خلاف من أحد الطرفين تلتزم اللجنة المشكلة من كل طرف بالتواصل وإبداء المساعدة لسرعة حل الأزمة أو اللجوء للجنة العامة للمصالحة لاتخاذ ما يلزم.

وتعرضت الهدنة التي عقدت للتوصل إلى صلح لتحد خطير الخميس الماضي، حيث تجددت المناوشات بالأسلحة البيضاء بين القبيلتين، مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص جدد. وقال شاهد عيان حينها إن تجدد أعمال العنف بدأ عقب مشاجرة وقعت بين مجموعة من أبناء القبيلتين بسبب صراع على النفوذ في عمليات تجارية.