بغداد تراهن على طائرات «سوخوي» الروسية لحسم المعركة ضد «داعش»

تسلمت خمسا منها ستبدأ مهمات قتالية خلال أيام

TT

أعلنت وزارة الدفاع العراقية عن وصول خمس مقاتلات روسية من نوع «سوخوي 25»، لتعزيز القدرة القتالية للجيش العراقي ضد الجماعات «الإرهابية» في البلاد.

وقالت الوزارة في بيان لها أمس «تعلن وزارة الدفاع عن وصول الوجبة الأولى من الطائرات المقاتلة الروسية من نوع (سوخوي 25) وعددها 5، إلى الأراضي العراقية، ضمن العقد الروسي مع الوزارة، حيث ستسهم في زيادة القدرة القتالية للقوة الجوية وبقية صنوف القوات المسلحة للقضاء على الإرهاب». وتستعد القوات العراقية لإدخال هذه الطائرات في معاركها مع مسلحي تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) وتنظيمات أخرى. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول عسكري عراقي أن «طائرة (سوخوي) متخصصة بإسناد القطعات وضرب الإرهاب، ونحن بأمس الحاجة إلى هذه الطائرات في هذا الوقت العصيب»، مضيفا أن المقاتلات ستدخل «خلال الأيام الثلاثة أو الأربعة المقبلة إلى الخدمة الفعلية». وتابع أن هذه الطائرات ستلعب دورا أساسيا في «مقاتلة تنظيمات داعش الإرهابية»، موضحا أن «طيارين لهم خبرة طويلة» هم الذين سيقودون هذه الطائرات التي سيجري تجهيزها بمساعدة فنيين روس.

وكان رئيس الوزراء نوري المالكي أعلن الخميس الماضي أن بغداد ستشتري أكثر من 12 طائرة روسية ضمن عقد تبلغ قيمته نحو 500 مليون دولار، في وقت تبدي فيه السلطات العراقية سخطها من تأخر الولايات المتحدة في تسليمها طائرات «إف 16» ومروحيات «أباتشي».

وفي هذا السياق، أوضح حاكم الزاملي، عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «قيام العراق باستيراد طائرات روسية من نوع (سوخوي 25) يعود لعدة أسباب، أهمها أنها طائرات مستخدمة وبالتالي لا تخضع للضوابط الخاصة باستيراد الأسلحة الحديثة والتي من بين أهم ما تتضمنه أنها تأخذ وقتا طويلا لكي تكون جاهزة للتسليم، كما أن العراق كان يستخدم في حروبه الماضية مع إيران والولايات المتحدة مثل هذه الطائرات، وقد أثبتت فاعليتها في تلك الحروب، يضاف إلى ذلك أن لدى العراق طيارين جاهزين الآن لاستخدامها من دون دورات أو إعداد أو غيرهما، مما يجعل أمر استخدامها لن يطول».

وأضاف الزاملي، وهو قيادي بارز بالتيار الصدري، أن «من بين الأسباب الأخرى المكملة أن سعر هذه الطائرات كونها مستعملة بسيط، علما بأنها كانت جزء من سلاح الجو الروسي عام 2008 في الحرب ضد جورجيا وبالتالي فهي لا تزال فاعلة، كما أن العراق أثبتت الأحداث الأخيرة أنه بحاجة إلى طائرات نفاثة».

وردا على سؤال بشأن مصير صفقة الأسلحة التي كان وقعها العراق مع روسيا العام الماضي والبالغة قيمتها أربعة مليارات ومائتي مليون دولار، التي أثارت جدلا واسعا لجهة ما شابها من فساد حسبما ورد، قال الزاملي إن «تلك الصفقة موجودة، وقد تسلم العراق بموجبها العديد من الأسلحة والتجهيزات الخاصة بمكافحة الإرهاب والمعدات والذخائر، بالإضافة إلى طائرات (إم 35)، أو (صياد الليل)، كما يطلق عليها»، مشيرا إلى أن «تلك الصفقة أعيد النظر بها من جوانب عديدة وجرى الاتفاق على إبرامها والأسلحة المتفق عليها تصل تباعا، لكن ليسا من بينها طائرات (سوخوي) باعتبار أن العراق كان تعاقد مع الولايات المتحدة الأميركية على طائرات (إف 16)، غير أن وصولها يتأخر فضلا عن أن الجانب الأميركي لا يبدو أنه متحمس لتزويد العراق بأنواع معينة من الأسلحة الثقيلة».