رمضان يكسر الحواجز بين السعوديين والمقيمين على موائد الإفطار

يمثل فرصة لتقليص الهوة وتقريب المسافات

موائد الإفطار تتوزع في كافة أرجاء البلاد خلال شهر رمضان ويتشارك فيها المقيمون والمواطنون («الشرق الأوسط»)
TT

يمثل شهر رمضان المبارك فرصة كبيرة للسعوديين والأجانب للتقارب أكثر فيما بينهم من خلال الكثير من البرامج التي تطلق من عدة جمعيات وفعاليات في هذا الشهر الكريم ومن أهم هذه الفعاليات (إفطار صائم) وهذه الفعالية التي تنتشر خصوصا في المدن الكبرى يكون لها الأكبر في كسر الحواجز التي كانت تقيد المواطن السعودي من ناحية التعامل مع الوافد الأجنبي بعد ما منعت العادات والتقاليد تلاقيهما على (سفرة طعام) واحدة طوال أشهر العام.

وتنظم الكثير من الجمعيات الخيرية التي تقع تحت إشراف وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف هذه الفعاليات من خلال نصب مخيمات كبرى في مواقع يسهل الوصول إليها من قبل الجميع.

ولا تقتصر مهمة المشرفين على هذه المخيمات على تقديم وجبات الإفطار والدعوة بل إن هناك رصدا لجوائز تحفيزية للمنتظمين في الحضور لهذه المخيمات بهدف خلق تنافس أكبر بين هذه المخيمات والجمعيات لتقديم الأفضل دائما.

ويقول الشيخ جمعة الرميحي مدير مكتب «هداية» بالمنطقة الشرقية في هذا الصدد بأنه جرى رصد 30 ألف ريال عبارة عن جوائز عينية لمسابقة تجميع النقاط التي تعتمد على منح نقاط محددة لكل مقيم يتواجد مبكرا في البرامج الدعوية حيث يتم احتساب مجموعها مع نهاية رمضان والإعلان عن الفائزين من كافة الجاليات، مبينا أن هذه المسابقة تهدف إلى الحد من التواجد المتأخر لبعض المقيمين الذين يتوافدون قبل بضع دقائق من موعد الإفطار وتشجيعهم على الاستفادة من الدروس والمحاضرات والتعرف بشكل أفضل على الدين الإسلامي وكذلك إيجاد مزيد من الوقت للتداخل مع المواطنين السعوديين الذين يتواجدون في هذه المخيمات سواء للتطوع أو تناول الإفطار والاستفادة من البرامج الدعوية والتقرب بينهم أكثر مما يعزز مكانة هذا الشهر الكريم على المسلمين.

أما رئيس مجلس إدارة مكتب الدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات (هداية) بالخبر الشيخ الدكتور صالح اليوسف فبين أن المخيم الرمضاني لهذا العام يستعد لتوزيع 300 ألف وجبة خلال شهر رمضان المبارك بمعدل عشرة آلاف وجبة يوميا ستقسم على موقع المخيم وكذلك ما يقارب 20 موقعا خارجيا في بعض المساجد والمجمعات السكنية بالخبر.

وبين أن المخيم الذي يقام على طريق الملك فهد مقابل إسكان الخبر ويستهدف 5 آلاف شخص يوميا في تسعة مخيمات يتبعها ما يقارب ثماني جاليات مختلفة، وأضاف أن المخيم يهدف إلى تقديم عدد من البرامج الدعوية التي تصل إلى 950 درسا وفعالية متنوعة بمشاركة 160 متطوعا إضافة إلى توفير الوجبات الغذائية التي حرص المخيم على أن تناسب ذائقة الجميع من خلال الاتفاق مع مطاعم خاصة لكل جالية.

في الجانب الصحي من حيث سلامة الأغذية التي تقدم للصائمين في هذه المخيمات، أكدت أمانة المنطقة الشرقية متابعتها عن قرب وضع هذه المخيمات من حيث تطبيق معايير الجودة والنظافة في الأغذية المقدمة للصائمين خصوصا أن الأجواء التي تمر بها المنطقة الشرقية حارة جدا وتستوجب طرق حفظ وتبريد حديثة لحماية الأغذية من التعفن. وبين محمد الصفيان المتحدث الرسمي للأمانة أن البلديات لا تألو جهدا في مراقبة المحلات التي تقدم أغذية، لكنها في الوقت نفسه تهيب بالمواطنين والمقيمين أن يشاركوها حرصها على صحتهم عبر الالتفات لما يقدم لهم ولأبنائهم من أجل محافظة خالية من الأمراض، خاصة أن الجولات ستكون مكثفة خلال شهر رمضان صباحا ومساء، إلى جانب مخيمات الإفطار الرمضانية وتطبيق أشد الإجراءات الرقابية مشيرا إلى أن جميع المواد الغذائية التي تجلب لمخيمات إفطار صائم الرمضاني تخضع لإشراف مباشر من قبل المكاتب التعاونية التابعة لوزارة الشؤون الإسلامية بالشرقية، وتحت مسؤوليتهم، ودور الأمانة يجب أن يكون فاعلا بشكل أكبر خلال هذه الفترة للحفاظ على الصحة العامة.