نانسي عجرم أحيت مهرجان «عيش الأشرفية» وسط تدابير أمنية مشددة

الألعاب النارية أضاءت ساحة ساسين التي تحولت إلى مسرح عملاق اتسع لأكثر من ألف شخص

نانسي عجرم تغني على مسرح ساحة ساسين
TT

«عيش الأشرفية» هو عنوان مهرجان الموسيقى، الذي أقيم بساحة ساسين ليلة السبت أول من أمس وأحيته الفنانة نانسي عجرم.

فلا موجة الحر الشديدة، (36 درجة)، التي سادت الطقس الصيفي في لبنان، ولا الخوف من حصول انفجارات مفاجئة، منع أهل الأشرفية من التوجه إلى ساحة ساسين بالمئات، للاحتفال بعيد الموسيقى على طريقتهم، بعد أن كان قد جرى تأجيله الأسبوع الماضي، بسبب انفجار سيارة في الضاحية الجنوبية.

هذا المهرجان الذي يقام للسنة الرابعة على التوالي، افتتحه وزير السياحة ميشال فرعون بكلمة، أكد فيها أن شجاعة أهل الأشرفية كبيرة، وأن لا شيء يمكن أن ينهيهم عن عزمهم على العيش وإحياء الفرح. وقال: «السيدة فيروز غنت (بتروح وبتغيب وبترجع عإدراج بعلبك)، ونحن بدورنا نقول، منروح ومنغيب ونعود إلى الأشرفية، إلى ساحاتها وإدراجها».

وبعد كلمته الموجزة هذه، سلم الوزير ميشال فرعون «نادي الراسينغ الرياضي»، درع تقدير تكريما لمسيرته الطويلة في عالم كرة القدم.

وكانت ساحة ساسين قد تحولت إلى مسرح عملاق اتسع لأكثر من ألف شخص، جاءوا من مختلف المناطق المجاورة لها ليشاركوا في إحياء المهرجان. ولوحظ اتخاذ تدابير أمنية مشددة في المناسبة، بحيث انتشرت عناصر من قوى الأمن الداخلي على مداخل الساحة، كما أقفلت جميع الطرقات المؤدية إليها قبل ليلة من موعد المهرجان.

وازدحمت الساحة بالكبار والصغار الذين راحوا يتمركزون قبل ساعات من بدء الحفلة الغنائية على كراسيهم، خوفا من أن تضيع منهم بسبب الوفود الحاشدة، وقد توزعت على جوانبها وأرصفتها، بسطات وأكشاك منوعة لبيع المناقيش على الصاج، والـ(pop corn) وعرانس الذرة المشوية والترمس وغيرها من الأكلات الخفيفة التي يستطيع أن يحملها معه صاحبها إلى مقعده أثناء متابعته الحفلة.

وبعد انطلاق الألعاب النارية في سماء الأشرفية معلنة بدء المهرجان، أطلت مقدمته ملكة جمال لبنان السابقة نادين ويلسون نجيم على المسرح لتتأهل بالفنانين الأخوين شحادة اللذين افتتحا المهرجان.

أدى الأخوان شحادة باقة من الأغاني العربية العريقة التي عرفا بها منذ بدايتهما في عالم الفن، فغنيا «طالعة من بيت أبوها» و«الحلوة دي» و«بين العصر والمغرب» و«البنت الشلبية» و«مالي شغل بالسوق»، وغيرها من الأغاني التي صفق ورقص الحضور لها طربا. ورافق الأخوان شحادة اللذين أطلا بملابسهما الفلكلورية المعروفين فيها، فرقة موسيقية مؤلفة من عازفي إيقاع وآخر على الأرغن.

وكانت الحفلة قد نقلتها «المؤسسة اللبنانية للإرسال»، كما جرى تثبيت شاشة عملاقة على المسرح شكلت خلفية متحركة لتلوين حضور الفنانين الضيوف بصورهم.

وبعدما اختتم الأخوان شحادة وصلتهما الغنائية بـ«نسّم علينا الهوا» و«راجع يتعمّر لبنان»، أعلنت نادين ويلسون نجيم وصول الفنانة نانسي عجرم، فاستقبلتها بعد إجراء دردشة صغيرة معها مباشرة على المسرح.

فعلا التصفيق ووقفت الجموع تصرخ: «نانسي.. نانسي» حماسا. واستهلت نانسي عجرم التي تألقت ببدلة فضية فضفاضة بدت مرتاحة فيها أثناء وصلتها الغنائية، التي استهلتها بكلمة عفوية هنأت فيها مشجعي فريق البرازيل في المونديال لتجاوزهم الخطر وفوزهم على فريق تشيلي بالضربات الحرة قبيل بدء حفلتها بدقائق. ثم غنت «ما تيجي هنا» من ألبومها الجديد، وتوجهت بكلمة للحضور قالت فيها: «نحن شعب متفائل، لا نستسلم ولا نتوقف عن حبنا الحياة». وعندما سألتها مقدمة الحفلة عن رأيها في الحر الشديد السائد على أجواء الطقس، ردت قائلة: «أفضل شيء أن نتناول البطيخ»، غامزة من قناة كليبها الجديد (ما تيجي هنا) الذي تظهر فيه وهي تبيع البطيخ. ثم كرت السبحة لتؤدي أكثر من خمس عشرة أغنية، جمعت فيها القديم والجديد كـ«ماشي حدّي» و«الدنيا حلوة» و«قلي بحبك» و«يا غالي علي». وعندما بدأت الفرقة الموسيقية المرافقة لها، بقيادة المايسترو باسم رزق، تعزف لحن أغنيتها «شيخ الشباب»، قاطعتهم متوجهة للحشود الواقفة أمام المسرح، تسألهم أن يفتحوا لها المجال لرؤية زوجها (د.فادي الهاشم) الذي كان موجودا بين الحضور، في إشارة منها إلى أن الأغنية مهداة إليه.

وبقيت نانسي مستمرة في وصلتها الغنائية لأكثر من ساعة، وعندما بدأت أداء أغنيتها «لون عيونك»، وقف الجميع ليرددها معها، وفي مقدمهم وزير السياحة ميشال فرعون في الصفوف الأمامية، وإلى جانبه كل من النائبين نديم الجميل وسيرج طورسركيسيان.

ولم تتوان نانسي عجرم أثناء أدائها أغانيها عن السماح للأطفال بالتقاط صور تذكارية معها من على المسرح، بحيث كانت الفرقة الموسيقية تستمر في العزف بينما هي تقوم بتلبية طلبات الأولاد، ولا سيما الأطفال منهم.

واحتشدت الفتيات من مختلف الأعمار أمام المسرح عندما راحت تغني ووفقا لرغبتهن أغنية «يا بنات» التي تقول فيها: (اللي ما خلفش بنات ما شبعش من الحنية).

وأنهت نانسي عجرم الحفلة بأدائها الأغنية التي أطلقتها رسميا في عالم الغناء «أخاصمك آه»، وتلتها بأغنية «حبيبي»، مودعة الجميع وشاكرة حضورهم.

وانتهى مهرجان «عيش الأشرفية» كما بدأ من خلال إطلاق الألعاب النارية في سماء ساحة ساسين، معلنة اختتام إحدى أجمل أمسيات بداية الصيف في بيروت.