تتسارع خطوات العمل في مشروع السكة الحديد لدول مجلس التعاون الخليجي، وذلك من خلال بحث تنفيذ المشروع بأفضل المواصفات المتوفرة عالميا، حيث عقد فريق العمل الفني لمشروع السكة الحديد اجتماعات في العاصمة الإماراتية أبوظبي، وذلك في إطار قرار اللجنة الفنية والمالية في الدول الأعضاء.
وناقش الاجتماع الذي امتد ليومين دليل الإجراءات التشغيلية والهياكل التنظيمية لمشروع سكة حديد دول مجلس التعاون الخليجي، وانتقال المشروع إلى مرحلة إعداد التصاميم الهندسية التفصيلية، كما جرت مناقشة التنسيق بين الدول الأعضاء لمواءمة سكة حديد دول مجلس التعاون مع شبكات السكك الحديدية الوطنية، بجانب سبل إنجاز المشروع الحيوي في أسرع وقت ممكن وبأفضل المواصفات المتوفرة عالميا.
وجرت مناقشة المواصفات الفنية للتشغيل ووضع الأنظمة والقوانين التشريعية للمشروع لرفع التوصيات إلى اجتماع اللجنة الفنية والمالية في الدول الأعضاء الذي يعقد في أبوظبي نهاية شهر أغسطس (آب) المقبل لمناقشتها وإقرارها، ومن ثم رفعها إلى اجتماع وزراء النقل الذي يعقد في شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل بالكويت.
يذكر أن شبكة السكك الحديدية التي تطورها «الاتحاد للقطارات» والمخصصة لنقل الركاب والبضائع على حد سواء، سترتبط بعدد من المحطات، انطلاقا من السعودية عبر مركز الغويفات غربا وعمان ومدينة العين شرقا في الإمارات، فيما تربط الشبكة المراكز التجارية والصناعية والسكنية الرئيسة في الإمارات كافة، وتسهل حركة التجارة وتسهم في تعزيز التنمية الاقتصادية وفتح آفاق جديدة للنقل والمواصلات في أنحاء البلاد.
وقال الدكتور المهندس ناظم بن طاهر، المدير التنفيذي لقطاع النقل البري في الهيئة الوطنية للمواصلات، إن تنفيذ وتشغيل السكة الحديد في الإمارات سيمر بعدد من المراحل وصولا إلى التنفيذ بشكل متكامل وفي الوقت المحدد عام 2018.
وأشار الدكتور ابن طاهر إلى الرؤية المستقبلية للقيادة برئاسة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، وبناء على توجيهات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي بأن تصبح دولة الإمارات ليس فقط دولة رائدة في المنطقة، بل واحدة من أفضل دول العالم في شتى المجالات.
وأكد ضرورة تنفيذ توجيهات الدكتور عبد الله بن محمد بلحيف النعيمي وزير الأشغال العامة رئيس مجلس إدارة الهيئة الوطنية للمواصلات بالتنسيق مع الجهات كافة في الدولة، إضافة إلى الجهات الإقليمية فيما يخص مشروع السكة الحديد بدول مجلس التعاون الخليجي، وذلك لضمان التنفيذ الأمثل لهذا المشروع الاستراتيجي الحيوي.
من جانبه، قال المهندس فارس سيف المزروعي، الرئيس التنفيذي بالإنابة لشركة «الاتحاد للقطارات» خلال الاجتماع: «يسرنا الترحيب بضيوفنا للتعرف على مجريات العمل في مشروع السكك الحديدية الإماراتي، والإنجاز الذي جرى تحقيقه حتى الآن من تسيير رحلات تجريبية ضمن المرحلة الأولى للمشروع الذي سيكون عامل الربط الرئيس بين مشاريع السكك الحديدية في منطقة الخليج، وتشكيل مشروع شبكة السكك الحديدية لدول مجلس التعاون الخليجي، كما يسرنا مناقشة الانتقال إلى المرحلة التالية من مشروع السكك الحديدية لدول مجلس التعاون الخليجي بما في ذلك تحديد الأدوار والمسؤوليات وتعيين الخبرات والموارد اللازمة لإنجاز هذا المشروع الاستراتيجي الحيوي».
وأكدت الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي التزام الدول الأعضاء بتطبيق خطة العمل والجدول الزمني للانتهاء من إعداد التصاميم الهندسية التفصيلية للمشروع خلال عام 2013 و2014، وتنفيذه وتشغيله خلال عام 2018.
يذكر أن التكلفة الإجمالية لإنشاء البنية التحتية للمشروع بلغت 15.4 مليار دولار شاملة الربط بين البحرين والسعودية من خلال الجسر المقترح إنشاؤه بين البلدين، كما قدر الطول الإجمالي للمسار بـ2117 كيلومترا، ويربط مدينة الكويت بكل دول المجلس وصولا إلى مسقط. ويتوقع أن تبلغ سرعة قطارات نقل الركاب ما يقارب 220 كيلومترا في الساعة، ولقطارات نقل البضائع ما بين 80 و120 كيلومترا في الساعة باستخدام الديزل لتوليد الطاقة الكهربائية.